المناضل معن بشور يحمل الهم الوطني والقومي بارادة وعزيمة لا تلين

بقلم: عباس الجمعة

معن بشور، هذا أسم قريب وعزيز على المناضلين الفلسطينيين والعرب ومحبي السلام والحرية في العالم، فسيرته الكفاحية الملهمة وتضحياته الكبيرة، ما زالت، لحد الآن ، معينا لا ينضب لإلهام كل الوطنيين والقوميين الساعين لإنجاز الحرية والديمقراطية وللنهضة العربية وفلسطين .

كما هو معلوم ان حركات التحرر يوقدها عظماء وتضيئها عقول وتتكئ على قامات كبيرة ترسم بالنور زمنا قادما بالقرون ، وهنا اتوقف لاقول ان معن بشور شكل تحالف المقاومة الفلسطينية بشكل عام مع الحركة الوطنية اللبنانية وخاصة بعد الخروج من الاردن عام 1970 ، وفي مواجهة القوى الانعزالية انذاك عام 1975 ، سعى لحماية الثورة الفلسطينية ، ولحماية المخيمات الفلسطينية من التهجير والترانسفير، وكان المناضل معن بشورمدركًا أن هذه الحرب لها طابع طائفي وطبقي؛ فكان يشدد دومًا على وحدة الموقف القومي.

إنه لمن دواعي سروري بانني تعرفت على المناضل معن بشور منذ سنوات ، حيث ان هذا المناضل لا يكل ولا يمل قضية فلسطين هي الاساس في تحركاته ونشاطاته كما في قضايا العرب القومية ، فكيف وهو ابن مدرسة النهضة العربية ، هو من حمل فكر القومية العربية منذ شبابه وكان رفيق ميشال عفلق ، هو المؤسس لتجمع اللجان والروابط الشعبية ، والحملة الاهلية لنصرة فلسطين والعراق واللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني ، وهو رئيس المركز العربي الدولي للتواصل ، احب فكر سعادة ، وآمن بفكر جمال عبد النصر ما اخذ بالقوة لا يسترد بعير القوة ، مؤمنا بأن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي الصهيوني ، وهي القضية المركزية للجماهير العربية ، يسعى الى عقد المؤتمرات القومية والمنتديات الدولية لدعم خيار المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة ، فهو قائد ومناضل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، بل هو تجسيد لكل أشكال البطولة والتحدي وقيمه النضالية العظيمة ، لقد منح زهرة شبابه دون هفوات الشهوات بحثا عن حرية الإنسان ، فهو القابض على الجمر ، بل هو سيرة من صفحات التاريخ الناصع ومفخرة لشعبنا الصامد ، ولكل المناضلين والاحرار ـ، شارك في مسيرة الثورة الفلسطينية جنبا الى جنب مع الشهداء القادة الرئيس الرمز ياسر عرفات وجورج حبش وابو العباس وابو علي مصطفى وعبد الرحيم احمد ، عمل بكل جهد من اجل التقرب بين الفصائل الفلسطينية وما زال ، سعى بكل جهد ونضال متواصل مع رفاقه لاعلاء راية المقاومة الوطنية اللبنانية ، كان مؤمنا بان الخلاف لا يفسد للود قضية.

معن بشور قضية متعددة الاوجه ،وتجربة قومية رائدة وضع من خلالها بصمات تاريخية من خلال مواقفه الرائدة بانتمائه العريق لفلسطين ، هذا المناضل الذي كرس حياته كلها من اجل القضايا القومية ومن اجل القضية الفلسطينية ورسم من خلال مواقفه تاريخ يتعلم منه الاجيال القادمة منهجا جديدا كيف يجسد الاجيال القادمة حبهم لامتهم فاصبح مثالا يحتذى به.

فالكتابة هنا تظهر بالكلمات لملحمة نضالية خاض غمارها الاستاذ معن بشور اطال الله في عمره واسس شكلا ونموذجا حيا تدمج القول بالممارسة بل تاخذ الكلمات عن هذا المناضل طابع اصيل تنحني الكلمات له بكل اجلال واكبار ،فنحن هنا ليس بصدد مجاملة بحق مناضل عريق بل نحن امام قائد قومي ظل صامد رغم كل الظروف .

لقد سعى المناضل معن بشور على ربط الفكر الوطني بالقومي من خلال منح القضية القومية موقعها الأساسي والمركزي في تفكيره، وأنه لا إمكانية لتحرير فلسطين، ولا لتحقيق الاستقلال العربي ، ولا القيام بنهضة عربية، إلا بعمل قومي شامل، وبحركة قومية عربية جديدة، حيث جسد بتراثه الفكري ونضاله الوطني والقومي، هذه المهمة باعتبارها غاية في الأهمية.

لهذا لا بد ونحن نرى بالمناضل معن بشور رجل الحركة الفاعلة في مواجهة الجمود والتكاسل أو التراخي ، رجل الحدث الأول يكرم المناضلون على دفعات وهم في قمة نضالاتهم ، حيث يتماهى اسمه ليصبح بامتياز النموذج الذي يجب أن يكون عليه المناضل السياسي الملتصق بغاية نضاله وهدف برنامجه .

فالمناضل معن بشور شخصية وطنية وقومية ، أعطى كل ما عنده من أجل قضايا الامة وما زال يعمل بشكل ديناميكي ، مناضل بذل النفيس والغالي بل نذر كل حياته ومنذ نعومة أظافره لوحدة القضايا التي تهم مصالح الجماهير ، رائد من رواد النضال من اجل ان تعيش الامة في عزة وشموخ تستمتع فيه بالحرية والكرامة ، هو ذاك الإنسان الحر الأبي الذي لا يقبل الذل والهوان ولا يقبل المساومة أيا كان الثمن .

لا نستطيع مهما تحدثنا أن نوفي المناضل معن بشور ومعالي الوزير بشارة مرهج ورفاقهم حقهم ، لكن هي محاولة بسيطة لرد الجميل ، فهم مثلوا حالة نوعية في النضال والصلابة والصدق والثبات على الموقف، والتمسك بأهداف وحقوق امتهم.

ختاما : نقول ان المناضل معن بشور واضح بفكره القومي ديمقراطي مستنير منفتح ، مناضل يعلي من شأن الالتزام والصراحة والنزاهة والشفافية ، يدافع عن مصالح الامة وثوابتها القومية ، اختلف كغيره من المناضلين في محطات النضال في المواقف السياسية وعارضها، يحترم التعددية السياسية والحزبية وينبذ الفئوية ، الرجل الذي يكفيك اسمه كي تعرف من هو، إنه الفكرة ، حيث ناضل بشرف وإخلاص في مسيرة حركة التحرر القومي والديمقراطي من أجل إقامة مجتمع عربي موحد خال من الظلم و الاستغلال.

بقلم / عباس دبوق "الجمعة "