انتصار المقدسيين رسالة لطرفي الانقسام بان القدس بحاجة للتوحد

صمد أهل القدس في وجه آلة الحرب و الدمار الإسرائيلية،وذلك في رسالة تحد واضح بأن المسجد الأقصى المبارك لا يترك وحده، وأن كل الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق المسجد الأقصى المبارك مصيرها الزوال ويبقي صوت الآذان يعلوا ويعلوا.

انتصر أهل القدس برباطهم وبصمودهم وصبرهم و توحدهم في وجه مخططات الإحتلال التي كانت تهدف لجعل التقسيم الزمانى و المكاني واقعا على ارض القدس،، انتصر أهل القدس في رسالة واضحة لطرفي الانقسام بان يتوحدوا من اجل مواجهة المحتل يد واحدة.

نزعت الكاميرات الكاشفة للعورات، وتهاوت الجسور وتحطمت البوابات الإلكترونية، وبقي أهل القدس صادمين وهم يدخلون من أبواب المسجد الأقصى لآداء صلاة العصر مكبرين ومهللين فاتحين وفرحين بهذا النصر، و حول هذا النصر رأت قطاعات فلسطينية مختلفة وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، بأن هذا الإنجاز يجب استثماره نحو إنهاء الانقسام و استعادة الوحدة الوطنية.

وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب حول النصر المقدسي:" ان معركة القدس وكسر إرادة الاحتلال وإجباره على إزالة البوابات الالكترونية أثبتت أن الشعب الفلسطيني لديه مخزون كفاحي وبإمكانه الحفاظ على بقاء قضيته حيه على جدول أعمال العالم وانه لا استقرار في لمنطقة إلا بنيل الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين ".

 كذلك حذر العوض من الالتفاف الإسرائيلي على هذا الإنجاز بقوله:" ورغم هذا الانجاز المتمثل بإزالة البوابات علينا الانتباه والحذر من مناورات الاحتلال ومحاولات الالتفاف وإفراغ أي انجاز من مضمونه .

وفى معرض رده على سؤال حول استثمار هذا النصر في الوحدة الفلسطينية و إنهاء الانقسام ذكر العوض،أن تناغم الوحدة الميدانية والفعل الكفاحي دفاعا عن القدس والأقصى مع الحراك السياسي الفلسطيني على مختلف المستويات وقرار القيادة بقطع كل أشكال الاتصالات كل هذا يؤكد أن لدى شعبنا أوراق إذا أحسن استخدامها يمكنه أن يحقق الانجازات ، وبدون شك فان إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة يمثل أهم واكبر الأوراق قوة الأمر الذي يتطلب الإقلاع عن التسويف والمماطلة بإغلاق هذا الملف فورا.

هذا واحتفل أهالي مدينة القدس والمرابطين، اليوم الخميس، بالانتصار الذي حققوه بصمودهم الذي جعل الاحتلال الإسرائيلي يلغي كافة الإجراءات التي قام بها من بوابات وكاميرات.

وأكدت مصادر محلية، أن المرابطين احتفلوا على بوابات المسجد بعد إزالة الاحتلال للكاميرات وإلغاؤه كافة الإجراءات التي اتخذها خلال الأيام الماضية، فيما قمعت قوات الاحتلال عشرات الاف المصليين الدين دخلوا المسجد المبارك، ما خلف عشرات الاصابات، في محاولة لتنغيص فرحة المقدسيين بالعودة الى مسجدهم.

ما تحقق نصر مقدسي بإمتياز

كذلك عقب الكاتب و المحلل السياسي راسم عبيدات على ما تحقق من نصر بالقدس قائلا " ما حدث في قضية العدوان على الأقصى وما تحقق من صمود توج بالنصر ما كان له ان يكون لولا توفر شروط وعوامل هذا لانتصار وفي المقدمة منها وحدة الحلقة المقدسية بكل مكوناتها ومركباتها الوطنية والدينية والمجتمعية والشعبية.

وأضاف عبيدات وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، وكذلك وحدة القرار والزخم الشعبي الكبير واستمراريته في هذه المعركة،وكذلك الثبات والصمود على الهدف في إطاره التكتيكي ازالة كل التعديات والعدوان والتغيرات التي طالت الأقصى بعد العملية التي جرت في محيط المسجد الأقصى في 14/7/2017،والتي حاول المحتل حتى اللحظة الأخيرة المساومة فيها،من خلال نزع البوابات الألكترونية والإبقاء على الكاميرات الذكية والجسور والأعمدة الحديدية التي نصبها،.

