أكدت شخصيات مقدسية، أن الاحتلال استغل عملية أمس لفرض وقائع جديدة بالمسجد الأقصى مما يدلل على النية المبيتة لإرضاء اليمين الإسرائيلي، مشددين على خطورة الوضع بالأقصى في سابقة منذ أغسطس/ أب 1969 أن يغلق وتمنع الصلوات الخمس بداخله، داعين في ذات الوقت للزحف وشد الرحال للمسجد والصلاة بأقرب نقطة منه.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقد في مدينة القدس، بمشاركة محافظ المدينة المقدسة عدنان الحسيني، للتنديد بإغلاق المسجد الأقصى عقب العملية الفدائية التي وقعت صباح أمس الجمعة، وأدت لاستشهاد ثلاثة شبان، ومقتل اثنين من أفراد شرطة الاحتلال قرب باب الإسباط بالقدس المحتلة.
وقال ممثل القوى الوطنية والإسلامية في القدس حاتم عبد القادر إنه "يجب على إسرائيل ألا تطمئن لحالة الهدوء في الشارع المقدسي والفلسطيني لأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة كرسالة يجب أن تدركها إسرائيل ".
أما عضو المجلس الثوري لحركة فتح عدنان غيث شدد على أن "ما يحصل من ردات فعل نتيجةً للإمعان السافر من الحكومة الإسرائيلية بتشريع الاقتحامات اليومية لباحات الأقصى بحماية الأذرع الأمنية ".
وأكد أن قرار الأغلاق مبيت من جانب الاحتلال وتساءل قائلاً "ما ذنب التجار أن تغلق محالهم وتحول البلدة القديمة لثكنة عسكرية مغلقة".
وأكد أن حكومة الاحتلال تنصلت من كل المشاريع السلمية وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالمسجد الأقصى وقامت بإغلاقه، داعياً المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ موقف يتناسب مع خطورة الحدث.
ودعا المقدسيين للنزول وتحدى قرار إغلاق المسجد الأقصى المبارك، ومحاصرة البلدة القديمة.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات أن "الاحتلال استغل ما جرى من أجل فرض وقائع جديدة بالأقصى بتغير الوضع التاريخي والقانوني".
ونوه إلى أن الأقصى منذ العهد العثماني والانتداب البريطاني والحقبة الأردنية يخضع للإشراف للأوقاف الإسلامية وللوصاية الأردنية وفقاً للاتفاقية وادي عربه عام 69 التي أكدها من جديد الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك عبدالله الثاني في 30/3/2013.
وشدد على أن الاحتلال يحاول على مدار الساعة استغلال كل محيط وأسفل وفضاء المسجد الأقصى لتهويده وتثيبت الرواية الإسرائيلية.
بدوره أكد مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني أنه "لا شيء يبرر إغلاق المسجد الأقصى ومنع الصلاة الصلوات الخمس فيه، محملاً حكومة الاحتلال استغلال العملية لفرض سياسية الأمر الواقع ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو على وجه الخصوص المسؤولية بعد تشريعه لأعضاء الكنيست والمستوطنين باقتحام الأقصى لإرضاء اليمين ".
ونوه الكسواني إلى أنه تمكن من دخول المسجد الأقصى في ساعة متأخرة أمس ليجد المسجد فارغاً من المصلين والموظفين دلالةً على الإمعان بالظلم للبحث عن سراب لإطالة مدة إغلاقه.
ودعا الكسواني المقدسيين والفلسطينيين للصلاة في أقرب نقطة يستطيعوا الوصول لها للأقصى لكسر إغلاقه.