تصدر منتخب فلسطين لكرة القدم مجموعته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس أمم آسيا، بعد الفوز على المنتخب العُماني في اللقاء الذي جمعهما في ملعب فيصل الحسيني في القدس المحتلة.
صحيفة "القدس العربي" اللندنية توقفت عند هذا الفوز لتسلط الضوء على وضع المنتخب الفلسطيني بشكل عام وحظوظه في التأهل بشكل خاص، ومرحلة ما بعد التصفيات الآسيوية. والتقت الصحافي الرياضي المتخصص أحمد العلي ودار هذا اللقاء حول المنتخب.
○ بعد فوز المنتخب الفلسطيني على عمان… متى المباراة المقبلة؟ وما الحظوظ للتأهل وماذا نحتاج؟
• فوز منتخب فلسطين على عُمان، وضعه في صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، متفوقاً على كل من عُمان وجزر المالديف برصيد 3 نقاط لكل منهما، مع أفضلية الأهداف لعُمان، فيما بقيت بوتان في المركز الأخير بدون نقاط وهي الحلقة الأضعف في المجموعة. الفوز على عُمان تحديداً جعل الفدائي يقطع شوطاً كبيراً في مغامرته للوصول إلى أمم آسيا في الامارات، لأن منتخب عمان كان الحلقة الأقوى بين باقي المنتخبات في المجموعة، على اعتبار أن فلسطين في مباراته الأولى فاز على المالديف في أرضها بثلاثية بدون رد، وقادر على تكرار السيناريو مرة أخرى في فلسطين وأمام بوتان أيضاً ذهاباً وإياباً، وفق التحليلات الفنّية لمستويات فرق المجموعة. مباراتنا المقبلة أمام بوتان في الخامس من أيلول/ سبتمبر المقبل في بوتان، وحظوظ فلسطين كبيرة بالتأهّل، فإضافة إلى صدارته حتى اللحظة، فإنّ نظام البطولة يؤهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى النهائيات، وتبدو فلسطين وعُمان الأقرب للتأهّل، وسيقتصر الصراع بينهما على حسم صدارة المجموعة من منطلق رفع معنويات المنتخب بشكل أكبر قبل انطلاقة البطولة المنتظرة.
○ كيف ترى مستوى "الفدائي" في التصفيات… وهل تطور المنتخب فنيا بشكل عام؟
• من يتابع منتخب فلسطين، يؤمن بشكل واضح بالتطوّر الملحوظ على مستوى "الفدائي"، خاصة منذ انطلاقة تصفيات كأس العالم وآسيا، إذ وقع حينها في مجموعة صعبة، ولكن رغم ذلك نجح في فرض حضوره بقوّة أمام منتخبات كبيرة في آسيا مثل السعودية والإمارات، ومؤخّراً حقق انتصاراً ودياً على البحرين بهدفين دون رد، قبل الفوز على عُمان في اللقاء الرسمي على ملعب "فيصل الحسيني".
○ رغم المصاعب كيف تقيم اداء المدرب وكذلك انسجام اللاعبين؟
• المدرب عبدالناصر بركات، عمل نقلة نوعية على أداء المنتخب، خاصة بالانتقال من ثقافة الدفاع طوال مجريات المباريات، إلى تكتيك مغاير منح الثقة لللاعبين في إثبات قدرتهم على الهجوم وتسجيل الأهداف، وهذا ما بدى واضحاً أمام عُمان والمالديف، حيث سجّل في مباراتين 5 أهداف وتلقّى هدفاً واحداً فقط. أمّا ما يخصّ انسجام اللاعبين، فإنّ المعسكرات التدريبية الداخلية أو الخارجية، التي نظمها الجهاز الفني للمنتخب، كانت كفيلة بتقريب المسافات بين اللاعبين، خاصة وأنّ معظمهم زملاء بالدوري المحلّي، والأمر الآخر استمرار محاولات الكابتن بركات اللعب بذات التشكيلات تقريباً في مختلف المباريات التي يخوضها، مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة.
○ هل اصبح المنتخب الفلسطيني حاضرا ويستطيع المنافسة فعلا في آسيا ام نحن نشارك لاجل المشاركة؟
• منتخب فلسطين بلا شكّ بات حاضرا، أملنا أن يكون منافساً رغم صعوبة الأمر، بوجود منتخبات كبيرة وقوية مثل اليابان واستراليا وايران وكوريا الجنوبية عدا عن بعض الفرق العربية القوية أيضاً، بجميع الأحوال منتخب فلسطين حديث العهد ببطولة أمم آسيا، إذ كانت المشاركة الأولى في النسخة الماضية في استراليا عام 2015، وها هو يسير بخطى ثابتة نحو التأهّل للمرة الثانية.
○ ماذا بعد كأس آسيا؟ هل هناك معسكرات ووديات دولية ولاعبون جدد؟
• مدرب المنتخب بركات تحدّث بالمؤتمر الصحفي عقب الفوز على عُمان، أنّ الجهاز الفني والإداري بعد حسم التأهّل بالجولات المقبلة، سيبدأ مرحلة إعداد جديدة للبطولة يتخللها معسكرات تدريبية ومباريات ودية، وبالطبع البحث عن المزيد من الطيور المهاجرة من أبناء فلسطين، إضافة إلى انّ الدوري الفلسطيني كفيل بإنتاج لاعبين مميزين جدد، قد يكون لهم حضور في البطولة، إلى جانب بعض اللاعبين صغار السنّ الذين وإن لم يشاركوا في التصفيات الآن، إلا أنّ بركات يضعهم في حساباته للفترة المقبلة.
○ كيف تقيم التصنيف الحالي للمنتخب عربيا ودوليا؟
• قبل مباراتنا أمام عُمان، كان منتخب فلسطين في المركز 116 دولياً و14 آسيوياً، ولكن بعد الفوز وتصدّر المجموعة، بلا شكّ سيتقدم الفدائي بشكل أكبر بالتصنيف الدولي الشهري الذي سيصدر عن الفيفا لاحقاً.
○ هل تغلبنا على معيقات الاحتلال الى حد ما في حركة اللاعبين والتصاريح ليبقى المنتخب بالمستوى ذاته؟
• للأسف الاحتلال الإسرائيلي ما زال يحاول جاهداً، التنغيص على الرياضة الفلسطينية، خاصة إعاقة حركة الرياضيين، من خلال منع انضمام بعض اللاعبين للمنتخب من قطاع غزة برفض استصدار التصاريح اللازمة للعبور من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، ولكن رغم ذلك المنتخب ما زال يبذل جهوده باستثمار المتوفّر بين يديه من أفراد وتجهيزات لتقديم صورة تليق باسم فلسطين.