عيدك سعيد يا فلسطين

بقلم: فايز أبو شمالة

كل عام وأنت بخير يا فلسطين، كل عام والشعوب العربية والإسلامية بخير، كل عام والمقاومة الفلسطينية بخير وعافية وشموخ، فالمقاومة الفلسطينية هي نقطة التقاء كل مشاعر الأمة العربية والإسلامية الوفية للحرية والكرامة، والتي تذوب عشقاً في شرايين الوطن.

إنها المقاومة الفلسطينية التي أعطت لقطاع غزة القيمة والهيبة، ولولا المقاومة المسلحة لكانت غزة نسياً منسياً، وخارج الحسابات الإسرائيلية، لا يرد ذكرها صباح مساء في كل وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولا تتربع على طاولة مجلس الوزراء الإسرائيلي، الذي يفتش عن حل لقضية غزة، التي عشعشت في تجاويف القلق لوزير الحرب الصهيوني ليبرمان، حتى صارت هاجساً من المجهول أجبره على التراجع عن تصريحاته السابقة، والتي هدد فيها بتصفية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أبو العبد هنية بعد ساعات من توليه المنصب الوزاري!.

المقاومة الفلسطينية  هي عيد غزة الباسم، وأملها المضيء بالأماني، وهي فخر كل فلسطين التي تتطلع إلى غدها من ثغور غزة، وتحلم بحريتها من خلال حصار غزة، وذلك لأن المقاومة هي مبعث الرجاء الآمن للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وهو يفتش عن آلية تحرير أرضه، والمقاومة مبعث الرجاء لسكان غزة، وهم يفتشون عن غذائهم وعلاجهم وسفرهم ومستقبل أبنائهم، وهذا ما بدأ يلوح في أفق غزة، وهذا ما تبشرنا به الأيام القادمة رغم غبش المسار، فما كان مع العسر إلا يسرا، وما ضاقت واستحكمت حلقاتها إلا وفرجت، لأن ما بعد الحصار هو الانفراج، وليس الانفجار كما يحاول البعض أن يشيع من أخبار.

لقد صارت غزة المحاصرة مرهوبة الجانب، وتفرض على أعدائها قبل أصدقائها آلية البحث عن بدائل وخيارات بعيداً عن المواجهات، وهذا هو عنصر الأمان لسكان غزة، الذين أمنوا على حياتهم، فناموا مطمئنين رغم جوعهم، والأمل لا يفارق مهجتهم، وهم ينتظرون، ويحلمون بحياة كريمة كبقية البشر، حياة تخلو من حصار العدو ومن حصار أصدقاء العدو، حياة تخلو من المؤامرات على مستقبل أبناء غزة الذين استعدوا للعيد، وليسوا له الجديد.

غزة تفرح بالعيد، وتنتظر في كل يوم من البشائر ما هو جديد.

د. فايز أبو شمالة