بسم الله الرحمن الرحيم
نظرت في عيونها المنهكة من شدة البكاء والحزن
قلت لها ما بك يا أمنا الغالية
أجابتني بصوت حزين إنهم أبناؤنا الذين رحلوا ، إنه دم أبناؤنا الذي نزف ، إنها عذابات سنين دفع ثمنها أبناؤنا من آلامهم ودمهم ، إنه جرح نازف يا ولدي ،
إنه الجرح عميق والدم مازال ينزف ، ودم الأحرار ليس للمساومة وليس له ثمن إلا القصاص وإعادة الكرامة ، وأكملت حديثها بشجن وهي تبكي قائلة بيكفي مهزلة ، فليأخذوا كل أموالهم وليرحلوا فدم الشهداء وعذاباتنا لن تكون سلعة أبدا ، إنها أشجان وطن يا بني ،
رأيته عابسا حزينا كأن كل هموم الدنيا فوق رأسه ،
قلت له ما بك يا صديقي
أجابني والحزن في عينيه قائلا لقد باعونا يا صديقي ، تاجروا بنا ، يظنون أننا مجرد سلعة يحددون لها ثمن ،
نخشى يا صديقي أن يدفعوننا ثمن مصالحتهم ومصالحهم كما دفعوننا ثمن انقسامهم وخلافاتهم ،
نظرت مليا إلي صديقي الجريح ، وفكرت وفكرت فلم أجد كلمة أقولها إلا ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، إنها أشجان وطن لا تنتهي يا صديقي ،
رأيته شاحب الوجه مستاء حزين ،
فسألته ما بك يا مناضل فأجابني والألم يعتصر قلبه أتمزق ألما حينما أري هؤلاء الأوباش المحسوبين علي شعبنا قيادات غصبا عنه ، وهم خلف الميكروفون ويصرحون تصريحات تدلل أنهم منفصلين تماما عن واقع وآلام شعبهم ، فمجرد ظهورهم والاستماع لأحاديثهم ، تشعر المواطن بالاشمئزاز ، فحديثهم يؤكد أنهم مجرد تجار وسماسرة وليس قيادات ، يعتبرون كل شئ سلعة حتي المواطن وآلامه ، فهم كاذبون ويعلمون جيدا انهم كاذبون ويعرفون جيدا ان الشعب يعرف انهم كاذبون ، ورغم ذلك يستمرون بكذبهم ووقاحتهم ،
فنظرت اليه بألم ، وقلت له لا ادري أي بشر هؤلاء وبأي دين يدينون ، فعلا إنهم أوباش المرحلة البائسة وأدوات فاسدة رخيصة وفاشلة ، وإنها أشجان وطن لا تنتهي يا مناضل ،
علي قبر أبناءها الشهداء رأيتها تحتضن القبر وتبكي وصوت نحيب بكاءها وأنين حرقة قلبها تدوي بين صمت القبور ،
وقفت أمامها ، فرفعت رأسها ونظرت ناحيتي ، وتنهدت ، فهممت بالحديث إليها علني أخفف عنها الم فراق احبة تحت التراب ، ذهبوا الي بارئهم برصاصات اخوة غدروا بهم و طعنوهم بالظهر ، وحين نظرت الي عينيها الشاحبتان المرهقتان من شدة الدمع الذي ذرفته ، حينها توقف كل الكلام ، شعرت أن كل كلام الدنيا لن يمسح دمعة من عيونها ، ولن يخفف عنها الألم والجرح العميق ،
قالت لي بصوتها الضعيف إجلس يا بني وادعوا الله بالرحمة لأعزاء يرقدون تحت التراب ، وادعوا القادر الجبار ان ينتقم ممن كان سببا برحيلهم وأغرقنا بآلامنا وجراحنا ،
وأكملت حديثها بشجن وقالت لي يا بني كيف أسامح ، وكيف أستطيع أن أعفوا وأغفر ، هل هذا يرضي الوطن يا بني انها أشجان وطن لا تنسي،
آه يا وطن ، أشجانك تزيد وأحزانك تكبر ، فهل تصل آهات آلامك وقهرك إلي قيادات هذه المرحلة
فلننتظر يا وطن فلتنتظر ،
يكتبها حازم عبد الله سلامة أبو المعتصم
hazemslamagmail.com
3172017
وانتظرونا في حازميات 3