مواصلا حديثه،ولكن تلك المساومة فشلت،حيث كان رهان المحتل على شق واختراق الموقف المقدسي،متوهماً بأن المرجعيات الدينية قد يحدث بينها شرخ،او الجماهير الشعبية او المكونات الوطنية والسياسية،ولكن قضية الأقصى كانت فوق كل الخلافات وفوق كل الفئويات والحزبيات،ولذلك كان النصر مقدسي شعبي وطني ديني بإمتياز.

انتصر الفلسطينيون

وحول أبعاد هذا الحراك وما تحقق من نصر والثبات على هوية القدس الإسلامية قال الدكتور وجيه أبو ظريفة المحلل السياسي لشبكة السياسات الفلسطينية:" انتصرت القدس ،انتصر الفلسطينيون وحسمت مرة وللأبد هوية الاقصى العربية الفلسطينية الإسلامية ، كنا واثقين من ذلك من اللحظات الأولى لأننا نعرف قدرات شعبنا والشعوب دوما تنتصر ، لنا الفخر وحقنا بالفرح بالانتصار على طريق التحرير".

وأضاف أبو ظريفة، منذ اللحظات الأولى التي قررت فيها حكومة نتياهو الفاشية وضع منظومة للتحكم الأمنى على أبواب المسجد الاقصى كان واضحا ان هذه الإجراءات ليست مجرد اجراءات أمنية او تنظيمية بل كانت اجراءات سياسية ذات طابع سيادي تهدف الى فرض السيادة المطلقة على المسجد الاقصى تمهيدا لتقسيمه زمانيا ومكانيا بين المسلمين والمستوطنين اليهود .

وأشار أبو ظريفة وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، إلى أن الجميع ادرك مخاطر هذه الأجرآت ولكن المقدسيون سبقوا الجميع فى التحرك والاحتجاج رفضا لها وكان قرار رفض الدخول للمسجد الاقصى وإقامة الصلاة على ابوابه وفى الطرقات قرارا ذكيا وجريئا فتحولت الصلوات الى مظاهرات واعتصامات ضخمة اكدت ان الشعب الفلسطيني لن يقبل الا بازالة كل ما تم وضعه من اجهزة ومعدات على أبواب الاقصى.

نوه ان معركة القدس شكلت نموذجا للتلاحم الشعبى فجمعت الفلسطينين فى كل مكان تحت شعار واحد هو الانتصار للقدس والمسجد الاقصى ورفعت مستوى الفعل ألشعبى الموحد فى القدس والجليل والمثلث والنقب وغزة والضفة الفلسطينية والشتات ووحدت الخطاب السياسي بين كل الفرقاء فتلاحمت قرارات القيادة الفلسطينية مع توجهات الأحزاب والقوى السياسية المختلفة وأصبح خصوم الامس يرفعون نفس الشعارات ويقومون بنفس المظاهرات وتحولت قلوب الفلسطينيين نحو حسم المعركة والانتصار فيها مهما كانت التكاليف.

دخول المسلمين من كافة أبواب المسجد

هذا و أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في فلسطين عكرمة صبري، أن انتصار القدس ما هو إلا انتصاراً جزئياً، لتمثله في الانتصار على مستوى قضية واحدة وهى إزالة الاحتلال للبوابات الإلكترونية والجسور والكاميرات من على ابواب المسجد الاقصى المبارك.

وأوضح صبري لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، أن الانتصار الكامل يتمثل فعلياً بإزالة كل ما اقامه الاحتلال منذ عام 1967، بإعادة مفاتيح باب المغاربة، وكذلك دخول المسلمين من كافة أبواب المسجد.

وأزالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس، الممرات والجسور الحديدية من ساحة باب الأسباط قرب المسجد الأقصى المبارك، والتي نصبتها بهدف تعليق كاميرات ذكية عليها.

من جهتها، قالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن إزالة هذه الجسور والممرات جاءت بعد طلب الأوقاف والمرجعيات الدينية.

وكانت المرجعيات الدينية في القدس أكدت، اليوم الخميس، أنه سيتم دخول المسجد الأقصى اليوم مع صلاة العصر، داعية المصلين للتجمع قبل الصلاة للدخول، بعد رضوخ الاحتلال وقيامه بإزالة كل ما تم تركيبه من جسور وبوابات وكاميرات ذكية.

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -