قال دوري غولد، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية سابقا، إن "الهدف الأسمى له هو منع ايران من استغلال المنطقة كيفما يحلو لها"، زاعما بأن "الايرانيين يعتبرون البحرين مقاطعة ايرانية، ويتصرفون اقليما وكأن الشرق الأوسط ملكهم". .
وقال غولد في مقابل مع قناة i24NEWS الإسرائيلية "نشاهد الجنرال قاسم سليمان كيف يصول ويجول في المنطقة كما لو كان المندوب السامي البريطاني" مشددا "يجب وضع حد لهذا."
ولا يؤكد غولد الذي وصفه تقرير كتبته القناة على موقعها الالكتروني بـ"كبير هندسة العلاقات الخليجية - الإسرائيلية" أي اتصالات هاتفية مباشرة بين زعماء دول الخليج وبين ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه لا ينفي أيضا.
وأشار غولد "يهمنا أن يلتقي الاسرائيليون مع شركائهم من دول الخليج لأننا نواجه قضايا مشتركة وتهديدات مشتركة. لدينا التقنيات الأكثر تقدما في العالم بمجال المياه، وبإمكان دول الخليج ان تستغل هذه التقنيات".
وتحدث غولد عن المصالح المشتركة مع دول الخليج، وبينها توسع النفوذ الايراني، معتبرا أنه ليس من المفاجئ أن "التكتيك الذي ينتهجه الحوثيون في اليمن هو نفس تكتيك حزب الله... لهذه الأسباب وغيرها علينا أن نتحاور. وعلينا ألا نسمح للايرانيين أن يقدمون أنفسهم كمعتدلين وكمن يسعون للسلام، اذا قرأت الدستور الايراني فإن كل ما يفكرون به هو تصدير الثورة الإسلامية من طهران الى باقي نواحي الشرق الأوسط"!
وبات غولد من أكبر الدعاة لتقنين علاقات دبلوماسية وتقارب سعودي - إسرائيلي، حيث يرى " أننا اليوم نشهد سعودية مختلفة، دولة سعودية لا تدعم حركة حماس كما كانت تفعل خلال الانتفاضة الثانية، حينها "عام 2001 و 2002، واجهنا مشكلة وهي أن 70% من ميزانية حركة حماس كانت تأتي من صناديق متدينية مقرها السعودية، وعليك أن تذكر أنه في العام 2001 و 20002 كانت تواجه اسرائيل الانتفاضة الثانية وحافلات تنفجر في القدس وتل أبيب وحيفا، كل ذلك بتمويل خليجي، فكان من مصلحة الأمن القومي الاسرائيلي وقف تدفق الاموال السعودية الى حماس. في السنوات الماضية نرى سعودية مختلفة، نشهد سعودية لا تقدم أي سنت لحركة حماس، تعارض الجهاد الاسلامي.. هذا واقع جديد".
وتابع "اليوم السعودية لا تقدم المعونة المالية لحماس. الآن نحن في نفس الخانة رغم الخلافات بيننا، ولكن لو نجحنا بتوسيع التعاون هذا سيكون جيدا لمنظمة التعاون الخليجي أجمع".
أما بما يخص فتح خط مباشر للملاحة الجوية بين السعودية واسرائيل قال "نحن نتوقع دائما الدراما في اسرائيل، لربما البعض يقول نرغب بمشاهدة سفارة اسرائيلية في السعودية وسفارة سعودية في اسرائيل. نحن نتحدث عن خطوات عينية وفعلية نستطيع اتخاذها، على السعودية أن تتقارب من اسرائيل وأن تشعر بالراحة من هذا التقارب، لأنه يصب في مصلحة البلدين".
لا يتوقع غولد أي مواجهة عسكرية مع إيران بالفترة القريبة، ولكنه يعتبر أن "دول المنطقة تستحق الأمن والازدهار والنمو، ودول مثل السعودية واسرائيل تستطيع تزويد التقنيات والرؤية لخلق شرق أوسط أقوى وأكثر استقرارا. يجب ألا نسمح للشرق الأوسط أن يقع تحت النفوذ الايراني"
ويقارن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية سابقا، بين علاقة اسرائيل بجيرانها منذ قيامها، وحال أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت منقسمة الى شرق وغرب، وكان التكتل الغربي من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يخشى التقدم للاتحاد السوفياتي من الشرق، فيرى أنه "لدينا عدو مشترك، نواجه ليس القوات السوفياتية ولكننا نواجه الدعم الايراني للارهاب الاقليمي، لذلك علينا أن نتشارك بتجاربنا، ورغم أن اوروبا لا تعكس النمط الذي يجب الاحتذاء به لكن علينا الاستفادة من كيفية تحويل خصوم الماضي الى حلفاء اليوم"!
وبخصوص الحلف الإقليمي السنيّ رأى غولد "علينا ألا نتحدث عن صراع بين الشيعة والسنة، المسألة تكمن في التوجهات الاستعمارية الفارسية، المشكلة مع ايران ليست النظرية الشيعية، وإنما نظرية ولاية الفقيه".
وتابع "الدول السنية التي تفهم حقيقة ايران، يجب ألا نضع كافة الشيعة بنفس السلة. ثم هناك تحالفات تقليدية وكذلك خلافات بين دول مختلفة في الشرق الأوسط، هناك نزاعات على الأرض، وبين الحين والآخر تطفو هذه الصراعات الى السطح ولكن لا يجب أن يتحول الشرق الأوسط الى منطقة متفجرة بسبب هذه النزاعات".
أما إزاء الأزمة الخليجية وقطع العلاقات بين دول الخليج وقطر، قال غولد "آمل أن تعمل قطر ودول الخليج على حل خلافاتها، الطرف الوحيد المستفيد من هذه الصراعات بين قطر والدول العربية هي ايران. حيث تضطر قطر للانسحاب سيأتي الإيرانيون".
وحول السبب وراء تركه وزارة الخارجية بعد عام واحد من إدارته لها، ففضل القول "إنها أسباب خاصة"، مشيرا الى أنه سيبقى متوفرا لأي حاجة يطلبها رئيس الوزراء نتنياهو منه، رغم كونه منتقدا له في بعض الشؤون.
في عهد غولد الذي يعتبر رجل المهام الصعبة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعيد فتح السفارة المصرية في إسرائيل، وبالنسبة له هذا انجاز كبير "كان مهما جدا لاسرائيل، اعادة افتتاح السفارة دون تأخير"، معتبرا أن هناك التقاء مصالح واضح بين إسرائيل ومصر "عبد الفتاح السيسي قائد عظيم لمصر، ويحارب الارهاب الذي يشكل تهديدا على كيان الدولة المصرية، فنحن بحاجة لمصر خالية من المشاكل والصعاب، الى جانب الدول العربية الأخرى، اسرائيل ومصر تواجهان نفس التحديات، واذا نجحنا بالعمل سويا لمواجهة هذه المشاكل سنجعل من الشرق الأوسط مكانا أكثر أمنا".
وفي ختام المقابلة اعتبر غولد أن أنور عشقي هو "صديق جيد، وطني سعودي، رجل ذات عقيدة دينية". أما ولي العرش السعودي الأمير محمد بن سلمان فقد وصفه بأنه "رجل ذو قدرات هائلة يستطيع قيادة دولته الى الأمام".
