استراتيجيات وليس تفاصيل..خطاب هنية طغت عليه الضبابية

رأى محللون سياسيون، أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، مفتوح على كل الاحتمالات على المستوى السياسي في الفترة المقبلة، وذلك في ظل حالة الانقسام  الحاصل والتقارب الاخير ما بين حماس وتيار دحلان والتباعد الواضح عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ظل حتى عدم الاتيان حتى على اسمه في الخطاب .

متوقعين أن المرحلة القادمة ستشهد العديد من التطورات السياسية والتي ستؤثر بشكل واضح على الواقع السياسي في قطاع غزة تحديدا .

ما بعد عباس ....

يري الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء" ان خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية من وجهة نظر السلطة الفلسطينية والرئيس عباس جاء مخيباً للتوقعات السياسية من حيث مجموعة من النقاط اهمها :انه لم يتضمن اي مبادرة محددة متعلقة بموضوع المصالحة والانتخابات.

وتابع شراب ان المخيب في الامر ان هنية عندما جاء على ذكر اللجنة الادارية كان يؤكد على وجودها وانها ذات طبيعة ادارية وليس لها طبيعة سياسية، ما يعني ان لا نية لإلغائها.

وفيما يخص الاعتراف بوجود تفاهمات فلسطينية- فلسطينية، وكان يقصد بها التفاهم مع تيار دحلان، يرى شراب انه مخيب لآمال السلطة، مردفا ان هنية كان يقدم الحركة على انها بديل، حيث انه لم يأت طوال الخطاب علي ذكر الرئيس عباس على الاطلاق، وانه حين تحدث عن فتح تحدث عنها فقط كحركة، ما يعني ان حماس لم تعد تعترف بمرحلة الرئيس عباس وانها الان باتت تهيئ نفسها لما بعده

خطاب الزعامة ...

واضاف شراب ان الحديث عن شروط جديدة مرتبطة بإلغاء التنسيق الامني، يقلق السلطة الان اكثر من أي وقت مضى، من منطلق ان حماس باتت تقدم نفسها وكأنها المكون الرئيس والاخرون تابعون،  الامر الذي يعتبر بعيدا عن مفهوم الشراكة الوطنية والتوافق الوطني الحقيقي.

ورجح  شراب ان الخطاب جاء للتأكيد على هوية حماس في قطاع غزة وانه المنطلق، في اشارة إلى ان من يقود المشروع الوطني والنظام السياسي هي حماس، مردفا ان خطاب هنية لم يكن بصفته رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس وانما كان يتكلم بصفته الزعيم الوحيد.

تهديد بنية السلطة

ويعتبر شراب ان ما يقلق السلطة ايضا هي اجراءاتها نفسها بحق قطاع غزة، موضحا ان هذه الاجراءات تضعها امام خيارات صعبة، مطلقا على هذه المرحلة لقب مرحلة القلق السياسي تجاه اخذها مزيد من الاجراءات تجاه القطاع .

وفي معرض سؤاله حول حالة الضبابية والقلق حول تفاهمات القاهرة ، قال شراب ان حماس تقدمها على انها مساعدات انسانية، ولكن في الحقيقة الامر يثير قلق السلطة لانه يتعدى كونه ذلك، من جانب التخوف من انعقاد المجلس التشريعي بـ 77 مقعدا لحماس و15 مقعدا لتيار دحلان، مضيفا ان التئام المجلس التشريعي بحوالي 90 عضوا أي ثلثي اعضاء المجلس، الامر الذي يعني تعديل القانون الاساسي الفلسطيني الذي قد يسهل الغاء وتغيير بنية السلطة الفلسطينية بدءا من الرئاسة.

ترهن حل الادارية بتنفيذ شروطها..

ومن جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، ان الخطاب جاء في لحظة فارقة في اطار الوضع الداخلي الفلسطيني الذي تعيشه الحالة الفلسطينية، معتبرا انه لم يحدث نقلة في هذا الاطار حيث حافظت حركة حماس على خطابها السياسي وعلى موقفها الذي لم يأت اصلا بأي جديد

وتابع حبيب ان حركة حماس في الآونة الاخيرة نسجت جملة من العلاقات التي من شأنها تقوية أوضاعها بما يسمح لها بالاستمرار في تنفيذ سياساتها، ما يعني انه لم يكن هناك أي رهان فعلى على تغيير في موقف حماس فيما يتعلق بخطاب رئيس مكتبها السياسي بالأمس.

واشار إلى ان الامر كان واضحا ما قبل هذا الخطاب بأن حركة حماس  لن تحل اللجنة الادارية الا بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تقوم بدورها في الامساك بكافة مناحي الحياة والوزارات في القطاع ، مع التأكيد على اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.

استراتيجيات وليس تفاصيل..

ورجح حبيب ان السبب في عدم وجود اي تقدم بين الطرفين هو عدم وجود ارادة حقيقية للتخلص من الوضع الراهن وانهاء الانقسام ، موضحا ان الأمر يستدعي ثقة متبادلة وارادة سياسية حقيقية لدى الطرفين تزيل كافة العقبات وسيكون هناك تنازل من قبل الطرفين بما يخدم المصالحة وانهاء الانقسام

وحول توقع الكثيرين من ان هنية سيعلن عما جاء في تفاهمات القاهرة، يرى حبيب: أنه من الطبيعي أن يكون خطاب هنية متضمنا الاستراتيجيات والتكتيكات بعيدا عن التفاصيل، وان حديثه حول وجود انفتاح في الوضع الفلسطيني وحوارات مع اطراف فلسطينية كان اصلا يقصد منها تيار دحلان بشكل اساسي.

وبخصوص ان هنية لم يأت في خطابه على ذكر الرئيس عباس قال حبيب، ان هذا الامر طبيعي، مشيرا في ذات الوقت إلى ان حماس كانت تضع اشتراطات  متعلقة بالانتخابات مثلا وفقا لبرنامج زمني محدد والامر الاخر متعلق بالتنسيق الامني.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -