عملية “حلميش“..انتصار على طريق إزالة البوابات الإلكترونية

عمر عبد الجليل العبد، منفذ عملية الطعن في مستوطنة "حلميش" قرب مدينة رام الله، سيخلده التاريخ بأحرف من نور، وسيتذكر كل العالم أنه عمليته الفدائية كانت على درب إزالة البوابات الإلكترونية من أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك.

هذه العملية، خلطت كافة الأوراق لدي حكومة الإحتلال الإسرائيلي، وأعلت الأصوات التي تطالب بأن يتم إزالة البوابات لأن" ثورة السكاكين"، لا أحد يمكن أن يتوقع تنفذيها، وهذا ما يقلق الإحتلال، وعلى إثر ذلك تم طرح حلول بديلة عن هذه البوابات.

الانجرار وراء مراوغة الإحتلال

وتعقيبا على ذلك حذر الكاتب و المحلل السياسي المختص بالشؤون الإسرائيلية و المقدسية راسم عبيدات من الانجرار وراء مراوغة الإحتلال.

ونقل مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" عن عبيدات قوله:"حسب القناة الثانية الإسرائيلية تنقل الليلة سيكون بدائل البوابات الإلكترونية على مداخل الاقصى جدران باطون على مداخل الاقصى.....مشتبه بهم حسب تعبير الإحتلال يفتشون يدويا....قد يمنع الدخول مع حقائب ،لذلك علينا الحذر فالإحتلال يراوغ في ذلك الأمر."

وحسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي فان قوات الإحتلال ستقوم بعمليات الفحص على بوابات الأقصى بواسطة جهاز "الماغنوميتر"- الفحص اليدوي...كمحاولة بائسة ويائسة للالتفاف على الموقف المقدسي الموحد ...ولذلك الاحتلال بدأ بالنزول عن الشجرة ومطلب القدس بكل عناوينها وهيئاتها ومرجعياته واضح وهو إزالة البوابات الالكترونية.

هذا وحذرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية من مغبة استمرار التعنت الإسرائيلي في الإبقاء على البوابات الإلكترونية التي ركبتها على أبواب المسجد الأقصى، لأن ذلك “سيلحق أضرارا كبيرة بها وسيكون كل إسرائيلي عرضة للاستهداف”.

وقال المحلل العسكري في الصحيفة، أليكس فيشمان إنه “وعلى الرغم أن قرار الكابينيت الإسرائيلي بالإبقاء على البوابات الإلكترونية حول الأقصى يدلل على طول نفس ورباطة جأش إسرائيلية أمام كل ما يرافق ذلك من توتر ومواجهة، إلا أن صناع القرار في إسرائيل يدركون أنهم وقعوا في فخ خطير، وباتوا يبحثون عمن ينزلهم عن الشجرة، بأخف الأضرار، أمام هذا الإصرار من المعتصمين أمام تلك البوابات، باللجوء إلى الأردن ومصر وغيرها بحثا عن حل”، داعيا لإزالة البوابات بأسرع ما يمكن.

حل للنزول عن الشجرة

فما هي ردات الفعل التي تركتها عملية "حلميش" على الواقع الإسرائيلي، يجيب على ذلك الكاتب و المحلل السياسي مصطفي إبراهيم قائلا:"بعد عملية قتل المستوطنين بدأ بعض المحللين الإسرائيليين القول أن الشاباك صدق عندما عارض بقاء البوابات الالكترونية وانه كان بالإمكان تهدئة الأوضاع، وهذه النتيجة عملية أدت لقتل ثلاثة مستوطنين."

وأضاف إبراهيم لـ" وكالة قدس نت للأنباء"،"إسرائيل تخشى من تصاعد الاحتجاجات في الضفة الغربية والعمليات الفدائية الفردية والاستنزاف الذي قد يرهقها ويكلفها غاليا، وسيعقد الكابينيت اليوم اجتماعا للبحث في بدائل، والجيش والأجهزة الأمنية خاصة "الشاباك" أصبحوا على قناعة بإزالة البوابات، وتحاول إسرائيل البحث عن حل والنزول عن الشجرة وإيجاد بدائل للبوابات في المسجد الاقصى."

