ثورة 23 يوليو وانتفاضة الاقصى والقدس

بقلم: عباس الجمعة

من أكثر ما يميز اليوم هو تزامن ذكرى ثورة 23 يوليو مع تصاعد انتفاضة الاقصى والقدس بمواجهة الاحتلال الصهيوني ، حيث يجسد الدم الفلسطيني مقولة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، وما نراه اليوم ما بين ذكرى ثورة 23 يوليو التي انطلقت عام 1952 وما بين ثورة الغضب الفلسطيني في المسجد الاقصى والقدس وعموم الضفة الفلسطينية وفي قطاع غزة وفلسطين التاريخية واماكن اللجوء والشتات ، يؤكد ان القوى الامبريالية والصهيونية والاستعمارية والرجعية تحاول اجهاض ما حققته ثورة 23 يوليو وما حققه الشعب الفلسطيني وما تحققه قوى المقاومة على مستوى المنطقة ، الا ان ارادة الصمود والتحدي ستفشل هذه المخططات المعادية .

ان ثورة الغضب الفلسطيني التي تتزامن مع ذكرى ثورة 23 يوليو تلك الشعلة المضيئة التي يقودها شعبنا الفلسطينى فى كل ارجاء الوطن المحتل دفاعا عن المسجد الأقصى ورغم تعتيم اعلام البترودولار ورغم الصم والبكم من الحكام العرب الا أن دماء شباب فلسطين تؤكد بان لا سبيل لتحرير الارض والانسان الا عبر المقاومة الوطنية الشاملة اخذنا من اقوال جمال عبد الناصر وقادة الثورة الفلسطينية العمالقة وفي مقدمتهم الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات وابو العباس وابو علي مصطفى وعمر القاسم وسمير غوشة وكل الشهداء نبراسا للاستمرار في مسيرة الكفاح الوطني بمواجهة الاحتلال وقطعان مستوطنيه حتى تحقيق الانتصار .

لهذا نرى ان انتفاضة الشعب الفلسطيني اليوم في القدس والمسجد الاقصى جاءت لتحمي المجتمع الفلسطيني والشعوب العربية من آفة الفكر التكفيري الذي تم صناعته وتمويله امريكيا وصهيونيا ومن قبل الرجعية العربية، لنشر تعاليم الحقد والكراهية والقتل والظلامية، لإحباط أي أمل في إحياء مشروع عربي نهضوي وطني داعم لفلسطين القضية المركزية .

الشعب الفلسطيني يقاوم اليوم بصدوره العارية إغلاق بوابات المسجد الأقصى ومخططات الاحتلال في القدس ، وهذا يتطلب دعم صمود الشعب الفلسطيني ، لأن ما يجري في القدس أكبر من طاقة المقدسيين، وبدون خطة إستراتيجية شاملة لمجابهة المحتل يتشارك فيها كل مكونات المجتمع الفلسطيني سيفرض الاحتلال مخططاته، وخاصة ان هذا الصمت العربي يؤكد بأن هناك دول عربية وإقليمية ودولية تسعى لفرض صفقة ترتبط بشكل وثيق في نجاح الاحتلال بفرض إجراءاته ومخططاته.

وفي ظل هذه الاوضاع نرى المشهد السياسي الفلسطيني يستدعي من الجميع استثمار موقف الرئيس محمود عباس الذي اعلنه عقب اجتماع القيادة الفلسطينية من اجل عقد اجتماع مجلس مركزي والتمهيد لعقد مجلس وطني ووقف الاتصالات مع الاحتلال ، هذا يتطلب من كافة الفصائل والقوى العمل لتطبيق اتفاقات المصالحة وانهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية وحماية منظمة التحرير الفلسطينية ومشروعها الوطني ، حتى تبقى فلسطين هي البوصلة والقضية المركزية في الصراع ، وهي أمام منعطف خطير سيحدد إما ان يكون هناك شعب وهوية ووطن وإما يتم المشروع التصفوي للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ، لذلك لا بد من الخروج من منطق المصالح والايديولوجيات والحسابات الضيقة التي تطغى على المصلحة الوطنية والتوقف عن خطاب انشائي عن الثوابت الوطنية لأن المطلوب انجازات وطنية تتحقق على أرض الواقع.

ختاما ان انتفاضة شعبنا تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق أهدافها وما يقدمه شباب فلسطين في كافة ميادين المقاومة تحت راية فلسطين، وستظل دماء الشهداء تنير درب الحرية حتى استرداد حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة اي حقه في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

بقلم/ عباس دبوق الجمعة