مع اقتراب الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك تنطلق فعاليات يوم القدس العالمي الذي تم اطلاقه مع الثورة الإيرانية في الـ 79 وترسخت معه في السياسية الإيرانية ركيزة أن القضية الفلسطينية بوصلة الأمة العربية والإسلامية، ليبرز التساؤل حول ما يميز إحياء يوم القدس العالمي لهذا العام؟ وهل قدمت إيران للقدس عملياً منذ انطلاقه؟ ولماذا يشككك البعض بيوم القدس ويصفه يوم خطف القدس؟ هذا ما يجيب عليه الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات في السطور القامة.
القدس.. ركيزة في السياسية الإيرانية
منذ انطلاق الثورة الإيرانية جعلت من القدس والقضية الفلسطينية ركيزة أساسية، متخذةً من الجمعة الأخيرة لشهر رمضان المبارك مناسبة لحشد المسلمين في كافة الساحات والميادين لشد انتباههم نحو القدس رغم الصراعات المذهبية والمؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية.
يقول الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات تعقيباً على ما يميز يوم القدس العالمي لهذا العام على وجه الخصوص أنه "يأتي يوم القدس العالمي هذا العام والمستوى العربي والإسلامي بحالة غير مسبوقة من محاولات العديد من الأنظمة العربية وعلى وجه الخصوص الخليجية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل ونقلها من الجانب السري إلى الجانب العلني وذلك ليس عملية تنسيق بل تحالف على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومدينة القدس".
وأكد عبيدات في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن كارثة محدقة ليس بالشعب الفلسطيني فقط بل بالأمة العربية والإسلامية إذا استمرت الحالة الراهنة على ما هي عليها، مستدركاً لكن انتصارات محور المقاومة وتراجع مشروع التقسيم الأمريكي تؤدي لنظرة إيجابية. على حد قوله
ونوه للقوانين العنصرية التي تقدم بها المتطرف نفتالي بينت للكنيست، بأن تبقى القدس غير مقسمة وتحتاج لمصادقة 80 عضو.
وأضاف أن ما صرحت به المتطرفة وزيرة ما يسمى الثقافة والرياضة ميري رغيف في الذكرى الـ 50 عاماً على احتلال القدس وضمها بتحويلها من القدس الموحدة للقدس المحررة.
المشككون... سيادة ثقافة الهزيمة
سيادة ثقافة الهزيمة بالتشكيك بالمقاومة نهجاً وفكراً وثقافة الهدف من وراء التشكيك بيوم القدس العالمي حسبما يرى البعض.
وبشأن ما قدمته إيران للقدس عمليا منذ انطلاق يوم القدس العالمي في الـ 79 حتى اليوم يؤكد عبيدات أنه على أقل تقدير تدعم إيران القدس في الجانب الإعلامي والسياسي بمواقف معلنةً.
ونوه إلى أن عقد مؤتمر القدس السادس في 21و22 آذار في طهران جاء لتأكيد ما تتعرض له القدس من تهويد وأسرلة في ظل انصراف الأجندة العربية والإسلامية عن القدس لصالح مشاريع هامشية.
وشدد على أن الدعم المادي الإيراني للقدس تحده طبيعة تعقيدات الاحتلال المفروضة على داعمين المدينة لتصنيفها إيران ضمن القوى الإرهابية، منوهاً لموقف السلطة الوطنية الفلسطينية المعادي لإيران.
وأضاف أنه حال توحدت الجهود العربية والإسلامية سيسمح لها وستدعم إيران القدس ماديا بالإضافة للعديد من الدول الإسلامية.
وأردف قائلا "منذ الصرخة التي أطلقها الأمام الخميني للقدس والإمام على خامنئي والقيادة الإيرانية سارت على هديه، والقدس والقضية الفلسطينية تحتل مكانة سياسية مهمة في الثورة الإيرانية".
وشدد على أن مواقف إيران الداعمة للقدس والمقاومة مبدئية وليس مبينه على جوانب مذهبية وطائفيه، مستدركاً أن مواقف الدول الخليجية تحاول أن تجعل جوهر الصراع من عربي إسرائيلي جوهره القضية الفلسطينية إلى صراع مذهبي عنوانيه سني وشيعي .
وبشأن وصف بعض المشككين والمنتقدين ليوم القدس "بيوم خطف القدس" شدد عبيدات على أنهم لا يريدون أن يسود فكر المقاومة لا نهجاً ولا فكراً ولا مقاومةً ويريدون فقط إستدخال ثقافة الهزيمة على عالمنا العربي.
وأكد أن فكرهم المنهزم سبب كبير فيما تتعرض له الأمة من هزائم.
ودعا عبيدات لضرورة أن يتحول يوم القدس العالمي مناسبة عملية إلى جانب الندوات والفعاليات في المسيرات والميدان لحماية القدس في وجه مخططات التهويد والأسرلة.