القهر يولد الانفجار هكذا الحالة والطبيعة البشرية حيث خلق بني البشر أحرار ولكن ما يسكن في نفوس من يمتلك مجموعة العوامل التي تؤدي إلى استعباد البشر مثل القوة او المال وهنا تكمن الرغبة في الشعور بهما من طرف من يفقدهم ويترتب مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الكثير من الحاجات مثل الإحساس بالذات او الوطنية والانتماء إلى مجموعة او جماعة ترتبط بمجموعة عوامل منها القومية والعرقية والدينية ،
هنا الناظر من بعيد على الشهداء الثلاث أبناء الجبارين قد يتساءل ما هي الدوافع التي تؤدي إلى أقدام هؤلاء الشباب في مقتبل العمر على عمل يعلمون يقينا أنه سوف يضع حد لحياتهم في هذه الدنيا وهم لا يفقدون الكثير من مقومات الحياة الظاهرة اي اليومية العمل،التعليم،الرفاهية،وكثير من البشر يعتقد بأن هذا يكفي لفقدانه اياها ولعدم شعوره بحالة الغربة التي يعيشها هؤلاء الشباب وجيلهم وأجيال سبقتهم في وطنهم نتيجة سياسة التمييز العنصري التي يمارسها المحتل ،هذا يولد الشعور القومي ناهيك عن الشعور الديني الذي يتولد بفعل الاقتحامات المضايقات اليومية التي يمارسها المستوطنون بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية وحالة القهر والظلم والتفتيت التي تمارس على العالم الإسلامي من قبل قوى الشر العالمي ،فماذا يريد العالم الذي يدعي بأنه واحة العدالة والحضارة والديمقراطية حينما يرى الشباب العربي والمسلم بأنهم في منطقة تفيض بالخيرات والمقدرات الكفيلة بأن تجعلهم يعيشون في أوطانهم بطمانينية وحرية ولكن بفعل مساندة هذا العالم المتحضر للحكام الظلمة وللمحتلين ومساندة تغييب الحياة الديموقراطية عن تلك الشعوب وبفعل خلق الصراعات وبؤر التوتر والادعاء الكاذب بأنهم ينشدون الخير للمنطقة و ينهبون كل تلك المقدرات وفي النهاية يرسلوا الشىء البسيط على هيئة مساعدات لتلك الشعوب ويضعوا انفسهم في مصاف من ينشد الخير. .
هنا لا اريد الخوض في موضوع العمل الذي أقدم عليه هؤلاء الشباب لمجموع التداخلات والتشعبات التي دخلت فيها قضيتنا أدخلنا انفسنا بها بحيث قبلنا ان لا ينطبق علينا القانون الدولي الذي كفل لكل شعوب الأرض حق مقاومة المحتل بكل صور المقاومة ولكن لرغبتنا و حبنا بان نصبح سادة وقادة على جثث هامدة و قبلنا بان تصبح كل مقومات حياتنا في يد الجلاد أدخلنا انفسنا في هل يجوز هذا او لا ، هل يسمح لنا العدو بهذا الشكل من المقاومة ام لا وهل يوافق ممول للمكتب والفلا والسيارة وراتب اخر الشهر ام لا .
من هنا وجدنا كل التناقضات في إستقبال هذا الفعل من خلال مجموع التخريجات والتبريرات وتحميل من أقدم على هذا الفعل وزر الحالة التي وصلنا نحن لها والعرب والمسلمون ،ليس إيمانا منا بعدم احقيتنا في النضال ولكن من أجل الحفاظ على الوهم المسمى عملية السلام التي شاخت دون نتيجة.
بكل تأكيد نحن في ورطة ليس من السهل التعافي منها ولكن هناك دواعي تستوجب منا جميعا العمل على الخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر، مع الحفاظ على ما تبقى مما بات يعرف بالثوابت وهذا لن يكون الا من خلال العودة جميعا إلى الالتفاف حول موقف وطني موحد ورؤية وطنية متفق عليها وصوت واحد يخاطب العرب والعجم والترفع عن المناصب والمكاسب والعودة إلى الشعب من أجل الخروج بقيادة جديدة تكون قادرة على تحمل المسؤولية امام الله وأمام الشعب وفق برنامج وطني متفق عليه ولا يسمح بالخروج عنه قيد أنملة الا من خلال العودة للشعب وممثليه وبذلك نخاطب العرب والمسلمين والقوى المساندة لنا في كل أرجاء الأرض. .
اما من يعتقد بأن العالم سوف يعطيه وزن وهو يقود شعب ممزق هو مخطئا .
من يعتقد بأن اللهثين خلف علاقات من تحت وفوق الطاولة مع اسرائيل سيكونون عون له هو مخطئا
اي شىء يكون ممزق يسهل توزيعه بين القبائل .
الشعب صاحب الولاية الحقيقية على القضية
هل سيكون هناك تبادل لتاريخ بيننا وبين الحركة الصهيونية
نبيل البطراوي