رأى محللون سياسيون،أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، ترك الباب مفتوحا على مصرعية لكل الاحتمالات السياسية في الفترة القادمة ، وذلك في ظل حالة الانقسام الدائر و التقارب ما بين "فتح - التيار الإصلاحي" ، والتباعد عن الرئيس محمود عباس".
مؤكدين أن المرحلة القادمة ستشهد العديد من التطورات السياسية التى سيكون لها آثار متنوعة على الواقع السياسي في قطاع غزة تحديدا ، كذلك على الطرف الآخر هناك آراء هاجمت الخطاب بشدة .
إيجابي ومهم ولكن لا يتضمن شيئا نوعيا
وفي تعقيب على خطاب هنية،قال الكاتب والمحلل السياسي هانى المصرى مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات "مسارات" في تدوينه له عبر صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، :" خطاب هنية إيجابي ومهم ومنفتح ولكن لا يتضمن شيئا نوعيا جديدا ولن يؤدي على الأرجح لحدوث إختراق، بل لتعميق الانقسام خصوصا اذا عقد المجلس التشريعي وأقر توسيع اللجنة الإدارية ،وهو يعكس مراهنة كبيرة على فشل رهان السلطة على ترامب وعلى العلاقة الجديدة مع مصر والتفاهمات مع دحلان، متناسية ان حماس في عين العاصفة ،وهناك وهم بأمكانية إعطاء الاولوية للعلاقات مع مصر وتحسين العلاقات مع السعودية والامارات مع الحفاظ على العلاقة مع قطر وتركيا وإستعادة العلاقات القديمة مع إيران، وهذا مثل الجمع المستحيل بين الشتاء والصيف على سطح واحد."
وأضاف المصرى وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء، "كان بمقدور هنية ان يحل اويجمد اللجنة الإدارية ويبدي استعداد حماس لإنهاء سيطرتها على القطاع إذا قبلت كشريك كامل.كانت ستحشر أبومازن في الزاوية وستجعل وضعه أكثر صعوبة."
مواصلا حديثه، "طبعا بمقدور أبو مازن ان يلغي الإجراءات العقابية ضد القطاع ويدعو الى حوار وطني شامل في مصر للاتفاق على كيفية استعادة المنظمة وتشكيل حكومة وحدة والاتفاق على اسس الشراكة والتوجه بعد ذلك للانتخابات من أجل إنقاذ القضية والأرض والشعب من المخاطر التي تتهددها. بكل أسف العناد وتغليب المصالح الفردية سيد الموقف والعناد كفر."
أبعدت حبل المشنقة عن عنقها
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي فهمي شراب في تحليلة لخطاب هنية:" لا اريد ان اكون تقليدي واتكلم عن الخطاب ومضمونه، ساقول فقط ما استشفيته من ما بين السطور، ان الخطاب وموضوعاته والمواقف من هذه الموضوعات دلت على ان حماس أبعدت حبل المشنقة عن عنقها، ووضعت اقدامها على ارضية جديدة،و احرزت اهدافا لم تعلن عن كلها بعد، اصبحت عملية وبراغماتية بشكل اوضح اكثر، بذلت جهدا مع اطراف عديدة متناقضة واستطاعت ان تقنعهم بمسارها التي تروج له، وانها ستشارك دوما في السياسة ولن تتركها،(حصر الصراع في الداخل- عدم التدخل في الشئون الداخلية للبلاد الاخرى- عدم الربط بينها وبين حركات اخرى- تفهم واقع الاقليم والموقف الدولي جيدا الخ).
وأضاف شراب، "ايضا تعززت امام عباس،وابقت الباب مواربا ولكنها وضعت شروط الند بالند (وليس اتفاق اذعان وتسليم) لكي تطبق المصالحة الشاملة. وما طلبته من شروط (وقف القرارات العقابية التي اتخذها مؤخرا - اعادة رواتب موظفي السلطة بغزة الخ) مطالب عادلة لن يلبيها عباس."
وفيما يتعلق بجوانب الخطاب وعلاقات التقارب ما بين دحلان وحماس قال شراب :" أجزم بان حماس ماضية في تفاهماتها مع تيار دحلان لابعد نقطة ضمن ادارة غزة ورفع الحصار عنها لانها تعتبر هذه التفاهمات اساسية وجزء وتوطئة للمصالحة الشاملة ، و المرحلة القادمة ستفرز مكاسب وخطوات عملية الرابح فيها حماس ودحلان وشعب غزة. والخاسر فيها هو عباس".
ماذا بعد خطاب هنية
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا بعد خطاب هنية و علاقته مع دول الجوار، يجيب على ذلك الكاتب و المحلل السياسي وسام أبو شمالة في تقدير موقف قائلا وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء،الخطاب "كان به العديد من العلامات، علاقة قوية وعلنية مع مصرو إيران ، في المقابل علاقة فاترة مع السعودية و تراجع محدود ومؤقت في العلاقة مع قطر ، كذلك تراجع محدود ومؤقت في العلاقة مع تركيا ."
وعلى الصعيد الداخلى علاقة قوية وواضحة مع اليسار و تمتين أكبر للعلاقة مع الجهاد الاسلامي ، بينما عزلة سياسية ووطنية وإقليمية لفتح/عباس و شبه قطيعة مع فتح/عباس في المقابل علاقة متدرجة مع فتح/دحلان. كما قال
كذلك نقرأ في حيثيات الخاطب أن هناك تحسن تصاعدي بطيئ في الوضع الاقتصادي في غزة ، مع بدء المصالحة المجتمعية، كذلك مفاوضات صفقة التبادل تقودها مصر بخطى أسرع .
بينما رأى الكاتب و السياسي الدكتور ذوالفقار سويرجو ، في تدوينه مقتضبة،أن" خطاب اسماعيل هنية كان خطاب علاقات عامة و لم يجيب بشكل صريح على الاسئلة الهامة و أبقى الباب مواربا امام كل الاحتمالات."
هذا و دعا هنية، خلال خطابه الأول بعد توليه منصب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، لصياغة برنامج سياسي واضح وموحد، يستند للقواسم المشتركة، ويرتكز على أهداف الشعب الفلسطيني وحقوقه وتطلعاته؛ "ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية، تفي بكل بالتزاماتها تجاه شعبنا في الضفة وغزة."
وأضاف هنية خلال الخطاب الذي عُقد في فندق "أرك ميد" بمدينة غزة، مساء الأربعاء، بحضور لفيف من الشخصيات العامة: "من ثم التحضير الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، على قاعدة الانتخابات الحرة النزيهة، والاتفاق على موعد الاجراء للانتخابات"؛ مؤكدًا جهوزية حركته وعدم خشيتها ذلك في الموعد الذي يتم الاتفاق والتوافق عليه.