أكد ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين، أحمد الرويضي، أن تصويت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" الذي تبنى قرار "بلدة القدس القديمة وأسوارها" المعد من قبل الأردن وفلسطين والمقدم من المجموعة العربية، يحمل جملة من النقاط الإيجابية لصالح القدس، بتأكيده على القرارات السابقة التي تحدثت عن إسلامية المسجد الأقصى وعدم شرعية كافة إجراءات الاحتلال في القدس.
وقال الرويضي في حديث مع مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء"، اليوم الأربعاء، : "رغم أن للقرار جوانب سلبية متعلقة بتصويت دول لأول مرة ضد القرار كالفلبين وبوركينا فاسو؛ لكننا ندعو العرب والمسلمين والفلسطينيين لضرورة كسب المعركة الدبلوماسية التي لا تقل أهمية عن المعركة على أرض الواقع".
وشدد الرويضي على أهمية تصويت "اليونسكو" لصالح القدس، كونه يأتي تأكيد لقراراتها السابقة التي تحدثت عن إسلامية المسجد الأقصى المبارك بمساحته 144 كم2، وعدم شرعية الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال لتغيير واقع المدينة.
وأضاف "القرار يتحدث عن ضرورة عدم المساس بالإرث الحضاري في البلدة القديمة وأسوارها باعتبارها جزءًا من الإرث الحضاري العالمي".
وأكد الرويضي على ضرورة الوقوف على الجوانب السلبية للقرار بتصويت دول لأول مرة ضد فلسطين كالفلبين؛ مشددًا في ذات الوقت على خطورة تصويت دولة إسلامية ضد القرار بالإشارة لبوركينا فاسوا .
ونوه إلى أن يوم الجمعة القادم من المقرر أن يعقد تصويت من جانب "اليونسكو" يتعلق بالبلدة القديمة بمدينة الخليل؛ مؤكداً على ضرورة الضغط والتأثير على الدول للتصويت لصالح القرار.
وتابع الرويضي: "المعارك الدبلوماسية لا تقل أهمية عن المعارك على أرض الواقع لما تحققه الدول من مكاسب"؛ داعياً العرب والمسلمين والفلسطينيين للتحرك بهذا الاتجاه.
يذكر أن قرار اليونسكو الأخير لصالح القدس تم بتصويت 10 دول لصالح القرار مقابل امتناع 8 دول واعتراض 3 آخرى.
وتبنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في دورتها الحادية والأربعين المُنعقدة حاليًا بمدينة "كراكوف" في بولندا، قرار "بلدة القدس القديمة وأسوارها" المعد من قبل الأردن وفلسطين والمقدم من المجموعة العربية.
وبشأن دور منظمة التعاون الإسلامي للتأثير على دولها للتصويت لصالح فلسطين، لفت الرويضي أن قرارات القمم السابقة للمنظمة تؤكد جميعها على التصويت لصالح فلسطين في المحافل الدولية.
وشدد أن التحرك الآن ينصب من جانب الأمين العام للمنظمة على إرسال رسائل لمندوبيها ال57 بضرورة تلبية احتياجات فلسطين في "اليونسكو"، بالإضافة لإرسال رسائل لدول غير إسلامية علي اعتبار أن ما يحدث في القدس بقوة احتلال، وليس لكونه صاحب سيادة.
وفيما يتعلق بكيفية استثمار قرارات "اليونسكو" والبناء عليها، قال الرويضي إن "منظمة اليونسكو حاولت قبل ثلاث سنوات إرسال لجنة للتحقيق بالمساس بالإرث الحضاري العالمي بمدينة القدس، لكن إسرائيل عرقلت وصولها رغم أنه كان من المقرر أن تلتقى بمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وأردنيين".
وشدد على أهمية القرارات الدولية لما يترتب عليها من خطوة باتجاه تحريك الدول لمسؤولياتها، "من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق من يمس بالإرث الحضاري العالمي للدول؛ والتقارير الدولية التي تصدر عن المنظمات الدولية تشكل قاعدة للملاحقة القانونية والسياسية" .