دعنا نلتقي ويجتمع الشمل في الوطن
سعادة النائب محمد دحلان
هذه هي رسالتي الثالثة التي أخاطب بها بعض قيادات الشعب الفلسطيني، حيث كانت الأولى لقيادة حركة حماس، ثم أعقبتها برسالة للرئيس محمود عباس، وهذه الرسالة التي وجدت أنه من باب الأمانة أن أخاطبك، وأن أكون صريحاً معك بنفس القدر من الصراحة والوضوح الذي نصحت به حركتي وإخواني وكذلك سيادة الرئيس، فسأكون معك كما من سبقك، باعتبار أنك غدوت - الآن - شريكاً يلوح في الأفق، ولربما تجمعنا السياسة على سفينتها مرة ثانية.
أخي أبو فادي..
هذه الرسالة أوجهها لشخص عرفته منذ سنين كخصم سياسي، وجمعتنا به العديد من اللقاءات الرسمية والاجتماعية، كانت بداياتها في العاصمة الأمريكية واشنطن عام 2003، عندما تمَّ دعوتنا كقيادات فلسطينية وإسلامية للاجتماع برئيس الوزراء الفلسطيني – آنذاك – السيد محمود عباس. كان اللقاء فرصة للتعرف عليك وعلى الرئيس، حيث كنت من خلال موقعي كباحث في الشأن الفلسطيني متابعاً لملف الزيارة، وكنت أرصد درجة اهتمام الإدارة الأمريكية بك، ولقائك بوزيرة الخارجية كونداليزا رايس.
في ذلك اللقاء، قدَّمت نفسي وعرَّفت بعملي، وبوعدٍ أن نلتقي قريباً على أرض الوطن.
مرت سنوات قبل أن ألتقيك مرة ثانية، ولكني عندما كنت مقيماً في الجزائر كنت أسمع عنك روايات مختلفة؛ بعضها إيجابي وأكثرها سلبي، حيث كانت طبيعة عملك الأمني تفرض عليك التنسيق والظهور مع الإسرائيليين في مسائل تتعلق بشئون قطاع غزة أو ملف المفاوضات إلى جانب الرئيس أبو مازن.
أخي أبو فادي..
في عام 2005، اتصل بي أحد المقربين إليك، وأبلغني عن رغبتك أن تلتقي قيادة حركة حماس، وأنك جاهز لذلك اللقاء من حيث الزمان والمكان، حيث إن الإسرائيليين شرعوا في ترتيبات الانسحاب من قطاع غزة، وأن هناك أموراً تتعلق بمعبر رفح، وأنك معني بأن تضع الحركة في صورة تلك الترتيبات، وكذلك الاتفاقية التي تمَّ التوقيع عليها.
اتصلت بأخي د. موسي أبو مرزوق في دمشق، وعرضت عليه الأمر.. وبعد التشاور مع رئيس الحركة تمَّ اللقاء في القاهرة، ثم كان هناك لقاء ثانٍ أيضاً في مصر حول نفس الموضوع. تم الاتفاق على الكثير من النقاط، ولكن المشكلة - كما ذكر لي الأخوة - أن القليل هو ما تمَّ تنفيذه.
في فبراير 2006 عدت إلى قطاع غزة قادماً من الجزائر، وعملت مستشاراً لرئيس الوزراء إسماعيل هنية، وحيث إن حضورك كان دائماً حاضراً في النقاشات وجدت أنه غدا لزاماً أن التقي بالرجل القوي في حركة فتح.. دعوتك أخي محمد في تلك الشهور الأولى من تشكيل الحكومة إلى بيتي بمدينة رفح في حي السلطان، لنسمع منك وجهة نظرك تجاه بعض القضايا والملفات.. وفي ذلك اللقاء، الذي شاركني فيه بعض الإخوة في قيادة الحركة، تحدثت طويلاً، وناقشناك في كل ما لدينا من مخاوف وشكوك، وكان لقاءً أسهم في توطيد أواصر الصداقة بيننا، وكانت الساعات الأربع التي أخذها وقت اللقاء كافية لتبديد بعض تلك المخاوف، حيث وعدتنا أنك ستبذل كل ما تستطيع لإنجاح عمل الحكومة برغم خلافك معنا، وأنك ستحرص على تقديم النصح، وأن جهودك في المرحلة القادمة ستكون في التركيز على عملك كنائب في المجلس التشريعي، وأنك سوف تبتعد قليلاً عن الملفات الأمنية.
أخي سعادة النائب..
أعرف أن السياسة هي عملية "أخذ وعطا"، وهي بالدرجة الأولى تحكمها المصالح، أي أن كل شيء له مقابل ويجري وفق حسابات دقيقة بين الأطراف، ولكن يبدو أن ما عرضناه -آنذاك – لم يكن كافياً لإرضاء ما لديك من طموحات، فكان ما كان من مواقف تمَّ فهمها من قبل حركة حماس بأنك تعمل لإفشال الحكومة، التي تقودها الحركة.
التقيتك خلال فترة الحكومة العاشرة أكثر من مرة والأخ د. غازي حمد، وتحاورنا بعتب حيناً، وبرغبة في إصلاح العلاقة مع حماس أحايين، وكنت تبدي الكثير من المرونة بغية الوصول إلى تفاهمات وشراكة قد تجمعنا مستقبلاً.
للأسف، لم تمضِ الأمور بالشكل الذي انتظرناه؛ لأن حركة فتح وحتى الرئيس (أبو مازن) دخلوا بوابة المناكفة السياسية، وكان هناك تعمد واضح بالعمل على اسقاط الحكومة.
في فبراير 2007 عقدنا "اتفاق مكة"، وكان الاتفاق واللقاء نقطة تحول إيجابي في العلاقة بيننا، وفرصة مواتية لقبول كل واحد منا للآخر، حيث انفرجت أسارير الجميع؛ فتح وحماس، وتحلقنا كقيادات حول الحجر الأسود، وتعلقنا بأستار الكعبة، ودعونا الله أن يكلل هذا الاتفاق بالنجاح، وأن تتمكن حكومة الوحدة من التغريد إقليمياً ودولياً.
للأسف، انهار الاتفاق بعد أربعة شهور - تقريباً - من تشكيل الحكومة، وتداعى كل أمل بنيناه لشراكة سياسية بيننا، وكانت الأحداث المؤسفة في 14 يونيو 2007، والتي اعتبرتها السلطة انقلاباً، فيما كان موقف حماس أن الحكومة لا تنقلب على نفسها، وإن ما وقع كان هو عملية حسم للصراع مع الأجهزة الأمنية، التي لم تمنح الولاء للنظام الجديد ولم تلتزم المهنية في أداء واجباتها، وكانت تعمل لإسقاط حكومة الاستاذ إسماعيل هنية.
صحيحٌ؛ جرت تلك الأحداث وأنت خارج البلاد لتلقي العلاج في ألمانيا، ولكن ما كان يصلنا من تقارير هو أنك العقل المدبر لما يُبيت بليل للإطاحة بحركة حماس.
أخي أبو فادي..
تعلم أني قد اتصلت بك بعد عدة شهور من تلك الأحداث المأسوية، بغرض الاستيضاح والعتاب على كل ما وقع، وسماع وجهة نظرك في كل ما حدث، وقد حاولت كرجل سياسي ومسئول أمني سابق شرح الموقف وتحميل حركة حماس الخطأ والخطيئة، ولكن إجابتك لم تكن مقنعة لي، وإن حاولت تفهم بعض ما ذكرت في تلك المحادثة.
مضت عدة سنوات بعد ذلك، لم نلتقِ ولم نتحدث إلى أن جاء اللقاء في القاهرة عام 2011، حيث وقَّعت حماس على ورقة المصالحة المصرية. دعوتني إلى بيتك في الدقي، لتناول طعام الغداء وإجراء "جردة حساب"، من خلال الحوار لكل ما سبق من سنوات. كنت كريماً كعادتك، وكانت ابتسامتك وتحليلاتك للأمور، ورؤيتك لشخصٍ يمتلك المعطيات بأن الاتفاق لن ينجح، وكانت كلماتك لي: يا أخ أحمد.. إنهما يتكاذبان!! وذلك لاعتبارات منها عدم توفر النيات وغياب الثقة، وأسباب أخرى لا داعي لذكرها الآن.
في عام 2012 تمَّ تشكيل لجنة التكافل الاجتماعي من شخصيات فتحاوية وحمساوية، والتي أخذت على عاتقها جلب الدعم والمساعدة لقطاع غزة. سافرت مع اللجنة إلى دولة الامارات، حيث استقبلتنا في بيتك في مدينة أبو ظبي، وأكرمت وفادتنا، وهيأت لنا الأجواء للقيام بحملة تبرعات مريحة لصالح قطاع غزة.
وفعلاً؛ نجحنا من خلال جهودك وعلاقاتك الواسعة بشيوخ الإمارات أن نجمع الكثير من المساعدات، كان أهمها تقديم دعم لمائتي شاب وشابة على الزواج، ومبالغ مالية أخرى لدعم طلاب المدارس، وأشكال أخرى من المساعدات.
لم تبخل بجهد لإنجاح رحلتنا، وكانت نخوة ابن المخيم بادية عليك تجاه الوفد، الذي كنت أنا أحد أعضائه. كانت الزيارة موفقة والتسهيلات التي قمت بها كبيرة، مع وعود قدَّمتها بمشاريع أكبر لطلاب الجامعات وبناء مدينة للأسرى المحررين.
