علمتني الحياة ...أنه في بعض المواقف نحتاج إلى حسم وتقدير موقف ، ليس على الصعيد العسكري بل والحياتي بصورة عامة... فأنا من الذين يعشقون صفاء الألوان بلا أي تداخل أو تعرج ، لذلك أمقت اللون الرمادي ،لأنه يذكرني بعدم الثبات والنفاق ، والدجل ،ولذلك ..كان علي أن أطمس بعض المفاهيم من قاموس حياتي مثل الكياسة ..والدبلوماسية الزائدة عن حدود ملامحها..واحترام الآخرين كذلك بصورة مطلقة ...ما يجعلني أقول ذاك القول... الذي قد ينتقده البعض ، أو لا يروق له من الذين يزعمون بأنهم عقلانيون ..أو حكماء ...هو أني ،ومن خلال تجاربي ومعاملتي مع الذين يخرجون عن المألوف في دنى البشر ،وجدت برؤيتي تلك.. أنها علاج شاف وفعال لبعض المعضلات ، التي يتصورها البعض بأن لا علاج لها ،أو مستعصية مع أولئك الرهط من الناس ...ولي في تلك التجارب صولات وجولات ،أثبتت نجاح ما أقول ..فهل يعقل أن نلتزم الكياسة لمن يتعمد الإهانة أو السباب ... أو التشدق بأكاذيب وتسويقها على أنها عين الحقيقة ... وهل يعقل أن نتعامل بدبلوماسية،ومرونة مع من يهجم علينا بالساطور في عقر ديارنا ..
لذلك... قد اتخذت قرارا حاسما بأن أكون كما ...نيرون عند معاملتي مع المجانين ... وأن أكون كحاتم الطائي مع الذين يستحقون الكرم والشهامة والرجولة.. .وأن أكون عنترة مع كل الذين يحاولون ابتزازي بتلويحهم لي بالسيوف أو إطاحتي بالأسر ...حقيقة أني متمسك بانتقادي لتلك الحكم أو الأمثال التي تدعو لانتهاج سياسة الانبطاح أوالتقاعس والسلبية والسذاجة ن ومن ذلك قول الشاعر أبو الحسن علي بن الجهم هو القائل كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا... بالطوب يرمى ويرمي أطيب الثمر.
و هنا أوجه اتهاما صريحا ومباشرا ، لكل الذين يسلمون بذاك القول الساخر ،والذي لايمت للواقع بأي صلة لفشل تطبيقه فالذين يؤمنون بمثل تلك الأقاويل فهم إما... أن يكونوا تجار لبيع التمور ،أو لصوص يصطادون التمر بالحجارة بعيدا عن أعين مالكي النخيل .. لأن المرحلة التي تلي ذلك عنوانها الطبيعي وأكتبها بالعامية سكتنا له دخل بحماره، كما تقول بعض الأمثال .. بكل بساطة أني مقتنع جدا بقول الفيلسوف و الرياضي والكاتب الانجليزي برتراند رسل ،والذي قال لا تخف آراءك الشاذة ،فكل رأي مقبول الآن كان شاذا من قبل
وكذلك اتفق جدا مع هذا القول الشعبي لا تكن لينا فتعصر ولا قاسيا فتكسر.. وهي مقولة بصدد رأس الحكمة بالنسبة لي ، لأنها تتفق تماما مع ما أقول لأنها تعلمنا أن نعطي لكل ذي قدر قدره في المكانة المرموقة أو في غياهب المستنقعات ..
بقلم حامد أبو عمرة