ناشطون يغامرون بحياتهم ويسخرون جُل وقتهم لنقل أحداث الأقصى

يغامر عدد كبير من المقدسيين النشطاء، وغيرهم، بأرواحهم، من خلال استخدام هواتفهم المحمولة، لتغطية الأحداث بالصوت الصورة ومقاطع الفيديو، أولاً بأول، ليل نهار، ونقلها للعالم، عبر تغذية معظم المواقع والصفحات الإخبارية، ومجموعات "واتس أب، وتليجرام" بالمواد الإعلامية.

ويرابط هؤلاء الناشطون، بين المُعتصمين، خارج أسوار المسجد الأقصى، ويراقبون كل تحرك لشرطة الاحتلال، أو تُسمى قوات حرس الحدود، وأي إجراءات على الأرض، سواء بحق المسجد الأقصى، أو المُعتصمين، وتوثيق الأحداث لحظةً بلحظة.

كما يستثمرون علاقاتهم، لرصد ومتابعة الأحداث في أحياء وبلدات القدس القُدس المُحتلة، فتُنشر الصور ومقاطع الفيديو والمعلومات مكتوبة، بعد وقت قصير جدًا من وقوع الحدث، ما جعل منهم جنودًا لا يقلوا بنشاطهم وتفاعلهم مع الأحداث، بشكل تطوعي "دون مُقابل"، لا يقلوا عن المُقاتلين.

وبُحكم تواجد هؤلاء الناشطين، في مناطق تتبع لسيطرة الاحتلال، أو تجاورها، فيستغلون شبكات الإنترنت الإسرائيلية، للتواصل مع العالم الخارجي، والمُحيط حولهم، ونقل الأحداث؛ كما أن بعضهم يستغل امتلاكه للغة العبرية، ويساهم في ترجمة الأخبار بشكل فوري، عند وقوع الأحداث، أو عملية ينفذها فلسطينيون.

عمل تطوعي

ويُعتبر "أبو يزن"، واحدًا من الناشطين الفاعلين على مدار الساعة وبقوة، في ميادين مدينة القُدس المُحتلة، خاصة في رصد الأخبار الميدانية، وترجمة المواقع والصفحات العبرية، ونقل ترجمة فورية، لكل ما يتم الحديث به في هذا الإعلامي، دون مُقابل.

ويزاوج "أبو يزن"، ما بين عمله ممرضًا، والترجمة العبرية، ونقل الأحداث الميدانية أولاً بأول، والتصوير، في أن واحد، دون كلل أو ملل، منذ سنوات؛ ويقوم بنشر تلك المواد، عبر مجموعات إخبارية فلسطينية في "فيس بوك"، وتطبيق "واتس أب"، و "تليجرام"، "وزيلو"، دون مقابل.

ويقول، لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "أعمل مع مجموعة من الناشطين، كفريق مُتكامل، نُقسم المهام، والوقت، فيما بيننا؛ فإذا عملت ليلاً، أرتاح نهارًا، ويتولى شخص ذات المهمة التي أقوم بها لا سيما الترجمة العبرية".

ويضيف أبو يزن : "لدينا مجموعات إخبارية، نرسل عبرها إشارات صوتية، ومقاطع فيديو قصيرة وسريعة، وصور ومعلومات مكتوبة، ورسائل نصية، بشكل حصري وفوري ودقيق؛ بجانب ذلك نسعى لمتابعة كل ما هو جديد عبر وسائل الإعلام العبرية، خاصة الأخبار العاجلة".

ويتابع : "عملية القدس الأخيرة، تابعنها منذ البداية، ونقلنا عشرات الصور ومقاطع الفيديو، والأخبار المُترجمة، عبر كاميرات هواتفنا، أو حراس وموظفو الأوقاف في المسجد الأقصى، والسكان القريبين؛ كما حرصنا على البقاء قريبين من مسرح الأحداث، رغم عدم وجود بطاقات تُسهل تنقلنا، وهذا قد يُعرضنا للاعتقال".

ويلف "أبو يزن"، إلى أنهم ما زالوا برفقة الناشطين يتابعون عن كثب الأحداث الميدانية في القدس وباقي مناطق الضفة الغربية، ويبيتون ليلتهم قرب مسرح الأحداث، بجانب بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية والعربية"؛ مُشيرًا إلى أن الأخبار العبرية التي يتخصص بها بدرجة أولى، يتعامل بها بحساسية عالية، بما لا يدع مجالاً للمُسألة القانونية.

