أفاد مصدر عربي مطلع لموقع "الميادين نت" من داخل اجتماعات لجنة التراث العالمي التابعة للأونيسكوفي مدينة كاركوف البولندية بأن مانشرته يوم أمس صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية حول ما سربه السفير الإسرائيلي كارمل هاكوهن، "بإنه خبر عار عن الصحة".
وقد ذكرت الصحيفة أمس "أن سفيراً عربياً لم تذكر اسمه أو بلده الذي يمثله قام بإرسال رسالة نصية إلى هاتف السفير الإسرائيلي هاكوهن، يعتذر عن عدم تمكنه من التصويت لصالح الموقف الإسرائيلي في تصويت علني، حيث رد عليه السفير الإسرائيلي قائلا: “أدرك ذلك يا صديقي.. واعتبرك وكأنك قمت بذلك في نظري".
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأنه جرى تفاهم بين رئيس البعثة الإسرائيلية لدى اليونسكو، السفير كارمل هاكوهن، وبين سفير إحدى الدول العربية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على أن يصوت لصالح الموقف الإسرائيلي ضد المقترح الذي تطرحه المجموعة العربية.
وأوضحت الصحيفة أنّ سفير الدولة العربية المذكورة اشترط أن يكون التصويت سرياً كي يتمكن من التصويت لصالح الموقف الإسرائيلي، ولكن المناقشات الحامية التي وقعت أثناء الجلسة، تقرر بعدها أن يكون التصويت على المقترح العربي بشأن الخليل تصويتاً علنياً، وهو ما حال دون تصويت السفير العربي المذكور إلى جانب الموقف الإسرائيلي.
وذكر المصدر العربي المطلع للميادين نت أن فبركة السفير الإسرائيلي للخبر ونشره في الصحيفة الإسرائيلية سببه تبرير فشله وسوء إدارته للملف فأوصلته إلى مكان انقلب فيه السحر على الساحر فأصبح من هم محسوبون عليه من الداعمين لإسرائيل ضده.
ويعترف المصدر نفسع "بأن السفير الأسرائيلي نجح في إلهائنا عن الحقيقة بتأليف رواياته المعتادة لحرفنا عن الموضوع الأساس الذي حضرنا من أجله وهو التأكيد على أن الخليل مدينة فلسطينية.. فلسطينية منذ الأزل. إلا أنه بالأخير كان النصر حليفنا وانتصرت فلسطين".
وكان السفير الإسرائيلي قد اصطدم مع أعضاء لجنة التراث العالمي ودعاهم إلى الوقوف دقيقة صمت تكريماً لـ"ضحايا الهولوكست". ورداً على ذلك، طلب الدبلوماسيون الكوبيون، الذين امتنعوا عن الوقوف لضحايا المحرقة، أن يقف الحضور دقيقة صمت تكريماً لضحايا الشعب الفلسطيني.
وتفوه السفير الإسرائيلي بعبارات كراهية وتحريض ضد الفلسطينييين وضد الزعيم الفلسطيني الراحل الحاج أمين الحسيني، معيداً تكرار الأكاذيب التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن علاقة مفتي فلسطين الأسبق بالنازية، وهي ما نفاها المؤرخون الصهاينة أنفسهم ووصفوا نتنياهو بأنه يعبث بالتاريخ ويروج الأكاذيب الضارة.
وزعم السفير الإسرائيلي أن تصرف الوفد الكوبي "مخجل" لجهة ازدراء "ضحايا المحرقة" وأيضا لمقارنة وضع الفلسطينيين بالـ"ضحايا اليهود"، مؤكداً على خرافة فرادة "التضحية اليهودية" وفرادة "العذاب اليهودي"، وهي أسطورة صهيونية رائجة ومنهجية كما هو معروف.
وتساءل المصدر العربي المطلع أنه كيف يمكن لأحد سفراء العرب الثلاثة، سفراء لبنان والكويت وتونس في لجنة التراث العالمي، أن يورط نفسه برسالة سخيفة لا تقدم ولا تؤخر ناهيك أن هكذا تصرف يسود سمعته بين أهل وطنه ويقضي على مستقبله.
وأكد المصدر نفسه أن أعضاء لجنة التراث، بل كل اليونيسكو يعرفون جيداً أن السفير الإسرائيلي منافق وكاذب وهذة ليست المرة التي يختلق فيها أكاذيب ليبرر فيها فشله.
يذكر أن لجنة التراث العالمي تتألف من 21 بلداً. وتتألف حالياً من أنغولا وأذربيجان وبوركينا فاسو وكرواتيا وكوبا وفنلندا وأندونيسيا وجامايكا وكازاخستان والكويت ولبنان وبيرو والفلبين والبرتغال وجمهورية كوريا وتونس وتركيا وجمهورية تنزانيا المتحدة، وفيتنام، وزمبابوي، وبولندا، التي تجلس في اللجنة للمرة الثانية منذ إنشائها. وتنتهي الفترة الحالية، التي بدأت في عام 2013، في أكتوبر 2017.