أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن معركة القدس لم تنتهي بعد، وما جرى في هو انتصار، وصفحة تاريخية.
وقال هنية، خلال كلمة مُتلفزة له، مساء الخميس، : "ما جرى خلال الأسبوعين في القدس كان معركة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، معركة في الميدان والسياسية والحقوق والشرعيات وفي ميدان المقاومة والجهاد".
وأضاف هنية : "شعبنا وفي القلب منه أهلنا المرابطون الثابتون العظماء في القدس، و ف أراضي الـ 48 خاضوا المعركة على كل الجبهات ، مُستعينين بوحدة الصف، وعنفوان الرباط وعمليات المقاومة، حتى انتصروا على المُحتل.
وتابع : "اليوم نقول أن الاحتلال يجر أذيال الهزيمة عندما ازال البوابات الإلكترونية، والكاميرات، والجسور؛ فهو يُزيل الوهم في إمكانية السيطرة على الأقصى، وتركيع الشعب، وإمكانية بقائه على الأرض المُباركة".
وأستطرد هنية : "انتصر أهل القدس وأمتنا وأحرار العالم على كل الجبهات في هذه المعركة"؛ موجهًا تحية الفخر للمُرابطين في القدس، وساحات المسجد الأقصى، وأكنافه.
وأكد أن ما جرى يُمثل صفحة مُشرقة في تاريخ الشعب والأمة؛ مُضيفًا : "أهل القُدس كبارًا وصغارًا كانوا على مستوى شرف المكان والزمان، وأي شرف من شرف الأقصى والرباط والاستشهاد فيه؛ فشرف الزمان في ظل الاختلالات الحادثة في الأمة، كنان أهل القدس الأمل والبوصلة الصحيحة خلال العمل البطولي والجهاد المبارك.
استلهام الدروس
وشدد هنية، على أهمية استلهام الدروس العميقة والعظيمة من خلال المعركة والنصر العزيز الذي حققه أبناء شعبنا في القدس، أولها: "شعبنا رغم اختلال موازين القوى والظروف الصعبة التي تعيشها ساحتنا الفلسطينية والعربية، قادر أن ينتزع حقوقه، وتأكيد الأحقية التاريخية لأمتنا في الأقصى، وقادرٌ على انتزاع حقه بكامل القدس".
وتابع : "نحن نمتلك عناصر قوة، ونحدث التوازن مع الاحتلال، فلدينا مخزون كرامة وإيمان، والإصرار والتحدي والقدرة على إحداث التغيرات"؛ مُشيرًا إلى أن المقاومة الشعبية والمسلحة تسير في خط متوازي لمواجهة مخططات الاحتلال.
وأكد هنية، أن الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تتحلى في المواجهة مع الاحتلال، هي أحد عناصر قوة شعبنا؛ والعمل الوطني المُشترك، في القدس والذي احتضنته الفصائل، لدليل أن الوحدة رافعة، وقادرون من خلال وحدتنا وتماسكنا وتوحد صفنا الداخلي أن نستعيج حقوقنا ونفرض معادلات جديدة لإدارة الصراع.
وعي المقدسيين
وجدد هنية تأكيده، على ضرورة اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، لوضع التوجهات العامة التي تحكم مسار عملنا الفلسطيني بعد الانتصار، الذي حققه شعبنا.
ولفت إلى أن قضية القدس تمُثل الصاعق المستمر الذي يُفجر الغضب في وجه الاحتلال، "نرفعها وترفعنا، ننقذها وتنقذنا"؛ فالقدس شرارة الانتفاضة، وهي التي تحرك عوامل الثبات؛ مؤكدًا أنها عاصمة ارضنا الفلسطينية ودولتنا من بحرها لنهرها.
وشدد هنية على أن معركة شعبنا واحدة، ولن يسمحوا بإسقاط نصف شعبنا في الخارج من مُعادلة التحرير؛ مؤكدًا أنهم ماضون في طريق تحرير كل فلسطين وعودة شعبنا من المنافي.
وطالب من أبناء الأمة للاستمرار في توفير الدعم لأهلنا داخل القدس، والاسناد على كل الصُعد، من أجل تثبيت أهلنا، وتخفيف معاناتهم، ومواجهة مخططات العدو؛ "فلدينا مخزون هائل من إمكانيات الأمة، فنحن اجدر من غيرينا أن نتقدم نحو توفير كل الدعم لأهل القدس".
وقال هنية : "نقف اليوم أمام صفحة ثبت أهلنا بالقدس، الذين كانوا كانوا على وعي تام بما يحري جولهم ومعهم؛ رغم محاولات الالتفاف على المطالب، فكانوا على مستوى عالي من الوعي لطبيعة المحاولات، ولم يسمحوا لكان من كان بتمرير أي شيء يضر بمطالبنا".
ووجه هنية التحية للمرجعيات الإسلامية داخل القدس، والتي شكلت إطار ناظم للتحركات، وعلى وقعها تحرك شعبنا في البداية والنهاية؛ لافتًا إلى أن الوحدة التي تجلت بين أبناء شعبنا مُسلمين ومسيحين، تُدلل على وحدة الهدف والمصير؛ ونضم صوتنا لصوت المرجعيات لأهل القدس والضفة والداخل كل من يتمكن للوصول للمسجد لأداء صلاة العصر.