ويُشدد على أن عملهم تطوعي، دون مُقابل، لا يبتغون منه سوى الأجر من الله؛ مُشيرًا إلى أن همهم فقط نقل ما يحدث لأبناء شعبنا في القدس المُحتلة والضفة الغربية، والداخل المُحتل، وضم مزيد من الناشطين والصحفيين المتطوعين للعمل معهم كفريق، أصبح له اسمًا، ومكانةً، ومصدرًا موثوقًا للصحفيين.

ويتمنى المقدسي "أبو يزن"، أن تتوفر لهم بطاقات، وحماية من قبل المؤسسات المحلية، لحمايتهم من أي اعتداء للاحتلال، كما حدث معه عدة مرات، أخرها قبل أيام في مُحيط الأقصى، عندما تعرض للاعتداء من قبل الشرطة، كما تعرض مُعظم الناشطين للاعتداء.

إحساس بالواقع

ذاتها الرغبة في نقل الأحداث، تشابهت لدى الناشط وصانع الأفلام، محمد الفاتح، الذي أكد لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، أنهم تواجدوا منذ اللحظة الأولى للأحداث في المسجد الأقصى، في الميدان، والتفاعل ونقل الأحداث أولاً بأول، بجانب عمله الرئيس في صناعة الأفلام عن المقدسيين والمرابطين في الأقصى.

ويقول الفاتح : "الحدث كان كبير، ويُحتم علينا الخروج، والنزول مع الناس، ونقل ما يحدث أولاً بأول، عبر المجموعات الإخبارية الفلسطينية، وأخرى مُهتمة بالشأن الفلسطيني، ووضع الجميع في صورة ما يحدث بكل دقة ومهنية وسرعة، انطلاقًا من الشعور الوطني والأخلاقي والمهني".

ويتابع : "نحن في القدس نُحرم من الصلاة، الأقصى يُدنس يوميًا، منازلنا تُهدم، الأرض تُسلب؛ هذا هو الواقع، وهذه قضيتي، ولسنا بمعزل عنها، فنشعر بها، ونعاني منها، وعلينا دور نقوم به كبير، من خلال نقل الأحداث، وإن كانت هناك حالة من الهدوء أنشغل أكثر بصناعة الأفلام، وأخرها عن المرابطين في القُدس وحصد جوائز".

ويوضح الفاتح الذي ينشر يوميًا صورًا إبداعية للمدينة المُقدسة، إلى أنهم تواجدوا بين المُعتصمين عند أبواب الأقصى، بجانب الصحافة الأجنبية والعربية والإسرائيلية، ومكث ثلاث أيام معهم، وعائلته كانت متواجدة، وتعرضوا جميعًا للاعتداءات من قبل شرطة الاحتلال، فيبقي هو ينقل الأحداث، وأفراد من عائلته مُعتصمون مرابطون.

وتساءل : "لو لم نتحرك ونتفاعل مع ما يحدث كأهل قضية ومدينة من سيتحرك؟!، فنحن أفضل من نصور ونكتب ونلتقط مقاطع الفيديو، وننقل الأحداث، لأننا نعلم ونشعر بالواقع، وعانينا وما زلنا نُعاني،"؛ مُشيرًا إلى أن عملهم في نقل الأحداث تطوعيًا، دون مُقابل.

تجميع الأخبارونشرها

أما، محمود بسام، أحد مؤسسي قروب "محطات إخبارية"، في تطبيق "واتس أب"، فيقول : إنّ "مجموعاته الإخبارية، تأسست عام 2015، وأعلن عنها رسميًا عام 2016، وهي عبارة عن سبع مجموعات تحمل ذات الاسم برقم تسلسلي، يعمل بها طاقم مُختص تطوعي، يقوم بتجميع الأخبار من كافة الأراضي الفلسطينية وخارجها، خاصة القدس والضفة الغربية".

ويبين "بسام" لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، أنه تعرف على طاقم المجموعات الرئيس، خلال عدوان 2014، وأحداث سابقة وقعت في الأقصى، وتم تدشين مجموعة برفقة صحفية مقدسية، أتت بالنشطاء المميزين، وجرى تدريجيًا التعرف عليهم، وتقسيم المهام، وترتيب مكونات العمل.

وينوه، إلى أنه خصص مجموعة رئيسية  للمراسلين الفاعلين، والمُعتمدين لديهم، ويقوم بالنشر والنقاش الداخلي بها، ومن ثم يتم صياغة الخبر ونقله بسرعة للمجموعات السبعة الأخرى، وهكذا الصور والفيديوهات، التي لوحظ انتشارها بشكل كبير عبر مواقع ووكالات رسمية، واعتمادهم لمجموعاتهم كمصدر رئيس للخبر؛ فيما تم إضافة أرقام هواتف وكالات وشخصية مرموقة عليها، حتى زاد العدد عن 2000شخص في المجموعات.

المصدر: غزة – تقرير| وكالة قدس نت للأنباء -