عيد الفطر فلسطين صامدة

بقلم: عباس الجمعة

على الرغم من الجراح فلسطين ما تزال وستبقى صامدة في وجه الاحتلال والعدوان والاستيطان ،ومع بزوغ فجر عيد الفطر السعيد ، ما زال الشعب الفلسطيني يقدم قيم البطولة والفداء والمقاومة في مواجهة الاحتلال .

وفي هذه المناسبة نتقدم بأسمى ايات التهنئة من اسر الشهداء واسرى الحرية مقرونة بأخلص مشاعر الولاء والوفاء لشعب فلسطين الشامخ بثياب العزة والكرامة والمجد ، حيث يقدم شبابه شهداء لتضيئ مشاعل النور وهم يدافعون عن الارض والانسان ، فلولا تضحياتهم لما كان هناك عيد وهنا نقول بأن العيد قد فقد أهم معانيه في ظل الإجرام الصهيوني ، إلا أننا واثقون من ارداة شعبنا العظيم الذي يواجه كافة المؤامرات والمخططات الامبريالية والصهيونية .

نقر ونعترف بأن فلسطين محتلة كل فلسطين محتلة وشعبها يعاني ويلات الاحتلال وعذابه، احتلال قطع أواصر الناس وروابطهم، حواجز عسكرية صهيونية، اعتقالات وقتل وحصار، مستوطنات تزداد عددا يوما بعد يوم،استيلاء على الأراضي ومصادرتها بقوة السلاح، صمت عربي ودولي ورغم كل ذلك حالة الانقسام كارثية تستدعي من الجميع رفع الصوت عاليا من اجل انهائها .

يأتي العيد وقلوبنا مليئة بالأحزان وأنفسنا تنخرها الهموم والاحباطات، يأتي العيد والجراح تكسرنا والشتات يفرقنا و حالنا فهو يرى أننا لا نزال نعيش حيرته ونعاني معاناته ونردد صرخته المدوية عيد بأي حال عدت يا عيد .

لاشك أن عيد الفطر هذا العام يكتسي حلة خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي نجتازها ، وخاصة في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القدس، والضفة الفلسطينية، وقطاع غزة، و فلسطينيو الـ 48، واللاجئين في الشتات والمنافي، وآلاف الأسرى والأسيرات، حيث ان هذا الشعب العظيم لا يعرف طعم العيد ولابهجته نتيجة ما يعانيه من عذاب على ايدي الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وما تتعرض له اقدس المقدسات من تهويد وطرد، وحفر تحت الأقصى وبناء الجدار والمستوطنات التي تتمدد كالسرطان، هذا هو المشهد العام تقريبا في العيد.

إن القهر والظلم والحقد الذي يحيط بالشعب الفلسطيني في فلسطين حيث لا يجد هذا الشعب العظيم نهاية لحكاية وجعه التي بدأت منذ احتلال العدو الصهيوني فلسطين ، فلحظات الأسى والألم تلازم الشعب الفلسطيني حتى في أكثر المناسبات فرحا ، بما فيها العيد.

فلا غرابة أن ترى في فلسطين الدموع وقد امتزجت بالزغاريد ، ولا عجب أن تلمس هنا أن الشعور بالكبرياء قد استعلى على الإحساس بالمرارة و الآلم ، فمن يرى الفرحة التي تعم الشارع الفلسطيني صبيحة العيد ابتهاجا بقدومه لا يمكن أن يخطر بباله ان هذا الشعب العظيم الذي يواجه المحتل ، ويقدم الشهداء والاسرى سيظل أقوى الحاضرين بقضيته امام العالم ، حيث لم يبخل في الدفاع عن ارضه ومقدساته طلبا لحريته.

الشعب العربي الفلسطيني مع اطلالة عيد الفطر السعيد، يبقى متمسك في الامل والفرح، ويرسم الابتسامة على شفاه الاجيال القادمة إسوة بشعوب الارض، ولكن هو بحاجة الى انتفاضة شعبية تعيد ترتيب الاولويات الوطنية، انتفاضة تنهض بادوات الفعل الكفاحي ورفض العودة الى دائرة المفاوضات التي لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى كوارث لم يستفد منها سوى الاحتلال .

و لا بد من القول آن الأوان من اجل ان تتوحد كافة الطاقات العربية والاسلامية مع ارادة الشعب الفلسطيني ، من اجل مواجهة الصلف الإسرائيلي وكبح جماح الاحتلال، ومطالبة المجتمع الدولي ومنظماته بوقف جرائم الاحتلال وإجباره على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية باستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والاراضي المسلوبة ووقف ممارساته التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة.

وفى يوم العيد نقول للعالم اجمع عليكم اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية فى كل الميادين وعلى كل الصعد ، وفي يوم العيد ندعو جميع الفصائل والقوى الى التمسك بالوحدة والمصالحة الوطنية والدولة والقدس واللاجئين والجدار والمياه وحق تقرير المصير والسيادة والاستقلال .

مع ذلك، ورغم كل ما سبق نقول نأمل أن يعود العيد القادم وقد تحررت فلسطين كل فلسطين وتمكنت الشعوب العربية ومقاومتها من الانتصار على الهجمة الامبريالية الاستعمارية الارهابية التي تستهدف تفتيت المنطقة الى كانتونات طائفية ومذهبية واثنية ، ونهب مقدراتها وخيراتها ،وهناك من هم عرب واسلاميون يتولون تسويقها وتمويلها والتنظير لها والدفاع عنها ،حيث للاسف يجري توظيف واستغلال للدين بأسوأ أشكاله من أجل خداع وتضليل الجماهير وتسويغ تلك المشاريع والمخططات، فالتاريخ علمنا بأن الشعوب المؤمنة بحقها في الحياة والحرية والاستقلال والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لن تهزم مهما طال ليل الظلم ومهما استبد الظالمون..وان مصير الطغاة المحتلين إلى زوال مهما طال ظلم المعتدين.

ختاما نتقدم باحر التهاني من الشعب الفلسطيني وجماهير إمتنا العربية بأجمل التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، مع تأكيدنا على الاستمرار بالنضال والتمسك بالأهداف الوطنية والقومية حتى تحرير فلسطين، وتحرر أمتنا العربية من التبعية والارتهان.

بقلم/ عباس الجمعة