تعتبر صناعة الكعك والمعمول من أبرز ما يميز أجواء استقبال عيد الفطر المبارك في الأراضي الفلسطينية خاصة قطاع غزة، فلا يكاد تكون للعيد نكهة، سوى بتلك الحلوى، بجانب شراء أنواع الحلوى الأخرى والاطعمة كـ "الحلقوم، الشوكلاتة" كذلك الفسيخ والمكسرات ..
وتنتشر روائح الكعك والمعمول من مختلف البيوت الفلسطينية، فالمار في الطرقات والأحياء والأزقة، يشتم رائحة تلك الحلوى، وعلى الرغم من توفرها في المحال التجارية، إلا أن النسوة يحرصن على صناعتها في منازلهنّ، رغم أنها تحتاج لجهد ووقتٍ طويل، وخبرة، لإجادة صناعتها بشكلٍ جيد..
وتتركز صناعة الكعك في ساعات الصباح أو المساء، وأبرز ما يخلق أجواء الفرحة، هو تجمع النسوة برفقة بناتهنّ وجيرانهنّ وأقربائهنّ للمشاركة في العمل بشكلٍ جماعي، فلا يمكن لامرأة لوحدها القيام بذلك العمل المُتعب، لأنه يحتاج لساعات حتى يُنجز..
فتبدأ عملية الصناعة بشراء ما تُسمى "الكلفة" وهي المواد التي تخلط في بعضها للصناعة، ومن ثم عجنها، وتجهيزها بطريقةٍ معينة، وبعدها عملية التقطيع لقطعٍ صغيرة، ومن ثم وضع الحشوة وهي عبارة عن "تمر مطحون" المعروف باسم "العجوة"، ومن ثم عملية الطهي داخل أفران.
وعلى الرغم من التكاليف الباهظة لصناعة الكعك والمعمول، والتي تزيد عن "40 شيقل" للثلاثة كيلوجرامات، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، إلا أن كثير من الأسر الفلسطينية تحرص على صناعته، كونه يعتبر من أكثر الأشياء التي تجعلهم سعداء بقدوم العيد.
وتسود أجواء من الفرح والسعادة داخل المنازل الفلسطينية أثناء الساعات التي تطهي النسوة فيها الكعك والمعمول، وكأنها أجواء فرح، وتحرص كذلك النسوة على إطعام بعضهنّ البعض مما يُنتج من كعك، وتوزيع جزء على الفقراء والمساكين، ممن لا يقدرون على شرائه أو صناعته.
وأدت الظروف الصعبة التي عاشها الفلسطينيون الأعوام الماضية، نتيجة العدوان الإسرائيلي، للإحجام عن الاحتفال برمضان والعيد، والعزوف عن صناعة الكعك والمعمول، والتسوق في الأسواق، وشراء الملابس والحلوى، تضامنًا مع أسر الشهداء والجرحى والنازحين وأصحاب البيوت المدمرة.
وعلى الرغم من عدم تحسن الأوضاع تماماً بعد مرور 3 أعوام على انتهاء العدوان الإسرائيلي، إلا أن كثير من الأسر الفلسطينية أصرت على أن تفرح، من خلال ممارسة كافة طقوس العيد، بما فيها صناعة الكعك والمعمول، وشراء الملابس والحلوى والفسيخ.