مع تصاعد أزمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بملفات الفساد التي تلاحقه، وإخفاقه في إدارة أزمة الأقصى وخروجه مهزوماً، يحاول البحث عن مخرج وهو يتطلع إلى رئاسة خامسة لحكومة إسرائيل في انتخابات برلمانية قادمة، ليبرز التساؤل حول خيارات نتنياهو القادمة للخروج من أزمته؟ ما العقوبات التي ستحاول إسرائيل فرضها على الرئيس محمود عباس عقب وقفه للتنسيق الأمني احتجاجاً على إجراءات إسرائيل بالأقصى؟ هل يهرب نتنياهو إلى الأمام باتجاه الحرب ؟
خيارات نتنياهو ..
يقول الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات حول خيارات نتنياهو القادمة للانتقام من الانتصار المقدسيين في معركة الأقصى الأخيرة إن "نتنياهو سيلجأ إلى خطوتين، سيعمد في خطوته الأولى لتعزيز السيطرة على مدينة القدس بتوسيع مساحتها لتصبح 10% من مساحة الضفة الغربية، من خلال ضمه الكتل الاستيطانية الضخمة من منطقة غوش عتصيون في الجنوب الغربي حتى معاليه أدوميم وجفعات زئيف في الشمال الشرقي".
ونوه عبيدات في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن ضم المستوطنات الكبرى سيضيف لمساحة القدس 150 ألف مستوطن، ويخرج 100 ألف عربي بعد مقترحات بإخراج القرى العربية خارج الجدار مثل كفر عقب ومخيم شعفاط، بالإضافة للسعي لإخراج الأحياء العربية ذات الكثافة السكانية العالية كجبل المكبر وصور باهر وشعفاط وبيت حنينا، لتحقيق القدس الموحدة غير قابلة للتقسيم ذات الأغلبية اليهودية".
وشدد عبيدات على أن هبة القدس الأخيرة أثبتت فشل كل مشاريع الاحتلال على أرض الواقع أمام تصدي المقدسيين لها .
أما الخطوة الثانية التي يجري بحثها السعي للتخلص من المثلث ومقايضته بأي اتفاقية أو مفاوضات لاحقة، لضمه لحدود الدولة الفلسطينية مع مقايضتها بمستوطنات الكبرى في الضفة الغربية.
من جهته يؤكد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله أن "دعم نتنياهو لتنفيذ خطة إعدام منفذي العمليات الفدائية وتوسيع الاستيطان في القدس، وحديثها عن القدس الموحدة، بالإضافة لبحثها خيار ضم المثلث في الداخل لحدود الدولة الفلسطينية في أي تسوية قادمة مع الفلسطينيين، يأتي كنوع من استرضاء اليمين لا أكثر".
وشدد عطالله في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن نتنياهو شعر بالهزيمة عقب إخفاقه في معركة الأقصى وفرض وقائع جديدة، بالإضافة لمسيرة التشيع الكبرى في أم الفحم جعلته يفكر في الخيارات آنفه السبق للخروج من مآزقه.
عقاب السلطة....لن يؤدي لانهيارها
وبشأن الحديث عن عقوبات ستطال الرئيس محمود عباس لاتخاذه خطوة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بسبب اجراءاتها في الأقصى أكد عطالله أن إسرائيل تبحث دائماً عن كبش فداء تحاول أن تلصق به هزيمتها.
وتساؤل قائلاً "هل كانت إسرائيل ستنتصر على الفلسطينيين في الأقصى، وتدخل الرئيس عباس هزمها؟".
ومضى متسائلا " هل تعتقد إسرائيل أن الرئيس محمود عباس سينفذ قراراتها وكأنها ضمن مهامه؟، مستدركاً هذا فهم خاطئ لمهامه لن يدفع الفلسطينين ثمنه".
ونوه أن السبب في هزيمة إسرائيل القرارات الإسرائيلية المضطربة والمرتبكة، ومحاولةً تحميله سبب فشلها وعجزها".
أما عبيدات استبعد أن تفرض إسرائيل عقوبات على السلطة تؤدي لانهيارها، معللاً الأمر بأن استمرار السلطة يخدم الاحتلال باتجاه منع تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
ونوه إلى أن الرئيس قام بخطوة تجميد العقوبات وكان يشترط إزالة المسببات بعودة الأوضاع لما قبل 14 من تموز الحالي.
وأكد أن العقوبات التي ستقع على السلطة لن تتخطى سحب بطاقات vip، لكبار الشخصيات، بالإضافة لمنع الرئيس محمود عباس من السفر للخارج، واحتجاز عوائد الضرائب الفلسطينية.
خيار الحرب
وفيما يتعلق بخيار الذهاب نحو حرب باتجاه الشمال مع حزب الله أو باتجاه الجنوب مع غزة أكد عبيدات أن "الحرب القادمة ستكون مع حزب الله، وبخاصة بعد الرسالة التي أرسلها لإسرائيل عبر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل بأنه حال أي تدخل عسكري إسرائيلي في شمال لبنان سيطال كل بقعة في أرض فلسطيني التاريخية ".
ونوه إلى أن الحرب القادمة التي تجري إسرائيل استعدادها لها وحشد قواتها ستكون باتجاه منع تصاعد قوة حزب الله، التي يسعى الحزب أن تكون ليست فقط دفاعية بل باتجاه اقتحامه لمنطقة الجليل مع دولة الاحتلال.
من جهته يشدد عطالله على أن نتنياهو مضطرب حالياً نتيجة ملفات الفساد التي تلاحقه، منوهاً أن كافة الخيارات مفتوحه أمامه للهروب من أزماته.