في تحد واضح لمشاعر المسلمين في العالم والفلسطينيين خاصة، يواصل زعران المستوطنين تحت حماية جيش الإحتلال اقتحماتهم للمسجد الأقصى المبارك، خاصة في ذكرى ما يمسى كذباً و زوراً بالهيكل المزعوم.
وقررت شرطة الإحتلال، اليوم الثلاثاء، إغلاق البلدة القديمة من أجل السماح لقطاع المستوطنين باقتحامه لأداء صلواتهم المزعومة، وذلك بعد أن انتهت مساء أمس الاثنين المسيرة الاستفزازية الأولى لاقتحام المسجد الأقصى المبارك.
وعلى إثر ذلك دعا الحراك الشبابي المقدسي في مدينة القدس المحتلة وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، أهل القدس والداخل المحتل للالتزام بالصلاة والتواجد بالمسجد الأقصى اليوم، وذلك تصديا لدعوات المنظمات الصهيونية لاقتحام المسجد الأقصى في ذكرى ما يسمى #خراب_الهيكل المزعوم، كذلك أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة مناصرة ودعم للمسجد الأقصى المبارك، بإطلاق هشتاغ تحت عنوان" #اقصانا_لاهيكلهم ، دعوا فيه جموع المواطنين للدفاع عن # المسجد_الأقصى في وجه هذه الاقتحامات.
الحرب شاملة ومتواصلة على الأقصى
الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات كتب في تدوينه له عبر شبكة التواصل الإجتماعي فيس بوك محذرا مما يحدث في القدس قائلا ((الحرب شاملة ومتواصلة على الأقصى والقدس، قطعان المستوطنين تستبيح الاقصى والقدس بالمئات ...مما يعني بأن قضية مفاتيح باب المغاربة يجب أن يتم استعادتها من قبل الأوقاف الإسلامية وبأن تصبح الأوقاف كما كان سابقا المسؤولة عن السياحة الاجنبية وغيرها ...اخطارات بهدم 14 منزلاً في قرية الولجة المحاصرة جنوب غرب القدس في منطقة عين جويزة حيث طوقها الإحتلال بالمستوطنات واستولى على اراضيها وعيون مائها)).
كذلك دون مركز إعلام القدس قائلا ((توتر في المسجد الاقصى بعد محاولة مستوطنين سرقة احجار واغصان شجر من باحات المسجد، وانه تم إغلاق باب المغاربة بعد اقتحام ( 870 ) مستوطن ساحات المسجد الأقصى)).
وكتب محمد أبو المجد في تغريده له (( إذا نجح أهل #القدس الأحرار بإيقاف اقتحام مئات الصهاينة للأقصى يوم الثلاثاء ما يسمونه ذكرى خراب الهيكل فإن ذلك سيأخر مخطط الصهيونية لأعوام..أهل #القدس استعدوا لهبة جديدة يوم الثلاثاء الموافق 1 أغسطس حيث يصادف ما يسميه الصهاينة ذكرى خراب الهيكل ويستعدون لاقتحام الأقصى بأعداد كبيرة )).
وكانت ما تسمى "جماعة العودة إلى الجبل" اليهودية المتطرفة، دعت لإقامة "برنامج كامل" خلال يومي الإثنين والثلاثاء، داخل وخارج المسجد الأقصى، وذلك إحياء لما تسمى "ذكرى خراب الهيكل" المزعوم.
إغلاق شوارع القدس
وأعلنت قوات الاحتلال عن تكثيف تواجدها وإجراءاتها العسكرية والأمنية في عموم مدينة القدس المحتلة، وفي القدس القديمة ومحيط الأقصى خلال يومي الإثنين والثلاثاء، كما ولوحظ انتشار أمني مكثف منذ صباح اليوم في مداخل القدس القديمة وأزقتها وحول المسجد الأقصى، وعند منطقة البراق، وستشهد القدس القديمة ومحيطها إغلاق شوارع عدة في فترات مختلفة في هذين اليومين.
و"الهيكل"، حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام.
وأُطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشرة، غير أن البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي، نبوخذ نُصَّر، أثناء غزوه القدس، عام 586 قبل الميلاد.
وفيما يصر اليهود على أن الهيكل كان في الموقع الحالي للمسجد الأقصى، فإن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس، عام 1967، لم تثبت وجوده، دون أن يكون من الواضح حتى الآن موقعه الحقيقي.
وتظاهر آلاف المستوطنين اليهود، الليلة، في ساحة حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك) للاحتفال بالتاسع من آب (وفق التقويم العبري) أو ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" المزعوم.
صلوات وشعائر تلمودية
واقام المستوطنون صلوات وشعائر تلمودية في ساحة حائط البراق التي يطلق عليها يهوديا (حائط المبكى) وسط انتشار مكثف لقوات جيش وشرطة الاحتلال الاسرائيلي في شوراع وازقة بلدة القدس القديمة لحماية هذا الاحتفال، والذي يستمر حتى مساء اليوم.
وكان المستوطنون شرعوا بالوصول إلى القدس القديمة بتظاهرات متعددة، صاحبها أعمال عربدة بتأمين من قوات الاحتلال، وصولا إلى ساحة البراق.
وقرأ الحاخامات اليهود بصوت مرتفع مقاطع من سفر ارميا تروي ما تسمى بعملية تدمير "الهيكل" المزعوم الأول إبان الغزو البابلي عام 586 قبل الميلاد.
وقال الحاخام المتطرف يهودا غليك في كلمة تحريضية أمام آلاف المستوطنين عند باب الأسباط احد (ابواب المسجد الاقصى المبارك): "يظن المقدسيون انهم انتصروا خلال الفترة الماضية ولكن هذا الانتصار زمني ".
وبحسب ترجمة مركز إعلام القدس اضاف غليك "العار لأمة تقوم بالاحتفال بمقتل عائلة في منزلها، العار لأمة تقوم بالاحتفاء بقاتلي افراد الشرطة داخل المسجد الاقصى ". وفق تعبيره
واندلعت مواجهات بين المستوطنون المتظاهرين والسكان المقدسيين في احياء البلدة القديمة بعد قيام عدد من المستوطنين بمهاجمة المنازل في البلدة، ما اسفر عن اصابة عدد من المقدسيين.
اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الاقصى وسط تكبيرات المصلين في باحاته
