عبد المجيد الرافعي يرحل ويترك ارثا نضاليا

بقلم: عباس الجمعة

يغادرنا قائد وطني وقومي أفنى حياته، فتى وشاباً وقائدا في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ، وكرس جهده خدمة لشعبه، خلال مسيرة نضاله الطويلة، ، تشهد له مدينته طرابلس عاصمة الشمال اللبناني بانه ابن الشعب رجل النضال القومي والعطاء المستمر ورمز مسيرة العمل الإنساني على مدى أكثر من نصف قرن طبيب الفقراء والمساكين ، ﻻ أعلم حقيقة من أين أبدا وكيف سأنتهى حتى اتحدث عن شخصية فريدة كشخصية، المناضل الكبير عبد المجيد الرافعي، الذي دافع عن مواقفه وافكاره حتى الرمق الاخير لم يتغير ولا ينقلب عن مواقفه ، فيشهد له حزب البعث العربي الاشتراكي ، ويشهد له لبنان والعراق ، حيث وقف وقفة رجل مدافعا عن العراق بوجه الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية ، محذرا من الفوضى الخلاقة التي زرعتها الادارة الامريكية بعد احتلال العراق ، حيث ترك إرث نضالي، إثر تجربة كفاحية غنية بأخلاص والوفاء لحزبه ، ولشعبه العزيز بعد أن كرس حياته في خدمة القضايا القومية.

لقد عرفته على اثر مؤتمر القوى الشعبيىة العربية في العراق وقد عزمنا الى احد المطاعم برفقة قيادة الجبهة وامينها العام الشهيد ابو العباس ، كما زرته بعد خروجه من العراق في منزله بطرابلس ، فوجدت فيه مناضلا وقائدا كبيرا تهمه مصلحة الامة القومية ، كما وجدت من خلال الحديث معه إيمانه العميق بالقضية الفلسطينية باعتبارها جوهر القضية القومية و قدرته العالية على الصمود، في وجه كل الصعاب و المؤامرات.

لقد ارتبط تاريخ عبد المجيد الرافعي بحزب البعث العربي الاشتراكي مناضلا وقائداً في مسيرة الكفاح الوطني والقومي ، بخصائص قل ما نجدها تكرار في آخرين ، فقد سكنه الهم القومي والوطني، حيث سطر اروع اﻷمثلة في التضحية، من أجل الدفاع عن كرامة الامة العربية وحرية بلده، و عزة شعبه، حيث قدم أروع اﻷمثلة في ساحات النضال ، وإنار الطريق في ظلمات اليل الحالك، وبعد عودته الى لبنان اراد ان يطلق على حزب البعث العربي الاشتراكي " اسم حزب طليعة لبنان العربي" .

فكان المناضل عبد المجيد الرافعي متواضعاً الي أبعد الحدود في كل شيء، وكان على درجة عالية من التفاؤل، في خضم كل العواصف و كان يخترق، المحن، يزرع الثقة واﻷمل في نفوس رفاقه، مؤكدا أن فلسطين لا يمكن ان تعود سوى بالمقاومة والوحدة.

ونحن من هنا نؤكد في رحيل القائد عبد المجيد الرافعي ان ما مثله العراق لجبهة التحرير الفلسطينية سيبقى البلد العزيز الذي وقف الى جانب فلسطين وشهدائها ، كما كان في مواجهة الصلف الأميركي الوحشي الذي يريد تنفيذ مشروعًا لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة الجيوبوليتيكية على أساس جديد، ويتيح التفوق الإسرائيلي والسيطرة الأمريكية على المنطقة، حيث اكدت الجبهة

ان مواجهة المشروع لابد أن تنطلق من قاعدة تشديد عوامل التنسيق والتكامل العربيين بدءًا من تطوير المؤسسات العربية المشتركة وتعزيزها.

إن ما يحدث في الوطن العربي ، وما يعصف في العالم من أحداث تلقي بمزيد من الأعباء الجسام على شعبنا ، وعلى كل القوميين والديمقراطيين والتقدميين في الوطن العربي والعالم قاطبة , فالإمبريالية المتوحشة والتي تطبق أبشع صور العولمة في سلب وغزو وقهر حرية وإرادة الشعوب في المنطقة وما تفعله إسرائيل في فلسطين, تجعل إرادة الشعوب وقواها الحية إرادة صلبة وعزيمة لا تلين ، حيث نرى الصمود والمقاومة والتضحية التي ارادها الراحل الكبير عبد المجيد الرافعي وكل القادة الشهداء تحقق الانجازات في سبيل التحرير والقضاء على الارهاب ومنابعه من خلال اطلاق صرخة مدوية لأحلام الحرية والعدالة , والديمقراطية في وجه ظلام العصر , وإمبرياليي العالم وأعوانهم ، ومن اجل ان تسود العدالة الاجتماعية، و اﻷمن والسلام، واﻻستقرار دول المنطقة، ويحقق الشعب الفلسطيني حلمه في التحرير والحرية حتى يعيش اسوة ببقية شعوب المنطقة والعالم .

ختاما : لا بد من القول ان كل الجهات و الميادين عرفت الراحل الكبير بكاريزما القائد ، فهو مضى على طريق الشهداء ، ولا بد لرفاقه المناضلين ان يواصلوا المسيرة لتحقيق الأهداف التي آمن بها، و ناضل في سبيلها حتى تحقيق اهداف الامة العربية .

بقلم/ عباس الجمعة