بماذا رد عرفات حينما عرضت عليه إسرائيل إقامة كنيس بالأقصى؟

أكد الكاتب الفلسطيني ورئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم"عبد الباري عطوان، أن مخططات إسرائيل لنزع القدسية عن المسجد الأقصى وتهويديه، لفرض السيادة الكاملة عليه بدعوى دينية عبر الترويج لرواية إقامة جبل الهيكل، أفشلها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد رفضه فرض السيادة الإسرائيلية على باطن الأقصى إبان مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، بالإضافة لرفضه مشروع إقامة كنيس يهودي داخل باحات الأقصى عام 2001.

وقال عطوان عبر" قناته الخاصة على موقع يوتيوب" التي اطلعت عليها "وكالة قدس نت للأنباء"، تعقيباً على محاولات إسرائيلية لفرض وقائع جديدة في الأقصى إن "إسرائيل حاولت عام 2000 فرض السيادة على باطن المسجد الأقصى، بإملاء من رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت إيهود بارك، وبضغط أمريكي على الزعيم الراحل عرفات ".

وأضاف أن المخطط ركز آنذاك على أن تبقى السيادة للفلسطينيين فوق الأقصى فقط، لكن الرئيس عرفات رفض قائلاً لكلينتون "لو قبلت ستسير في جنازتي في اليوم التالي".

ونوه عطوان إلى أن القبول بسيادة اليهود على باطن الأقصى يعني تقويضه وأساساته.

وبشأن المخطط الإسرائيلي الآخر الذي حاولت إسرائيل فرضه على عرفات لنزع قدسية الأقصى، أكد عطوان أن وزير الخارجية التركي آنذاك إسماعيل جيم، كان الوسيط الذي استخدمته إسرائيل للضغط على عرفات.

وشدد على أن جيم وصل بطائرته إلى مطار غزة، يوم 26يناير 2001، وتوجه إلى مكتب الرئيس ياسر عرفات، يريد مقابلته منفرداً بعيداً عن مساعديه، لكن عرفات رفض، لأنه توقع خطورة المخطط الذي سيطرحه عليه جيم، واستطاع أن يحضر وزير العدل في ذلك الوقت فريح أبو مدين، ليكون شاهداً على الرواية.

وأضاف أن " جيم كان يريد موافقة عرفات على السماح بإقامة كنيس يهودي في ساحات الأقصى، حتى لو بمساحة أربعة أمتار على حد قوله، ليحمل الكنيس اسم "جبل الهيكل".

وأردف قائلاً "عرفات طلب المقابل، فكانت الإجابة أنه سيحصل على دولة فلسطينية كاملة السيادة، وستتدفق عليها المليارات، وستفتح لها العواصم العالمية".

ومضى قائلاً "فكان رد عرفات على جيم، الموافقة، فانفرجت أسارير جيم، معتقداً أنه أوقع عرفات بالمصيدة، لكن عرفات مباشرةً قرن الموافقة بشرط استفتاء الشعب التركي حول الأمر، فإن وافق، فسيوافق عرفات".

وتابع أن "جيم اكفهر وجهه بعد رد عرفات، فما كان منه إلا أن غارد والغبار خلفه إلى طائرته، محملاً بفشل ذريع".

ونوه عطوان إلى أن محاولات إسرائيل الجديدة بمخططاتها القديمة لفرض واقع جديد بالقدس عبر التغيرات الأخيرة بالأقصى منذ الرابع عشر من تموز/ يوليو الحالي بعد عملية الأقصى ، تهدف لقطع صلة مليار ونصف مليار مسلم بالمسجد الأقصى، لكن مقاومة الفلسطينيين وصمودهم ورباطهم كفيلة بأن تفشل كافة مخططات إسرائيل.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -