يسطر شبان وشابات فلسطين المحتلة بطولات يواجهون من خلالها الاحتلال الصهيوني باللحم الحي ، في مواجهات غاضبة ، نصرة للمسجد الاقصى المبارك مؤكدين عدم استسلامهم أو تنازلهم عن حق شعبهم في تحرير فلسطين كل فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم ووطنهم .
وفي الوقت الذي لم تتوصل فيه القوى الفلسطينية بمختلف تياراتها الوطنية و القومية و الاسلامية إلى اتفاق على استراتيجية المواجهة مع الاحتلال الصهيوني هذا الامر ليس بجديد ، بقيت المنابر التي كانت تهز في قطر وغيرها من عواصم الاعتدال العربي ، لتجلب السلاح و الأموال و الرجال إلى الفصائل الارهابية في الدول التي تشهد الربيع العربي .
في ظل هذا الربيع والانقسام الفلسطيني ، تشهد القضية الفلسطينية أخطر مراحلها وهو الامر الذي يتجلى في محاولة صهيونية لفرض الأمر الواقع بتهويد القدس وجعل المسجد الأقصى مكانا مقدسا لليهود متجاوزا مشاعر المسلمين والمسيحيين.
لا شك أن موافقة اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الكيان الصهيوني على ما يسمى قانون القدس الموحدة تؤكد من جديد ان السلام و الاحتلال نقيضان لا يلتقيان .
فهذا المشروع الذي قدمته عضو الكنيست الصهيوني شولي معلم رافائيلي من حزب البيت اليهودي، يجعل من الصعب على حكومة بنيامين نتنياهو تسليم السلطة الفلسطينية أجزاء من مدينة القدس في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي.
مقدم المشروع رافائيلي أوضح أن الملاحظات التوضيحية الملحقة بمشروع القانون تشير إلى أنه يسعى إلى تعزيز وضع القدس الموحدة وحماية مستقبلها وأمن سكانها.
معلوم أن العدو الصهيوني احتل الجزء الشرقي من مدينة القدس والضفة الغربية في العام 1967 وضم هذا الجزء إليه لاحقا، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وتزعم سلطات الاحتلال أن القدس بشطريها الغربي والشرقي هي عاصمتها الموحدة، بينما يتمسك الفلسطينيون بالقدس كاملة عاصمة بلدهم.
يوم الجمعة الماضي، أغلق الاحتلال المسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه للمرة الثانية منذ العام 1967، قبل أن يعيد فتحه جزئيا، الأحد، لكنه اشترط على المصلين والموظفين الدخول عبر بوابات تفتيش إلكترونية، وهو ما رفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلا، مثلما رفضوا غيره من القرارات و الاجراءات الصهيونية على مدار عدة عقود زمنية خلت من عم الصراع الوجودي .
الشهداء الفلسطينيون الذين ارتقوا على هذا الدرب الطويل و ليس اخرهم شهداء الغضب الفلسطيني في جولته الحالية ، يجب ان يشكلوا حافزا للشعب الفلسطيني، كي يتوحد خلف خيار المقاومة ويخرج من الانقسامات الداخلية، ويلتف حول المقاومة ومشروعها لاستعادة حقوقه، خصوصا وان التجارب أثبتت ان المفاوضات مع الاحتلال، لم تؤد الا الى مزيد من التنازلات والحصار، وحرمان هذا الشعب من أبسط مقومات الحياة.
لذلك من المهم التأكيد ان المقاومة هي الخيار الوحيد في مواجهة هذا العدو وحلفائه وأدواته ، الذين لا تردعهم الا لغة المقاومة التي بات مشروعها هو المنتصر، في ظل الانجازات التي تتحقق في مواجهة الارهاب في سورية ولبنان والعراق ، بدل الهرولة نحو التطبيع واقامة العلاقات مع شذاذ افاق في محاولة مكشوفة لتغيير اولويات الصراع في المنطقة وصولا إلى تحقيق التقسيم الزماني والمكـاني للمسجد الأقصى المبارك كمقدمة لتدميره و اقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه .
و ما زالت فلسطين تغضب و تصرخ وا عرباه .. وا اسلاماه .
بقلم/ نعيم ابراهيم