الشهيد القائد حفظي قاسم المسؤول العسكري مهندس ومصمم العمليات الاستشهادية من ام العقارب الى الخالصة بطل حماية قيادة الثورة الفلسطينية على دوار مكسيم في عمان ، اغتاله الموساد الصهيوني في بيروت بطلقة قناص غادريوم 19 / 6 / 1974 م ... بعد اقل من اسبوع من تنفيذ عملية ام العقارب الاستشهادية
رحيل واستشهاد القائد ابو بكر لم يكن يوما عاديا ، للشعب الفلسطيني وقواه المناضلة والمقاومة عامةً، ولمن ناضل وقاتل وانتمى لمدرسة الكفاح والنضال.
من هنا نقول لقد جسد القائد حفظي قاسم ملحمة وفلسفة أسطورية تستحق الدراسة والتمحيص في تلك الشخصية التي حملت مواصفات وقدرات نضالية، عجزت عنها كل أجهزة المخابرات المتنوعة الأساليب والخبرات، مما افسد نظريات علم النفس ونظريات الإنسان الضعيف, وتجلت وانتصرت نظرية الشهيدالأسطورة وتغنت الساحات والميادين والقلاع باسم القائد الثوري, حاملة العهد والوعد على المضي قدماً وبلا هوادة, في مقارعة العدو بكل مكان، حتى دحره عن آخر ذرة تراب من أرضنا وبيتنا وحرثنا.
وليس مهماً أن تكون مناضلا أو ان تكون قد انتميت يوماً لتنظيم ثوري وأطره المختلفة كي تحترم هذا الثائر وتعشق تجربته المميزة، فيكفيك فخراً أنه فلسطيني وقاد مع رفاقه تجارب نضاليه فكان دائما الى جانب رفاقه الشهداء القادة ابو العباس وابو العمرين وسعيد اليوسف نفخر ونتغنى بها جميعاً، وهي علامة بارزة ومتميزة في التاريخ الفلسطيني والعربي المقاوم.
حفظي قاسم "ابو بكر" اسم لقائد فذ وشهيد حي في قلوبنا حفر في سجلات الثورة الفلسطينية، وارتبط بمرحلة نضالية مميزة ، هكذا عرفه شعبه وهكذا يتغنى باسمه رفاقه ، كيف لا وهو من أقسم بأن يحول كل حبة تراب من تراب فلسطين إلى لغم يتفجر تحت أقدام الغزاة، وأوفى بوعده وبشهادة العدو قبل الصديق .
حفظي قاسم "ابو بكر" إسم دب الرعب في قلوب جنود الاحتلال وقياداته العسكرية والسياسية، فلاحقهم ولاحق عملائهم، وألحق بهم الهزائم تلو الهزائم، مما دفع الى اغتياله من قبل العدو الصهيوني، نتيجة العمليات البطولية للجبهة ضد العدو الصهيوني وإلحاق أفدح الخسائر البشرية به.
لذلك نرى ان القائد الشهيد ابو بكر شخصية فلسطينية ثائرة، وهي عنوان لتجربة فلسطينية رائعة في العمل الفدائي وفي حرب التحرير الشعبية ضد الاحتلال الصهيوني امتدت لبضع سنوات، تستحق الإعتزاز والإفتخار وتقودنا إلى المناشدة لتوثيقها والاستفادة منها ومن دروسها وعبرها.
الشهيد حفظي أنت في القلوب دوماً وفي مراحل الثورة حاضراً، وتجربتك في التاريخ الفلسطيني المعاصر محفورة، فهي مفخرة ليس للجبهة ، وإنما للشعب الفلسطيني عامة، و من حقك علينا
كفلسطينيين عشقنا ونعشق المقاومة أن نبذل قصاري جهدنا على طريق توثيق تاريخك المجيد بالشكل الذي تستحقه، فالتاريخ الفلسطيني سيبقى مزيفاً ما لم ينصف التجربة النضالية ويمنح الشهيد حقه.
ختاما : امام ذكرى استشهاد الفارس حفظي قاسم " ابو بكر" نقول ان الثورة ممارسة وليست مجرد كلمات ، فهوعنوان لتجربة نضالية يفخر بها كل فلسطيني وعربي ، واسم حي في قلوب الملايين وتاريخ تتناقله الأجيال و تتوارثه الأزمنة.
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي