عقد المجلس التشريعي الفلسطيني، جلسةً طارئةً بشأن تطورات الأحداث في القدس المحتلة، صباح الخميس، بمقر المجلس، في مدينة غزة، بمشاركة نواب كتلة فتح البرلمانية، والنواب المُستقلين.
وأستهل افتتاحية الجلسة، النائب الأول لرئيس المجلس أحمد بحر، بالحديث عن الانجاز الذي حققه المقدسيون على الاحتلال، مُشيدًا بصمودهم، وثباتهم، وصمود المرجعيات الدينية في القدس من خلفهم.
وأكد بحر على رفضهم لكافة أشكال التطبع مع الاحتلال الإسرائيلي، ثقافيًا وأمنيًا..؛ مُعبرة عن رفضه للتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، "ومن يُصر على ذلك ليس منا ولا فينا".
وقال بحر : "شعبنا في كل مكان يجتمع اليوم، وما جمعهم هو انتماؤهم الوطني وحبهم لفلسطين ولمُقدساتهم وقُدسهم؛ مُرحبًا بمشاركة نواب فتح البرلمانية والمُستقلين في هذه الجلسة الهامة التي تبحث سبل مواجهة ما يحدث في القدس؛ مُتمنيًا أن تُشكل مدخلاً أساس لعودة ممارسة عمل المجلس في الضفة وغزة بشكلٍ موحد".
وأضاف : "نُطلق اليوم دعوة وطنية لإعادة الوحدة والتوافق الداخلي بين أبناء شعبنا؛ ونبدأ بتطبيق التفاهمات التي جرى في القاهرة وغزة والشاطئ، على أرضية وطنية، لمواجهة مخططات الاحتلال في المقدسات، وصياغة استراتيجية وطنية موحدة، لإدارة الصراع مع الاحتلال بصف وطني مُتراص".
وتقدم بحر بالشكر لكل من وقف مع المجلس مُساندًا ومؤازرًا؛ مُشيرًا إلى أن مُعادلة الصمود والمقاومة ستقلب موازين الاحتلال في المرحلة القادمة، ومخطط الاحتلال العنصري، وإقامة هيكلة المزعوم، وسيندحر قريبًا عن الأرض الفلسطينية.
زيادة المُخططات بالقدس
بدوره، قدم مُقرر ملف القدس في المجلس النائب أبو حلبية، تقريرًا أوضح في الواقع في القدس إلى أن وصل، وداخل ومُحيط المسجد الأقصى؛ مؤكدًا أن العام الحالي شهد زيادة كبيرة في عدد الاقتحامات من قبل قطعان المستوطنين، في مقابل زيادة في أعداد المرابطين والمُرابطات في المسجد الأقصى، وقيام الاحتلال بطردهم وإبعادهم عن المسجد.
وأوضح أبو حلبية، إلى أن حفريات الاحتلال في تزايد، أسفل الأقصى، وبلدة سلوان؛ فيما زادت نسبة مصادرة الأراضي، وهدم منازل المقدسيين؛ مُشيرًا إلى أن الاحتلال يوظف الهدم والمُصادرة لتغير واقع القدس لصالح اليهود، وتنفيذ مُخطط القدس الكبرى على مساحة 600 كيلومتر مربع لإسكان اليهود.
وشدد على أن ما يحدثُ، لن يُغير شيئًا في واقع القدس، بل سيزيد شعبنا إصرارًا وثباتًا، ومكافحة كل محاولات طمس معالم وهوية المدينة، واستحداث التاريخي اليهودي المُزيف؛ موجهًا التحية للمرجعيات الدينية في القدس على وقفتهم، ولأهل القدس المُستمرين في صمودهم بظل العدوان المتواصل وندعوهم لاستمرار في المواجهة حتى ينصاع اليهود لهم.
ودعا أبو حلبية للاستمرار في المسيرات، والفصائل للوحدة وإنهاء الانقسام؛ مُطالبًا السلطة الفلسطينية لوقف التعاون الأمني والتنسيق مع الاحتلال.
ثوابت راسخة
من جانبه، شدد النائب عن كتلة التغيير والإصلاح محمود، على أن ثوابت شعبنا راسخة ولا تتغير في زمان أو مكان هي الأرض كل الأرض التي احتلت منذ عام 48، لا نتنازل عن شبر واحد منها ما حيينا أبدًا، ثابت كجبال القدس لا يتبدل ولا يتغير.
وتابع الزهار : "من يقول فصل غزة عن الضفة هو لا يقول الحقيقة، بل يحاول خداع الشعب ويخون الواقع، ولن نتنازل عن شبر واحد من فلسطين التي احتلت عام 48".
وأستطرد: "من ثوابتنا المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي جزء من عقيدتنا وتاريخنا ومستقبل التحرير"؛ مُشددًا على أن شعبنا في أي مكان كان هو صاحب فلسطين شرعًا وتاريخًا وحاضرًا ومستقبلاً ولا مكان لمستوطن مهما كانت قوته أن يملك ذرة من الأرض الفلسطينية".
وأكد الزهار أن إرادة الشعب الفلسطيني التي تمثلت في المسجد الاقصى وحوله، وممن خرجوا بالشوارع في غزة والضفة وأراضي الـ 48 وتصدوا للاحتلال بصدورهم، تؤشر إلى المعركة القادمة؛ مُعبرًا عن تقديره لمواقف الشعوب العربية والأحزاب والشخصيات والهيئات التي ساندتنا واعلنت موقفها الاخلاقي الداعم للأقصى.
وأشار إلى أن موافقة الاحتلال على ضم أي مستوطنات للقدس تحت اسم القدس الكبرى لا تعني لنا اي شيء لأننا لا نسعى لتحرير القدس فقط ولكن لتحرير فلسطين كل فلسطين.
وحث على ضرورة إدانة التنسيق الأمني مع الاحتلال؛ داعيًا الرئيس عباس وقيادته أن توقف التعاون مع الاحتلال، ودراسة ملف تعاون هؤلاء مع المحتلين، "حسب قوله".
ودعا الزهار لتنفيذ اتفاق القاهرة الذي يدعو لعقد انتخابات عامة، كما وجه دعوة للفصائل لدراسة تشكيل جبهة وطنية تواجه مؤامرات العدو ضد القدس والاقصى.
من ناحيته، دعا النائب عن كتلة فتح البرلمانية المجلس، الرئيس أبو مازن لتطبيق قرارات المركزية بشكلٍ كامل؛ متمنيًا من المجلس تبني مُقترحات عدة قدمها النائب محمد دحلان، لإنهاء الانقسام وتعزيز صمود شعبنا، خاصة في القدس.
يتبع..