بعد ذلك انقطعت علاقتي باللجنة، ودخل إليها أخوة آخرون من قيادة حماس، أما علاقتي الشخصية بك فاقتصرت على اتصالات اجتماعية لتهنئة أو واجب عزاء من حين لآخر، وكنت تُظهر الحرص والمودة في كل تلك الاتصالات.
أخي سعادة النائب..
اسمح لي أن اتعاطى مع مخاوف أبناء الحركة الإسلامية والشارع الفلسطيني، الذي لديه الكثير من الوساوس والشكوك حولك، ليس دفاعاً عنك، فأنت لديك ماكينة إعلامية ضخمة بإمكانها الذود عن حياضك، والعمل على تجميل صورتك ومواقفك بالشكل الذي تريد.. ولكن ما سأتحدث به هو حديث السياسة ولغة الشارع، وهو ما يتطلب منك الرد عليه لتبديد قلق الناس، لاسيما شباب الحركة الإسلامية، الذين ما انفكوا يتساءلون عن حقيقة وجدوى اللقاء بك والعمل معك.
نعم؛ لا يمكن إنكار أن هناك بيننا ثارات دم، وتوجسات كثيرة، وأنت في نظر السواد الأعظم من عناصر وكوادر حركة حماس ما تزال في دائرة الاتهام؛ لاعتبارات سأسرد بعضاً منها، وهي: أولاً؛ بخصوص تعطيل أي تقارب فتحاوي حمساوي لإقامة شراكة سياسية، والعمل عبر الأجهزة الأمنية القريبة منك على إفشال أي نجاحات لحكومة إسماعيل هنية، من خلال وضع العراقيل في طريقها. وثانياً؛ لما جرى من أحداث مأساوية دامية عام 2007.
أخي أبو فادي..
قد نتفق مع من يوجهون هذه الاتهامات وقد نختلف بالطبع؛ حيث إنك كنت من بين من هندسوا لاتفاق مكة، وعملوا على إنجاح توقيع الاتفاق.
إن هذا يدل - من وجهة نظري - على أنك خصم سياسي وليس بالضرورة متآمراً على حماس، كما يحاول البعض أن يضعها في هذا السياق.. أنا اتفهم أنك فتحاوي عنيد، ولك حساباتك الشخصية الخاصة، والتي تبدو عند تمحيصها وكأنك تناصبنا
العداء، وهذا في السياسة - كما تعلمته في دراساتي العليا - أنه سلوك الأحزاب، حيث تضع العراقيل في وجه بعضها البعض، بغرض إظهار خصومها بأنهم فاشلون أو لم يحققوا ما وعدوا به قواعدهم خلال حملاتهم الانتخابية أو في برنامجهم الحكومي، كي لا يراهن عليهم الشعب في جولات انتخابية قادمة.
وإذا أخذنا تصرفاتك بهذا المفهوم، فلا أعتقد أنها تستوجب منَا كل هذه القطيعة والتحامل عليك. ولكنها ربما تستدعي من حركة حماس أن تأخذ حذرها، وأن تتعلم أساليب المناورة وتكتيكات السياسة، وأن تمارس اللعب معك على المكشوف، إلى أن تستعيد أركان الثقة بك وبهذا التيار الذي يتهمه مناصرو حماس حتى اليوم بأنه من أشعل الفتنة، وساقنا إلى الكثير من المعارك الجانبية، التي استنزفت طاقتنا، وأوصلتنا إلى طريق مسدود، ظهر فيه أنَّا عيال على عالم السياسة، وأننا عاجزون.
مع كل هذا الذي ذكرناه عنك وربما أكثر من التوجسات والشكوك، إلا أننا في محنة وطنية حقيقية، تتطلب حلولاً ومخارج لتفادي الغرق وغياب النصير.
أخي أبو فادي..
إن التفسيرات التي يطلقها البعض لهذا التقارب، هو كونك - اليوم - بالنسبة لنا في غزة قد تمثل "طوق نجاة" يصلح الاعتماد عليه مرحلياً لتخطي الضغوطات، التي أحكمت قبضتها علينا.. نعم؛ قد يكون في هذا الكلام بعض الصواب، ولكن البعد الغائب عن تفكير الكثيرين هو رغبة جادة لدى قيادة حماس في الخروج من نفق الأزمة وتعقيدات الحالة السياسية الفلسطينية، بعدما غدت الأبواب مؤصدة من جهة الرئيس أبو مازن، وبدا أنه غير معني بحل مشكلة العلاقة مع غزة أو تفريجها، فكأنها الرؤية لدى قيادات الحركة هو البدء بالتيار الذي تمثله أنت، ثم التوسع في مصالحتنا مع حركة فتح الأم، التي يمثلها الرئيس أبو مازن. فإذا نجحنا في بناء الثقة معك، وهذا التيار الواسع الحضور في قطاع غزة، وكان لك "سهم خير" في توظيف شبكة علاقاتك
الإقليمية والدولية لخدمة قطاع غزة، وفك الحصار عن أهله، ربما تكون هذه الخطوة هي المدخل لإنهاء الانقسام، وطي صفحة الماضي الأليم.
