رفعت شناعة مناضل وقائد يعترف الجميع بدوره

بقلم: عباس الجمعة

عندما نكتب نتوقف فالقلم يتحدث عن قائدا وطنيا يعترف الجميع بدوره ومكانته ، وهو ابن حركة فتح الذي احب رمزها القائد الشهيد الرئيس ياسر عرفات ، كما احب امير الشهداء الشهيد القائد ابو جهاد الوزير وكل الشهداء القادة ، فقد عاصر مختلف مراحل النضال الوطني ومحطاته، عاش سنوات ما بعد النكبة في مخيمات اللجوء والشتات في لبنان ، لم يتخلى يوماً عن شعبه وقضيته، وكان حضوره وما زال يلهم أجيالاً تنظر إليه باعتباره ضميراً لشعبه .

رفعت شناعة الاستاذ والمناضل والقائد حاضرا دائما في وعيه وضميره وسلوكه بالتزام وطني واضح وفكر مستنير منفتح ، وممارسة قائد يعلي من شأن الالتزام والصراحة والنزاهة والشفافية ويحط من شأن الفوضى والنفاق والفساد والفئوية ، وهي مزايا نبيلة يشهد له فيها من اتفق ومن اختلف معه في الرأي ، دافع عن مصالح الشعب وحقوقه وثوابته الوطنية ، يرى في النضال الوطني اساس للوصول الى الاهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ، متمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ويدافع عنها باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ويدعو الى الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والحفاظ على النظام السياسي الفلسطيني الديمقراطي ، يحترم التعددية السياسية والحزبية وينبذ الفئوية ، ويدعو إلى حماية الشرعية الوطنية .

وفي هذا السياق يذكر له الجميع موقفه الوطني والمبدأي الثابت يعتبر قيام السلطة الفلسطينية، هي احد انجازات الشعب الفلسطيني ، وهي ذراع منظمة التحرير الفلسطينية ، التي تقود النضال الفلسطيني ضد الاستيطان وممارسات الاحتلال، ولم تطرح نفسها بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية .

ولذلك عندما نستمع الى موقف الحاج رفعت شناعة نرى موقفا وطنيا صادقا يعبر عن ارادة حركة فتح وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تتطلب اكثر من اي وقت مضى استنهاض وحشد طاقات وقوى الشعب الفلسطيني على كل المستويات دفاعا عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ، فنحن على اعتاب مرحلة حرجة في النضال الوطني بعد انتصار القدس، تتطلب أولا وقبل كل شيء انهاء الانقسام واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني في مواجهة العدوان والاحتلال وتطوير الهجوم السياسي لدفع العالم الى التعامل مع دولة الاحتلال كدولة ارهاب وعدوان وتمييز وفصل عنصري والتوقف عن التعامل معها باعتبارها دولة استثنائية ودولة فوق القانون ومدعومة من الامبريالية الامريكية .

هناك مجال كبير للكتابة السياسية والتاريخية التي يمكن أن تشكل دليلاً علمياً وعملياً على هذه المكانة الذي عمل فيها المناضل الحاج رفعت من خلال علاقاته مع الرئيس ياسر عرفات في طرابلس بعد الخروج من بيروت ومع امير الشهداء ابو جهاد الوزير، حيث كان الوجع والفرح.

ووفاء للمناضل الحاج رفعت شناعة، أمد الله في عمره، ولسيرته الكفاحية والإنسانية الطويلة،المفعمة بتحديات يشكل نقطة جذب لوسائل الإعلام ، فهو يكون، أحيانا، صانعا للحدث ، وأحيانا أخرى يكون مصدرا أساسيا للتعليق أو التعقيب أو لشرح رؤيته السياسية سواء للصراع أو طرق حله، عرفته المخيمات بانه مناضل جامعا ، موحدا ، وواحد من ابرز قادة الرعيل الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة في لبنان، يتفوق بلغة التواصل ، ليس بمنقطع عن المواطنة ، هويته وطنية بامتياز ، هذا الانسان الذي اعد نفسه ببرامج عمل ، للسهر على الوحدة الوطنية ، لا يتعصب في وجه الحلول .

ختاما : يطول الحديث عن المناضل الحاج رفعت شناعة الذي أسس فكرا نضاليا رائعا في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، قوامه الإحساس العالي والوعي لطبيعة النضال الفلسطيني، بجميع مراحل نضاله المعقدة، ليضيف مدرسة نضالية من مدارس هذه المسيرة، والتي نعتز بها وان كان لابد من كلمات أختم بها، فليس لي إلا أن انحني إجلالاً وإكباراً لهذا المناضل الذي شكل شخصية كرازمية صادقة، منطلقها الحرص الشديد على القضية الفلسطينية والوحدة الوطنية، وهنا ليس في هذا مغالاة بل حقيقة نعتز ونفتخر بها في الساحة الفلسطينية، شخصية مبادرة تقدم الحلول العلمية لجميع القضايا المستجدة في الساحة الفلسطينية، صاحب المبادرات الوطنية الشجاعة ، مؤمنا بخيار الانتفاضة والمقاومة والهبات الشعبية ، مؤمنا بالحفاظ على تراث شعبه ونضاله ، وسيبقى واحد من الذين يصنعون المجد للشعب الفلسطيني.

بقلم/ عباس دبوق "الجمعة"