يكشف حالة التخاذل..المعركة حول البوابات ستكون طويلة وقاسية

رأى محللون فلسطينيون  أن معركة "البوابات الإلكترونية" لن تمر مرور الكرام، بل ستتخذ منحنى آخر وستكون معركة طويلة، يجب أن "يعد الجميع العدة من اجل الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك في وجه جرائم الإحتلال".

وقال الكاتب و المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات تعقيبا على معركة "البوابات الإلكترونية " كما سماها :" إن معركة البوابات الألكترونية على أبواب الأقصى،هي جزء من المعركة التي يديرها الإحتلال من اجل تثبيت سيادته وسيطرته على الأقصى عبر القضم المتدرج والمتلاحق وعبر سلسلة اجراءات عملية ينفذها على أرض الواقع وقرارات وقوانين عنصرية يشرعنها بالقانون الإسرائيلي الذي لا ينطبق على القدس كمدينة محتلة وفق القانون الدولي."

وأضاف عبيدات لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، "ومعركة السيادة والسيطرة جزء من المعركة لحسم السيادة والسيطرة على مدينة القدس،ولذلك يعتبر الإحتلال بان البوابات الألكترونية التي نصبها على بوابات الأقصى،أي تراجع عنها بإزالتها هو تخلي عن السيادة عن "جبل الهيكل" وعن مدينة القدس،ولذلك جاء قرار الهيئة الأمنية الإسرائيلية بعدم إزالة تلك البوابات وممارسة اعلى قدر من التصعيد ضد المقدسيين وفلسطينيي الداخل - 48 -،دون الإلتفات الى أية وساطات عربية وإفليمية ودولية،بعد ان تحول العرب والمسلمين الى مستجدين على عتبات نتنياهو،وليصل الأمر حد موافقة البعض منهم على قرارته هذه."

كسر الحلقة المقدسية

واوضح عبيدات أن" المعركة حول البوابات ستكون طويلة وقاسية،وليس كما يتصور البعض بان الملك الفلاني او الرئيس العلاني سيمارس ضغوطه على اسرائيل وتتراجع عن قرارها،فالإحتلال ما يقلقه ليس العرب والمسلمين،بل الحالة الشعبية المتنامية في مدينة القدس والمنتظمة في الميدان بعيداً عن الأجسام الرسمية وتوحد تلك الحالة التي تاخذ صفة التاطير والتنظيم شيئاً فشيئاً."

مواصلا حديثه ،" المحتل يدرك بأن كسر الحلقة المقدسية سيترتب عليه تنفيذ مخططاته ومشاريعه في مدينة القدس،وليس في الأقصى فقط،ولذلك هو يستهدف المقدسيين في حرب تأخذ صفة الشمولية،بحيث تطالهم في كل مناحي وتفاصيل حياتهم اليومية.وكذلك تكثيف وتصعيد الإستيطان في قلب كل قرية مقدسية،والإستيلاء على ممتلكاتهم وعقاراتهم،وممارسة كل أشكال العقاب الجماعي ضمن سياسة تطهير عرقي تدفع بهم نحو ترك مدينتهم قسرا."

عدم إزالة البوابات الإلكترونية

هذا و قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، اليوم الجمعة، عدم إزالة البوابات الإلكترونية من مداخل الأقصى، الأمر الذي ينذر بتصعيد خطير في القدس المحتلة، وفي الحرم المقدسي بوجه خاص، في ظل الإجماع الفلسطيني على رفض الدخول للأقصى عبر البوابات الإلكترونية.

وجاء هذا القرار بعد مباحثات ليلية امتدت على 4 ساعات، حيث نشر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا زعم فيه أن "إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم المقدسي وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة".

وأضاف البيان أن " المجلس الوزاري خول الشرطة اتخاذ أي قرار من أجل ضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة من خلال الحفاظ على الأمن والنظام العام".

تجدر الإشارة إلى أن مداولات المجلس الوزاري جاءت في ظل المواجهات العنيفة التي وقعت مساء أمس الخميس، بين الفلسطينيين وبين قوات الاحتلال، خاصة في منطقة باب الأسباط، حيث عمدت شرطة الاحتلال إلى محاولة تفريق المرابطين في المكان بالقوة.

يكشف حالة التخاذل

من جهته شن الدكتور إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة هجوما عنيفا على  ما وصفة بالتخاذل العربي إزاء مدينة القدس.

وقال إبراهيم و فق ما نقله مراسل"وكالة قدس نت للأنباء"عن صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي"فيس بوك "اليوم الجمعة:"إن ما يجري في القدس والمسجد الاقصى حدث كاشف للجميع ،وقبل ان يكون كاشفا للتخاذل العربي والإسلامي فهو كاشف للحالة الفلسطينية المتردية ."

وأضاف، "قبل أن ننتقد العرب والمسلمين ونتساءل أين منظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست بداية للدفاع عن القدس ؟ وأين لجنة القدس وصندوق القدس ؟ وأين جامعة الدول العربية عنوان الامة العربية ؟ علينا التساؤل أين منظمة التحرير الفلسطينية ؟ وأين حركة فتح ؟ وأين حركة حماس ؟ وأين الجهاد الإسلامي ؟ وأين السلطة ؟ وأين منظمات المجتمع المدني الفلسطيني؟ أين كان كل هؤلاء خلال سنوات طوال من الممارسات الصهيونية ضد القدس والمقدسات ؟

مواصلا حديثه، ولماذا انشغلوا بالصراع على السلطة ومنافعها أكثر من انشغالهم بكيفية مواجهة الاحتلال ؟ وبعد أسبوع على الإجراءات الصهيونية تجاه المسجد الاقصى لماذا لم يتم التداعي لعقد اجتماع وطني شامل لبحث ما يجري في القدس ؟

لماذا لم يتم عقد اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير او اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح ؟ لماذا لم تجتمع حركة حماس والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل المعارضة للسلطة ونهجها للبحث في كيفية الرد على الممارسات الإسرائيلية؟ إنه الخذلان والتخاذل الفلسطيني الرسمي قبل ان يكون تخاذلا عربيا وإسلاميا ؟

واستشهد ثلاثة مواطنين مقدسيين وأصيب المئات من المصليين خلال مواجهات اندلعت اليوم مع جنود الإحتلال الإسرائيلي، عقب صلاة الجمعة أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وذلك رفضا لوجود البوابات الإلكترونية.

ورداً على قرارات الإحتلال الإسرائيلي بإبقاء البوابات الإلكترونية، ومن اجل إفشال التقسيم الزماني والمكاني للأقصى المبارك، تحدى الآلاف من المصليين الغاضبين قرارات حكومة الإحتلال برفضهم للدخول عبر البوابات للصلاة في المسجد الأقصى المبارك المغلق منذ أسبوع والإصرار على الدخول للصلاة دون وجود هذه البوابات.

وشهدت محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة مسيرات حاشدة تحت عنوان "جمعة الغضب" نُصرة للمسجد الأقصى ورفضاً لإجراءات الاحتلال التي تستهدف المسجد المبارك.

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -