فلسطين في عيون الآخرين

بقلم: كرم الشبطي

فكرت بها كثيراً وحاولت التحليل لأصل بها لشاطئ الأمان ونحفظها من العبث والخيبات المتكررة من زمان ودوماً ما يخطر في بالي نفس السؤال لماذا كل هذا يحصل لنا وما هي الجريمة التي اقترفها شعبنا ليكافئ هكذا بتشتيت الحال والفكر للانسان طالما نفتقد الحق ويصعب علينا تكرار الصرخات من الروح ولا نريد أن نتطرق للعروبة ولا الديانة ولا الأخوة ولا كل ما يربطنا من علاقات منسجمة وفاترة  كالقهوة عندما نشربها باردة .
 
وهنا العيون تتحدث لوحدها وما تعنيه بالظبط عندما يحلق العقل ويحاول فهم ما يحدث من حولنا والمسألة  بسيطة جداً عندما تري النفس والذات منشغلة بما يؤرقها فنري الغموض والتجاهل عن عمد وهذا ليس بجديد عن أي عالم وطفل يشعر بصدق  الحقيقة وهو يعيش الويلات والحرمان وأصبحت حياته مرهونة للسياسات والتبعية وبالطبع كلها محسوبة وبدقة متناهية لمن يتحكم بمصيرنا دون أن نعلم بحقيقة عدونا الذي لا يرحم ونحن نتحول لأدوات رخيصة ونقدم له الهدايا المجانية بكرمنا الكبير كما هو متعارف عليه من التاريخ بالوراثة والتبجيل.
 
وهنا علينا التوقف نحن الفلسطينيون طالما وصلنا لمراحل أصبحنا بها أكثر وساخة من أي مرحلة سبقتنا  ومن أي نظام عربي لم يسعفنا ونحن أهل الإنتقاد وعلينا الأعتراف بما حصل ويحصل من كوارث مست قضايانا الأساسية بعمق جراحنا و عذاباتنا التي لا تنتهي أبداً من كل حديث وحدث يطرأ بالمتاجرة العلنية ومن يستفيد أكثر ويتحصل علي أكبر جزء من الكعكة اليتيمة  والجميع يشدها نحوه كفأر صغير يريد أن يقضمها لوحده وينقض عليها كأسد جائع في غابة متوحشة غاب عنها الأدب بمعني الكلمة لا رحمة للفقير اليوم وعليك أن  تحارب من أجل لقمة العيش دون أن تطالب بأي مستوي وتحسين للمعيشة.
 
فأنت في نظرهم غزالة جميلة يرونها تركض هنا  وهناك وهم يتسابقون علي النيل منها بشراسة لا توصف.
 
 وما أصعبها بالمرار ونحن نكتبها عن حالنا بصدق النبض والقلب للحياة  كما يشتهي ويتمني أن يحيا بحرية ويري الجمال من حوله  بعيناه الدامعة لما يجري من صراعات لهذه الأمة المبتلية بالتخلف والجهل والمال من أفسدها بالغرائز الجنسية والركيزة الأساسية لهذا العقل المسرطن والمريض بالخيال من الكبت والقمع كما متعارف علينا  بكل صورة ومشهد من القتل المبرمج بتقنية عالية ومستحدثة من الغرب والصهاينة والصراحة مللنا من هذه الرواية ونحن نعلق أخطائنا علي الغير ومهما كان يدبرون ويخططون لنا كان الأجدر بنا أن نتعلم ونتخطي كل هذا لو وجدت الإرادة والضمير.
 
