جلسة علمية حول “التأهيل ماقبل الزواج ..الواقع والمأمول“

دعا مختصون نفسيون ودعاة دين، بأهمية تأهيل وتوعية الشباب والفتيات المقبلين على الزواج وتأهيلهم لمرحلة الزواج، وذلك لجهل كثير منهم بالأحكام والآداب والمهارات الزوجية من الناحية الشرعية، والنفسية، والصحية، والأسرية، والاجتماعية، والاقتصادية.

جاء ذلك خلال جلسة علمية نظمتها جمعية "اعمار" للتنمية والتاهيل تحت عنوان :"التاهيل ماقبل الزواج الواقع والمأمول" ضمن فعاليات مشروع تحسين الصحة النفسية فى قطاع غزة الممول من مؤسسة ميرسي ماليزيا.

وشارك فى الجلسة التى عقدت بالمكتبة العامة بالتعاون مع وحدة المراة ببلدية خانيونس جنوب قطاع غزة،كل من،رئيس البلدية يحيي الاسطل ورئيس المحكمة الشرعية ابراهيم النجار ورئيس رابطة علماء فلسطين بخانيونس طارق الاسطل  ومدير عام اعمار انور ابوموسى ومسؤلة وحدة المراة بالمركز الفلسطيني لحقوق الانسان ماجدة شاهين  وممثلة ميرسي ماليزيا ايناس قنديل.

واكدوا أن جهل الشباب بالتوعية والابعاد الدينية والثقافية، يوقعهم في مشكلات، ربما تكون سبباً مباشراً للانفصال أو الدخول في حلقات من المشكلات الزوجية المتكررة.

 وذكر  ابوموسى أنّ جمعيته سعت من خلال تنفيذ هذا المشروع  لعقد 40 لقاءاً بهدف تحقيق قدر كبير من التوافق أو التكيف بين جيل الشباب المقبل على الزواج، إضافةً إلى عدم وجود التوعية الكافية بأهمية هذه البرامج من قبل الجهات المعنية .

وأوضح  النجار أنّ القصور الواضح في دور الأسرة  والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية، وعدم اهتمامها بتنمية المهارات الحياتية لدى أفرادها وإعدادهم لمرحلة الزواج ، كذلك القصور في مناهج التعليم؛ مبيناً أنّ هذه اللقاءات تعتبر إحدى الحلول المؤقتة لمواجهة هذا القصور، لكن من غير المتوقع أنّ يكون لمثل هذه اللقاءات تأثير كبير في التعامل مع مرحلة الزواج؛ لأنّ بناء حياة زوجية مستقرة ليس أمرا سهلاً، كما أنّ اكتساب حزمة المعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع هذه المرحلة في الحياة خلال لقاءات متعددة غير كاف على الإطلاق.

واكد ان مسؤلية التوعية والتأهيل لا تقتصر على جمعية اعمار بل بحاجة الى جهود كافة المؤسسات الحكومية والاهلية والمجتمعية.

من جانبه طالب طارق الاسطل أن تكون اللقاءات إلزامية على المقبلين على الزواج، مع عدم الاعتماد عليها كلياً، كحل وحيد في تهيئة الشباب والشابات لمرحلة الزواج، بل المطلوب  من المحكمة الشرعية توزيع نشرة تشمل كل التوصيات التى تفرزها ورشات العمل المتخصصة معتبراً هذه التوصيات؛  بناء ووقاية وعلاج، ولحاجة أبناء وبنات المجتمع لمثل هذه الأحكام والآداب وتعزيز المفاهيم الصحيحة، وتصحيح المعارف الخاطئة تجاه الزواج، ووقاية من الوقوع في الأخطاء؛ التي تقع عادةً بسبب خطأ التلقي أوانعدامه، وعلاج ذلك بإكسابهم مهارات التعامل مع المشكلات الزوجية والأسرية المحتملة.

 

وأشارت شاهين  إلى أنّ الأسر الغزية تواجه العديد من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية ودعت إلى الاهتمام بها وتوعيتها وإيجاد حلول لمشكلاتها، مضيفة: عندما زادت المشكلات كالطلاق والتفكك الأسري والعزلة الاجتماعية والعنف الأسري؛ دعا العلماء والمهتمين إلى تركيز الجهود لحماية الأسرة وتوعيتها وتثقيفها خصوصاً للمتزوجين والمقبلين على الزواج؛ لأنّ الأسرة تمثل اللبنة الأساسية للمجتمع، مبينة أثرها في التقليل من نسب الطلاق، ومعالجة المشكلات قبل وقوعها من خلال تدريب وتأهيل الأزواج في المجتمع؛ لأنها تزودهم بالمهارات والطرق التي يستطيعون من خلالها المحافظة على نقاء العلاقة الأسرية.

 

وتخلل الجلسة العديد من المداخلات لعدد من مخاتير ورجال الاصلاح وبعض القيادات النسوية اكدوا خلالها على ضرورة تكثيف اللقاءات المتخصصة فى موضوع تاهيل الازواج الشابة و نشر الوعي الاجتماعي وتوعية أفراد المجتمع بأفضل السبل لمواجهة المشكلات الاجتماعية، كإجراء ودعم وتشجيع الدراسات والبحوث التي تتناول الظواهر والمشكلات، وإعداد البرامج الوقائية للحد من المشكلات الاجتماعية، وضرورة  تضافر جهود ومبادرات المؤسسات والجمعيات ذات العلاقة بالمشكلة لتكثيف الوعي المجتمعي.

وقررت سكرتيرة الجلسة توثيق التوصيات ورفعها للجهات المختصة للعمل بها .

 

المصدر: خانيونس - وكالة قدس نت للأنباء -