كشف تقرير للقناة العبرية الثانية الليلة، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عرض على المبعوثين الأميركيين، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، ضم مستوطنات في الضفة الغربية لإسرائيل مقابل منح بلدات في منطقة وادي عارة (المثلث) للسلطة الوطنية الفلسطينية، كجزءٍ من اتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين
وبحسب ما ذكره الصحافي "عاميت سيجال" في القناة الثانية، فقد استغل نتنياهو الأزمة الدبلوماسية مع الأردن والاحتقان في القدس، ليتوجه لمسؤولين أمريكيين ومبعوثي الرئيس دونالد ترامب ليناقش معهم فكرة ضم مستوطنات "غوش عتصيون" في الضفة الغربية الى اسرائيل مقابل نقل السيادة على منطقة وادي عارة ومدينة أم الفحم الى السلطة الفلسطينية ضمن أي حل سلمي مستقبلي.
وهذه هي أول مرة يصدر عن نتنياهو طرح هذه الفكرة، التي أصلا كانت شعارا انتخابيا رفعه وزير الجيش الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتينو"، والذي كان في أكثر من مرة قد دعا للتنازل عن أم الفحم للفلسطينيين مقابل ضم المستوطنات اليهودية ضمن أي اتفاق سلام مستقبلي.
وحسب التقرير، يأتي هذا التسريب لعرض نتنياهو للأمريكيين ضمن محاولاته لحل القضية الفلسطينية، في أعقاب المشاهد من جنازة الشهداء الفحماويين الثلاثة الذين نفذوا "عملية الأقصى" في 14 تموز/ يوليو الجاري، والتي أطلقت العنان لموجة الاحتجاجات الأخيرة في المسجد الأقصى والقدس.
ووفق للتقرير، فقد بارك ليبرمان هذا الاقتراح، معتبرا من جهته أن هذا هو الحل المستقبلي الوحيد للوصول إلى اتفاقية سلام مع الطرف الفلسطيني.
في حين، هاجم هذا الاقتراح النائب في القائمة المشتركة يوسف جبارين، الذي قال: "إن نتنياهو يرتكب عبر هذا الاقتراح جريمتين، الأولى هي "ترانسفير" قسري، لمواطني وادي عارة، والثانية ضم مستوطنات غير قانونية، وأن نتنياهو لا يوفر فرصة، لنزع الشرعية عن المواطنين العرب."
وسلّمت في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء، الشرطة الإسرائيلية، جثامين الشهداء الفحماويين الثلاثة لمواراتها الثرى، بقرار من المحكمة العليا، التي ألزمت الشرطة بتسليمها بعد مماطلة. وشارك الآلاف من سكان المدينة في الجنازة التي تحوّلت الى نوع من المظاهرة الشعبية على خلفية الأحداث في المسجد الأقصى.
والشهداء هم: محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما) ومحمد حامد عبداللطيف جبارين (19 عاما) و محمد أحمد جبارين (19 عاما)، ونفذوا عملية اطلاق نار قتل فهيا الشرطيين الاسرائيليين، كميل شكيب شنان وهايل سيتاوي، في محيط المسجد الاقصى، واستشهدوا في المكان بنيران الشرطة الإسرائيلية أيضا.
وعبّر ليبرمان في أكثر من مناسبة عن رغبته بالانفصال عن الفلسطينيين، وأشار الى أنه "ما من سبب بأن يبقى مواطنو مدينة ام الفحم العربية الذين يعتبرون انفسهم فلسطينيين، مواطنين في دولة إسرائيل". وأكد ليبرمان ان المبدأ الأساسي للتوصل الى تسوية هو تبادل الأراضي والسكان وليس الأرض مقابل السلام.