مواصلا حديثه، "ونحن نبحث عن من ينزل المنقسمين عن شجرة التعنت وعدم الثقة ببعضهما والتمسك بمواقفها، وحدة والموقف الفلسطيني وتعزير صمود الفلسطينيين والمقدسيين خاصة سيجبر إسرائيل على التراجع، وسينجينا من استنزاف سنوات إضافية من التدهور، و نتنياهو وحكومته ولم يعد في استطاعتهم الاختباء، وهو يبحث عن ذرائع لجرنا للمربع الذي يريده إذا ما تدهورت الأوضاع أكثر، وسيحد الفرصة لجر غزة لمعركة لا تحمد نتائجها من يلتقط الفرصة ويعزز أجواء الثقة ووحدة الموقف والتقدم خطوات أكثر نحو الآخر؟

هكذا نفذت العملية

وكان الشاب عبد الجليل العبد، ويبلغ من العمر 19 عاما، قد نفذ مساء الجمعة، عملية طعن في مستوطنة "حلميش"، شمال غرب رام الله في الضفة الغربية والتي اسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة مستوطنة رابعة بجراح خطرة والتي قال انه نفذها ردا على اعتداءات الإحتلال المستمرة في القدس والاقصى.

وكشفت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، الليلة الماضية، عن أسماء قتلى عملية الطعن، التي نفذها العبد في إحدى البيوت في مستوطنة "حلميش" الواقعة شمالي غرب رام الله يوم الجمعة .

و بحسب سلطات الاحتلال فان القتلى هم الجد يوسي تسفي ( 60 عاما)، علما أن زوجته أصيبت بجراح وصفت بالمتوسطة، والقتيلة الثانية هي إبنته حيا استر سولمون وشقيقها العاد مناحيم سولمون ( 36 عاما).

القناة العاشرة العبرية، قالت إن الشاب عمر العبد، وصل سيراً على الأقدام إلى مستوطنة "حلميش" في حدود الساعة العاشرة مساء، ثم اجتاز جدار المستوطنة ودخل لأحد المنازل القريبة من الجدار.

ووفقاً للقناة:" دخل الشاب للمنزل من أحد الشبابيك، وقتل 3 مستوطنين وأصاب آخر بجروح ما بين المتوسطة والخطيرة".

وأضافت القناة:" إحدى المستوطنات تمكنت من الاختباء في غرفة مجاورة والاتصال بالشرطة للإبلاغ عن العملية".

وتابعت:" جندي إسرائيلي كان في إجازة، و شعر بشيء ما في المنزل المجاور، فتوجه إليه، وعندما رأى المنفذ أطلق النار عليه من خلال أحد شبايبك المنزل، وأصابه بجروح ما بين متوسطة وخطرة".

ووفقاً لمصادر عبرية، فإن الإحتلال الإسرائيلي "حقق مع منفذ العملية الشاب عمر العبد قبل نقله للمستشفى، واعترف خلال التحقيق الأولي معه أنه اشترى سكيناً قبل يومين من تنفيذ العملية"

أنا رافعة راسي بابني

هذا و قالت والدة منفذ عملية "حلميش" عمر العبد، إن "جيش الإحتلال اقتحم منزلنا بعنجهية وعاث فيه فساداً وخراباً"، لافتةً إلى أن الإحتلال اعتقل نجلها الثاني.

وأضافت الوالدة في مقطع فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "جيش الإحتلال اعتدى على زوجها وأطفال المنزل، ووجهوا الشتائم للجميع."

وفي كلمتها لنجلها عمر، قالت: "الحمد لله أنا رافعة راسي بابني، الله يرضى عليه ويفك أسره".  

المصدر: رام الله- وكالة قدس نت للأنباء -