ولكن للأسف غائب ورحل  منذ عقود ولم يرجع حتي اليوم حتي تسللت واصبحت الثقافة كم تكسب من رهانك وانت تضعه في كفة خسرانة وفي ظل غياب الموازيين  أصبحنا الأرجوحة واللعبة التي لا تنتهي بمسمي القادة وهم العاهة الحقيقة بكل لون وراية حزبية ولا ملامة علي التفوه بحرارة وهم  ينكمشون بالبرودة خوف أم مكاسب مقدمة لهم دون الشعور بالوطن ولا بالتضحيات والنزف المستمر بدون كرامة لأحد والحر لا يعترف بكل  من يتجاهل الأصل وهم يمعنون ويقتلون كل من يتفوه باسم الشعب المكلوم بحجة المساعدات والإنفراج والصمود قادم ومحتمل أن يسرق من عمرنا عشرات السنوات مرة أخري وبشكل جديد تحت رعاية الحاكم والمالك الجديد للإرث يظهر بشكل المنقذ ويفاجئ الجميع بتفاهمات  هنا وصفقات هناك منتظرة للبيع والشراء لهذا العقار وحيوانات الغابة صامتة تقبض وهي مرتاحة وملعون أبو هيك قضية أساسها مال  ونهايتها سيارة فاخرة ترفض القرود ركبتها وهي الأصدق من حاكمها وبركانها وقت ما يحين قلب الطاولة فوق رؤوس الجميع لنعود أحرار ونكرس ثقافة الانتصار بروح الشهداء والجرحي والأسري وكل من قاوم الظلم والمحتل عبر التاريخ المشرف فقط وهناك بطولات وحقيقة لا ننساها من ذاكرتنا ونحترم ترابها ونقدسه كما كانت البداية صادقة والنهاية كاذبة وغير سعيدة وعكس الرواية عندما نقرأها ونفرح  عندما يحرر العاشق حبيبته من الأسر والسلطان.
 
وما أفظع سلاطين اليوم وهم يستخدمون الكرباج بسحر الشعار ودفعنا نحو الإنتحار كما  سجل بكل احصائية جديدة وهجرة أصبحت المنال بعكس ما كنا نقترب ونحاول تحقيق حلم العودة كماعاد الكثير من أبناء شعبنا ونحن كنا نعارض ونفضح أوسلوا والتنسيق الأمني.
 
ولا أعلم سر التناغم كيف استطاع الموساد السيطرة علي جياد الحصان ودفعه بالتوجه والحكم دون تغيير الحال ولا المنطق واصرخ مثلهم بالشعار وقول نعم سأقاوم وأقف لجانب شعبي وهو يتعرض للمأساة والظلام ليل ونهار وعلينا  أن نطرق كل الأبواب من أجل الحفاظ .
 
رأيتم كيف التحول والمخاطبةبهم . عدو الأمس صديق اليوم والسياسة لا تعترف بالبشر بل هي حكم مصالح وتقاطع عندما تلتقي فوق الدماء والجثث بحجة النشل والدفن لمن يستحق برائحة كريهة من قوم البغاء ولا توجد كلمة في القاموس العربي تعبر  عن هؤلاء كما عبر القلم وحده وبحرية تامة ونتمني أن يتغير هذا الوضع لنكتب نهاية سعيدة ونتخلي عن الآلام الساكنة وقت ما نكتب  الحقيقة الكاملة بصدق العيون من جديد وبروح الأحرار والتجديد للثورة التي فقدت بريق المعني للحياة والنور من أجل التحرير الكامل وقبل  التنازل عنه يبقي حلمنا بكل لاجئ ومشرد عن أرضه وهذا يكفينا بشرف المحاولة ونحن نعد كل رسالة للجيل القادم ونعده بتغيير الصورة والمشهد بالخروج من غابة الوحوش والتوجه لجنة الأرض وهذا أقرب مما يعتقده البعض وسرعان ما تنقلب الأمور في السنوات المقبلة و القادمة علينا بالخير والأمل رغم كل ما ذكرناه من حقيقة الواقع الأليم ونحمل النقد بحب وسلام للجميع ونحث علي العودة الحق وتنصيب المعايير للبوصلة والبندقية لا تغيب وستوجه من مكان جديد لفتح الجبهات علي مصرعيها وتثبيت الحقوق رويداً رويداً بعد ما تتغير  المنطقة وراقبوا جيداً كل شارع فُتح وهذا سيكون البداية لتحقيق النصر الأكيد بمن يحفظ فلسطين في الروح والقلب والعيون تقرأ ما  لا تقرأوه بحسها ونبضها تبرق لنا فحوي المضمون والحقوق لابد أن تعود مهما طال الزمان بها تبقي الأصالة والفخر بكل ذرة تراب مقدس  لنا ويجب أن لا ننساه مهما اشتدت الأعاصير من حولنا بمسميات واهية ومصيرها الرحيل مهما حكمت واستوطنت 


كرم الشبطي k..sh
k..sh كرم الشبطي