الانقلاب الناعم في السعودية وانعكاساته الاقليمية

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

بتقديرنا ان التغييرات الأخيرة التي طالت هيراركية الحكم في المملكة السعودية أن ثمة انقلاب ناعم تجاوز جيلا كاملا من أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز إلى جيل أبناء الأحفاد بمعنى خر هو التحول الى الجيل الاكثر ليبرالية وتماهيا مع النظام الدولي الجديد

علاقة القطيعة القطرية بتسريع الاحداث

كان واضحا للمراقبين ان ولى العهد الاسبق محمد بن نايف يرى في قطر حليفا أقرب للسعودية من الإمارات وكانت مواقفه الرافضة للسياسات الخليجية والعربية التي اعلنت القطيعة على قطر سبب مباشر في التسريع بالانقلاب الناعم وعزله من ولاية العهد لان هذا يعني وقوفه على النقيض تماما من موقف محمد بن سلمان وأبناء زايد في الامارات طبعا ولا نستثنى العامل الامريكي الخارجي المتماهي مع المتغيرات التي تصب في مصلحتها ومصلحة حلفائها بالدرجة الاولى سيما وان محمد بن سلمان يميل الى الليبرالية والانفتاح السعودي على الغرب وربما على اسرائيل

انعكاسات الموقف على قطر

نرى أنه لن تأتى أصوات ستتدخل لتعدل من الموقف السعودي في أي وقت قريب ولا تتوقع تغييرات كبيرة بين عشية وضحاها وعلى الارجح وفى ظل التنافس على الزعامة في المنطقة بين الملوك الشباب سيتخذ الصراع سيناريوهات اكثر تعقيدا وباعتقادي ان استقبال الأمير محمد بن سلمان عددا من شيوخ قبيلة ل مرة المعارضين للنظام القطري أول هذه المؤشرات وسيشدد بن سلمان حصاره لقطر للي عنق تميم بن حمد ولو دعي الامر للاجتياح العسكري وبغطاء دولي لن يتردد

انعكاسات الموقف على الفلسطينيين

القارئ للخريطة الفكرية والسلوكية التي يتحلف بها بن سلمان يجد انه يعتبر ان حركة حماس هي امتداد لحركة الاخوان المسلمين المرفوضة سعوديا وامريكيا في الوقت الراهن وهذا بالتالي سينعكس سلبا على الفلسطينيين وبالتحديد في غزة اما علاقته مع السلطة في رام الله فالأمر يتوقف حسب المعادلة الدولية وما تمليه الادارة الامريكية من ناحية ومنظومة التحالف السني الجديد التي ترعاه السعودية من ناحية اخرى ونرى بكل موضوعية ان الزواج السعودي الفلسطيني بكل شقيه لن يشهد شهر عسل وربما لا نصل لمرحلة البحث عن البصل السعودي الا في حالة واحدة هو رضوخ الفلسطينيين للابتزازات والمساومة الضغوط الدولية وخاصة بعد محاولة التقارب السعودي الإسرائيلي الذى رسمته الادارة الأميركة وما يفضى عنه من اتفاقيات سياحية اقتصادية وشروع الطائرات بسيرها من تل ابيب للرياض

انعكاسات الموقف على إيران

من المرجح ان مباركة الادارة الأميركة للانقلاب الناعم في السعودية بعد مؤشرات تصاعد التوتر بين ايران والسعودية ببطء خاصة بعد ان وجه الإيرانيون أصابع الاتهام إلى السعوديين حول هجوم إرهابي في العاصمة طهران وما تبعه من إطلاق صواريخ باليستية على سوريا

وبتقديرنا اتخاذ محمد بن سلمان نهجا صارما في تصريحاته ضد إيران خاصة ما صرحه انه ينوى نقل المعركة داخل الأراضي الايرانية كان ذلك بداية تسخين الجبهة السعودية الايرانية بمباركة امريكية بهدف ايجاد توازن في الخليج يضمن لها بيع كمية اكبر من السلاح واستنزاف البترول وتكريس الوجود الأمريكي في الخليج

الانعكاس على الصراع اليمني

بحكم دكتاتورية الجغرافية بين السعودية واليمن والتداخل التضاريسي ولاسيما في عسير فان الاستقرار السعودي مرتبط حتما بالاستقرار اليمني ومن هنا يحتم على السعودية وخاصة في عهد بن سلمان دعم الحكومة ضد الحوثيين ومن الممكن تصدير الصراع الإيراني السعودي للساحة اليمنية وممارسة حرب الوكالة بين إيران وسعودية باعتبار ان بن سلمان احد اكبر مهندسي تقليم اظافر ايران بالمنطقة ولاسيما اليمن.

بقلم/ د. ناصر اليافاوي