لم يكُن من السهل على أي طالب خوض التنافس، للوصول لمقعد مُتقدم في مرتبة أوائل الوطن، في الثانوية العامة "التوجيهي" ؛ لكن الطالب المتفوق إبراهيم يوسف الحج يوسف من محافظة رفح جنوب قطاع غزة، والذي حصل على مُعدل "99.4%" في الفرع العلمي، العاشر على مستوى الوطن، الثالث على القطاع، عرف سر الوصول.
يكمُن سر وصول "إبراهيم" لهذا المستوى، للعديد من الأسباب والعوامل التي أخذ بها، حتى حصد هذا المستوى المُتقدم؛ ومن أبرز تلك العوامل محافظته على الصلاة وحفظه للقرآن الكريم كاملاً، ودراسته طوال العام كأن غد هو الاختبار، فيذهب للمدرسة مُستعدًا لذلك.
كما حافظ على تلاوة جزء من القرآن الكريم في كل ليلة من ليالي الاختبارات النهائية، بجانب تطبيق جدول دراسته، الذي وضعه منذ مطلع العام، وكتمانه لمستوى تقديمه في تلك الاختبارات عن ذويه، وعدم البوح بما قدمه، في الوقت الذي كان يخشى ذويه عليه، من عدم تحصيل مُعدل، لعزوفه عن المراجعة خلال الاختبارات.
وعمت الفرحة، منزل "الحج يوسف" فور إعلان نتائج الثانوية العامة، وعانق والداه، وسجد سجدة شُكرٍ لله؛ قائلاً لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، : "فرحة كبيرة، هي تلك التي أشعر بها الآن، والتي أنستني تعب العام بأكمله".
كل الأيام اختبار
وأوضح، إلى أنه كان يتعامل مع كل يوم كأنه اختبار، لذلك كان جاهزًا باستمرار، ونفسيته مُهيئه للاختبارات، حتى أنه لم يُراجع دروسه طيلة فترة التقديم، لثقته بحفظه للمنهاج كاملاً وتمكنه منه؛ حتى ظهرت تلك الثقة بنتيجته.
وحث "الحج يوسف" جميع الطلاب للجد والاجتهاد، وعدم ترك الدروس تتراكم، ووضع جدول مُحدد وخطة منذ اليوم الأول من العام حتى نهايته، كي يُحققوا التفوق، ويضعوا نصب أعينهم أن هناك مُستقبل ينتظرهم، وما الثانوية العامة "التوجيهي" سوى أول درجات السُلم نحو التفوق والوصول للطموح.
وأهدى المتفوق "الحاج يوسف" نجاحه، لأسرته التي وقفت معه، ومُدرسيه الذين لم يدخروا جهدًا في تدريسهم، وللشهداء والجرحى والأسرى وعوائلهم، وعموم الشعب الفلسطيني؛ متمنيًا لنفسه وللطلاب المتفوقين حياة جامعية موفقة وناجحة، وحصد أعلى الدرجات؛ ونصح من لم يتفقوا بالجد والاجتهاد.
أكبر من التوقع
"تهاني القديري"، والدة المتفوق "إبراهيم الحج يوسف"، بدت عليها علامات السعادة، وهي تعانق نجلها، الذي تقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، إنه رفع رأسها ورأس كل فلسطين، بتفوقه في العلم، رغم الظروف الصعبة على الصعيد الشخصي والعام له.
وتشير والدة المتفوق، إلى أن نجلها متفوق منذ صغره، وخاص مسابقات كثيرة وحصد المرتبة الأولى، ومنها مسابقة في العلوم، وتاج المعرفة في الأول الثانوي، ومسابقات في مجال الرياضيات والإنجليزي؛ فالتفوق ليس جديدًا عليه، بل له تجربة معه.
ولم تُخفي الوالدة، أنها كانت تخشى على نجلها "إبراهيم" الذي تصفه "بالكتوم والغامض"، كونه لم يتحدث معهم حول مستواه في التقديم للاختبارات، خاصة وأنه لم يكُن يراجع قبل الاختبار المباحث؛ كما أن تجربة "التوجيهي" الأولى التي يخوضها، وجديدة عليه، لكنه حصد العاشر على مستوى الوطن، والثالث على القطاع، والأول على رفح "كما تقول".
وتلفت، إلى أنها كانت في شغف لمعرفة ما قدمه نجلها، لحين أباح قبل بيوم من النتائج أنه يتوقع مُعدل فوق "98%"، ما جعلها تشعر بالراحة، بعدما كانت تشعر بتوتر، وتخشى الصدمة؛ كما لم تُخفي أنها لم تكُن تتوقعه على مستوى فلسطين رغم نبوغه، بل توقعته على مستوى قطاع غزة.
وتبين "القديري"، إلى أن نجلها مُلتزم دينيًا، "يحفظ القرآن الكريم" كاملاً، ومُهذب، ولا يؤذي أحدًا، ويُحب الدراسة والعلم، ونبوغه ظهر منذ طفولته؛ مُتمنيةً لنجلها التوفيق ولجميع الطلاب كذلك، ولأمهاتهم اللواتي لم يدخرنّ جُهدًا في تعليم وتحفيز أبنائهن على النجاح.
كما لم تُخفي، والدة المتفوق "الحج يوسف"، أن نجلها يُعاني من مشكلة في النظر، وهي صعوبة من أبرز الصعوبات التي واجهها، خلال دراسته، خاصة في ظل أزمة الكهرباء، التي أجبرته لتجديد النظارة عدة مرات خلال عام "التوجيهي".