حين أصدرت المحاكم الإسرائيلية حكمها عليهم بالسجن المؤبد، هتفوا بصوت فلسطيني واحد: الله أكبر، والنصر للمقاومة، وعاشت فلسطين حرة عربية.
وحين طأطأت المخابرات الإسرائيلية رأسها، وخضت مع مصلحة السجون الإسرائيلية لإرادة المقاومة، ووافقت على صفقة تبادل الأسرى تحت اسم وفاء الأحرار، هتف الأسرى في الزنازين بصوت فلسطيني واحد: الله أكبر، والنصر للمقاومة، وعاشت فلسطين حرة عربية.
وحين أصدر محمود عباس تعليماته إلى وزير المالية بقطع رواتب الأسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار: هتفوا بصوت فلسطيني واحد: إنها أوامر المخابرات الإسرائيلية!.
فكيف حدث ذلك؟ وأين هي المخابرات الإسرائيلية؟
لم يعد سراً أن شعار اليهود على مستوى العالم ( لن ننسى، ولن نغفر)، هذا الشعار الذي يجري تطبيقه بعنف على الفلسطينيين، وقد تمثل ذلك برفض المخابرات الإسرائيلية إطلاق سراح أي أسير فلسطيني تغمست يداه بالدم اليهودي، وقد أطلق الإسرائيليون على ذلك مصطلح ( الأيدي الملطخة بالدم اليهودي) وحرصت المخابرات الإسرائيلية على عدم إطلاق سراح من قتل يهودياً بكل السبل، حتى أجبرت إسرائيل على عقد صفقات تبادل أسرى بالقوة، ومن ضمنها صفقة 1985، وصفقة وفاء الأحرار، سنة 2011، تلك الصفقة التي فقأت عين الصلف الإسرائيلي، وأجبرت الحكومة اليمينية المتطرفة على إطلاق سراح هؤلاء الأسرى الأبطال.
وعلى خلاف كل الأسرى الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية، فلم يتم توظيف هؤلاء الأسرى المحررين بشكل رسمي كزملائهم، وإنما تم صرف راتب مقطوع لهم.
لقد تم توظيف السجناء العملاء بشكل رسمي، وأعطيت لهم الرتب العسكرية، أما هؤلاء الأبطال المحررون ضمن صفقة وفاء الأحرار، فما زالوا بلا رتب عسكرية، ولا اعتراف بهم
رغم أن منحة الحياة الكريمة قد صرفت لكل الأسرى المحررين، إلا أن محرري صفقة وفاء الأحرار لم تصرف لهم منحة الحياة الكريمة أسوة بزملائهم في السجون.
رغم أن بعض هؤلاء الأسرى المحررين قد أمضى أكثر من عشرين عاماً في السجون، فلم يتم صرف بدل شقة، أو بدل إيجار لهم، كما جرت العادة مع غيرهم.
كان يصرف لك أسير محرر إعفاء جمركي، إلا أن هؤلاء الأسرى لم يحظوا بذلك.
وجاءت الطامة الكبرى من اتجاهين:
الاتجاه الأول: تمثله المخابرات الإسرائيلية بشكل مباشر، حين اعتقلت في الضفة الغربية معظم الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار.
الاتجاه الثاني: تمثله سلطة محمود عباس، وبأوامر من المخابرات الإسرائيلية، حيث تم قطع رواتب هؤلاء الأسرى المحررين، والبالغ عددهم 277 أسيراً، منهم 220 أسيراً محرراً يقيم في غزة، عجزت المخابرات الإسرائيلية عن إعادة اعتقالهم، فعاقبتهم بقطع الرواتب، ومنهم الأسرى المحررون في الضفة الغربية، والذين عاودت المخابرات الإسرائيلية اعتقالهم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، التي قامت من جانبها بقطع رواتبهم، وعلى رأسهم الأسير المحرر نائل البرغوثي.
ملاحظة رقم (1) حين رفض وزير المالية شكري بشارة استقبال الأسرى المحررين، ورفض تسلم رسالتهم، قال بالحرف الواحد: لدي أوامر بقطع رواتبهم من جهات عليا.
ملاحظة رقم (2) حين سئل عيسى قراقع مسئول ملف الأسرى عن أسباب قطع رواتب هؤلاء الأسرى المحررين: قال: كل ما أعرفه: أن الأوامر قد صدرت من جهات عليا.
د. فايز أبو شمالة