أخي أبو فادي...
في مشهد الإعلام المسيس بشكل فاضحٍ في عالمنا العربي، والذي يطالعنا بتخريفاته - للأسف - صبح مساء، فأنت متهمٌ بمن يقوم بتزويد الجنرال حفتر بالسلاح، ويعمل ضد مصلحة الليبيين!! وفي تونس، أنت متهمٌ بالتآمر ضد الغنوشي وحركة النهضة!! وأنت كذلك من يحرض الأكراد على التمرد والثورة ضد أردوغان، واستهداف المصالح الأمنية التركية، وأنت - بحسب الرواية التركية - ممن ساهم في دعم الانقلاب هناك، ومن حرَّك المعارض فتح الله كُولن، وأنت من يحرك مجموعات إعلامية للتحريض وتشويه صورة الإسلاميين، وأنت ذراع أمني لدولة الإمارات، لملاحقة الإسلاميين واتهامهم بالإرهاب!! وأنت وأنت!!
لا شكَّ بأن هذا المشهد الإعلامي حولك يبعث - حقيقة – على التوجس والخوف والقلق، وعليك - أخي محمد – أن تثبت لنا أنك غير ذلك، من خلال التركيز على القضية الوطنية، والابتعاد عن باقي الملفات التي لها أبعاد وأجندات إقليمية ودولية. وهذا يتطلب منك بالطبع لغة إعلامية وخطاب سياسي أكثر وطنية، وحرص على هموم وأوجاع شعب فلسطين.
ونظراً لخطورة هذه الاتهامات ضدك، فإن على النخب في هذا التيار الذي تقود أن يحاججوا خصومك بطلب البينة والدليل، حيث إن "البينة على من ادَّعى"، ومن حقك – أخي محمد - أن تقول لهم كذلك: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".
سعادة النائب محمد دحلان..
يسألني الكثير من الناس إن كنت متفائلاً أو مستبشراً من هذه العلاقة معكم، وإذا ما كانت هذه العلاقة معك ستؤثر على علاقات أخرى استراتيجية مع دول مثل قطر
وتركيا وإيران؟ فأقول لهم: نحن في السياسة لا نترك الأمور تجري في أعنة العاطفة بل نتدبرها، ونتعاطى مع المسائل بمنطق "لست خبَّاً ولا الخبُّ يخدعني".. كما أن الموقف الثابت لنا هو أن فلسطين هي قضية الأمة، ويجب أن نحافظ على علاقات متوازنة مع الكل العربي والإسلامي وألا ندخل في أي تحالفات إقليمية، حتى لا يؤثر ذلك على مواقف الشعوب والدول التي تنظر للقضية الفلسطينية باعتبار أنها قضيتها المركزية.
أخي أبو فادي..
لا شكَّ بأن المساهمة الفاعلة في حلِّ مشاكل قطاع غزة سوف تجعل مثل هذه الاتهامات بضاعة "حاطب ليل"، لا قيمة لها؛ لأن العبرة بما يراه الناس بأعينهم، ويلمسونه بأيدهم، من خلال واقعهم المعيش.
إنَّ كل ما أستطيع أن أقوله عنك بعد كل هذه السنوات من النقاش والحوار، أنك شخصٌ يمكن التعامل معه وبأريحية، مع ضرورة توخي الحيطة والحذر؛ لأنك رجلٌ طموح جداً، وليس في السياسة ما يمنع شخص أن يكون سقفه السماء، إذا نجح في اقناع كل من حوله أنه رجل المرحلة، وأنه جدير بها، وأنه يملك بيديه وعلاقاته مقود الخلاص.
إن قادم الأسابيع والشهور هو المحك الحقيقي لتلك العلاقة التي بدأنا في تدشينها بيننا، والتي نأمل أن نبني من خلالها جسوراً للمودة والثقة، وأن يكون ما قدَّمته أيدينا من غرس بعد طول غياب هو محطة للتفاؤل ومبعثٌ للاطمئنان في نفوس أبناء شعبنا، وبه إن شاء الله نطوي صفحات التوجس والقلق والمسغبة، التي أعقبت محنتنا الوطنية في يونيو 2007.
هذه رسالتي التي آمل أن تكون تذكرة لنا ولك، وهي من باب النصيحة، وبهدف استعادة وحدتنا الوطنية، والتي كان غيابها تضيعاً للقضية الفلسطينية، وإضعافاً لمشروعنا الوطني.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.
د. أحمد يوسف