وقفت السيدة ابتهال أبو سالم 40 عاما ومعها 3 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 7 أعوام و12 عاما يقلبون في العديد من قطع الملابس على أحد البسطات في حي الشيخ رضوان بقطاع غزة، ويفاصلون البائع في ثمنها، بينما تجد الأصوات الأخرى تنادى مرحبةً بالزبائن وتطالبها بالدخول لمشاهدة ما هو معروض من ملابس أو أحذية.
فخلال جولة قصيرة تجد الازدحام الشديد، وكأنه لا يوجد احد تبقي في بيته إلا وخرج لشراء ملابس العيد خاصة في ظل نزول سلف الرواتب لموظفي السلطة وكذلك نزول راتب لموظفي غزة وأيضا شيكات الشؤون الاجتماعية، مما اوجد حالة من الحركة النشطة.
وما أكده لنا الجميع هو أن الأسواق في غزة مزدحمة والأسعار تتفاوت ما بين الرخيصة والغالية إلا أن القاسم المشترك هو أن البيع قليل، ويفضل المواطنون شراء الملابس والأحذية ذات السعر المنخفض بعيدا عن الجودة.
السيدة ابتهال أبو سالم ربة البيت والتي تنتظر شيك الشؤون الاجتماعية كل 3 شهور، تقول لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، نحن لم نشترى الملابس لأطفالنا إلا حينما أخذنا أموال الشؤون الاجتماعية، ونفضل أن نشترى من البسطات لأنها أرخص من المحال التجارية، وكما ترى لدي 3 أطفال وكل واحد يريد قميص وبنطلون وحذاء ومستلزمات أخرى".
بينما يري صاحب سنتر أبو عيشة في حي الشيخ رضوان أن حركة البيع تعتمد أكثر شيء على الحالات الخاصة بالشؤون الاجتماعية، أكثر من الاعتماد على حركة رواتب الموظفين، خاصة أن هناك التزامات أخرى على المواطنين، فهم يفضلون الأشياء الرخيصة على الغالية.
وتصل قيمة المساعدات المقدمة من وزارة التنمية الاجتماعية للمستفيدين من برنامج الحماية الاجتماعية في قطاع غزة والضفة الغربية إلى 130 مليون شيكل، موزعة على أكثر من 111 ألف أسرة في الضفة والقطاع، وتتلقى كل أسرة من تلك الأسر مبلغًا يتراوح بين (750-1800) شيكل كل ثلاثة أشهر.
ويستهدف برنامج الحماية الاجتماعية الأسر التي تقع تحت خط الفقر الشديد، وكذلك الأسر المهمشة التي تقع بين خطي الفقر الوطني، والشديد، وعلى وجه التحديد الأسر التي تضم أشخاصا من ذوي إعاقة، أو مسنين، أو أيتام، أو أصحاب الأمراض المزمنة، أو أسر ترأسها نساء.
فحال السيدة ابتهال نموذج لآلاف العائلات في قطاع غزة مستورة الحال، فالأوضاع الاجتماعية في القطاع حدث عنها ولا حرج في ظل الحصار والانقسام الذي يضرب كل مقومات الحياة في القطاع.
فلسان الحال يقول "عيد بأي حال عدت يا عيد، ورغم الأوضاع الصعبة في القطاع إلا أن هناك متسع للفرحة دوما يجب أن يكون، ويقول المواطن أبو خالد علوان 55 عاما لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،:" نريد أن نفرح رغم كل شيء حصار مش حصار أو بلا كهرباء نريد أن نفرح بالعيد ونرى الفرحة على وجوه أبنائنا .
ومنذ أن فازت "حماس"، بالانتخابات التشريعية في 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، واستمر هذا الحصار رغم تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية، أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/حزيران 2014.
ووفقًا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80 ٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.