السفير الفلسطيني اشرف دبور مناضل يحمل هم الشتات

بقلم: عباس الجمعة

مناضل من اجل القضية ، سفير من اجل فلسطين ، عمل بكل ثقة في خضم الثورة كان دبلوماسيا فلسطينيا بامتياز ، مهمته شاقة في ظروف عصيبة ، فيعمل بلا كلل او ملل ، فعزز العلاقات الدبلوماسية و السياسية الفلسطينية مع لبنان ومتعابعة قضية اللاجئين في المخيمات من خلال العمل الدبلوماسي الفلسطيني في أبهى صوره ، هكذا هو السفير الفلسطيني "اشرف دبور" ، رجل شامخ مناضل هامته عالية يحمل فلسطين بين يديه وتحمله بين يديها ، بوصلته فلسطين وعنوانه القدس .

لا ابالغ عندما ارى السفير المناضل "اشرف دبور " يتابع كل الامور وهو يتواصل مع كافة الفصائل والقوى الفلسطينية والاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ، اضافة الى دوره الدبلوماسي في تعزيز العلاقات التاريخية بين لبنان وفلسطين على المستوى الرسمي والشعبي .

شاءت الظروف بأن التقيته مرتين مرة اثناء التعزية باستشهاد مناضل في سفارة فلسطين ، ومرة اخرى في احتفال ذكرى المفقودين اثناء الاجتياح الصهيوني للبنان في دار الندوة ، حيث أستذكر تاريخ مجد وصفحة بطولات، كما التقيته في مؤتمرات ببيروت، ذكريات بلا حدود تلتف تعانق صاحبة القلب النابض ، فهو ثابت الخطوات يعطي بدون حدود ويعض على الجراح الذي اصاب الساحة الفلسطينية نتيجة الانقسام ، ولكن يتطلع ان المسيرة لم تتوقف..

يسعى جاهداً لجمع الشمل ووحدة الصف الفلسطيني على الساحة االلبنانية والابتعاد عن الانقسام وتحقيق التوافق الوطني لمواجهة كافة المخاطر والتحديات ودعم نضال شعبنا الفلسطيني وتعزيز صموده لإنجاز حقوقه الشرعية.

في أحاديثه السياسية يتحدث عن فلسطين لانه عاش في الزمن الجميل مع الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات، وعندما كان يتكلم عن فلسطين تحس بأنه يعيش فيها، ولم يتركها لحظة واحدة.

كان واضحا ان تصرفاته تستنهض في نفوس الشعب الفلسطيني واخوانه ورفاقه واصدقائه طاقة ما، ولهذا بنى صداقة مع الجميع وأصبح كل واحد يعتقد ان السفير اشرف دبور صديقه الشخصي.

لا أقول ذلك الا من اجل اعطاء الانسان حقه ، فانا لا اجامل ، ولكن بصراحة احترم دور السفير اشرف دبور في هذه المرحلة الصعبة ، حيث أن الحياة في خضم الأحداث من النضال يجب تقويمها من أجل استخلاص الدروس والعبر منها، فيكفي بالسفير اشرف دبور انه مؤمنا بأن تجارب الماضي كانت تجارب غنية يجب دراستها ونقدها واستيعاب دروسها، كما يجب مواجهة المستقبل بثقة لا تتوفر إلا بعد هضم دروس الماضي كلها.

عندما نتكلم عن السفير اشرف دبور فنحن نتكلم عن سفير ومناضل عنيد، عن إنسان ومثقف، هو المناضل المشدود في وجدانه إلى التراث الثوري والوحدوي، فكان خير معبر عن طموحات وآمال الشعب الفلسطيني في لبنان، هو الشخصية الوطنية الواعية والصادقة، الذي ينطلق دائما

من الحرص على القضية الفلسطينية والوحدة الوطنية، عن حقيقة نعتز ونفتخر بها في الساحة الفلسطينية، شخصية مبادرة تقدم الحلول العلمية لجميع القضايا المستجدة في الساحة الفلسطينية، سياسته المعروفة لكل ابناء الشعب الفلسطيني، فهو منفتح على جميع التيارات يبادر الى دعوة الجميع من اجل الحفاظ على العلاقات اللبنانية الفلسطينية وحماية وتحصين المخيمات الفلسطينية ، اضافة الى دوره الدبلوماسي في لبنان.

وفي ظل هذه المرحلة اقول لقد تربيت في مدرسة جبهة التحرير الفلسطينية وتعلمت من قادتها الشهداء العظام ابو العباس وطلعت وابو احمد حلب ، بأن حركة التاريخ تسير الى الامام في اتجاه الحرية والتقدم، وان كانت احيانا تسلك طريقا متعرجا فيه انكفاء وتراجع، الا ان الايمان يحمي المناضلين من صقيع الزمن الرديء الذي نمر به، ويبعث في ضميرهم القدرة على تحدي هذا الزمن، والاصرار على النضال للوصول الى زمن تنتصر فيه مبادئ الحرية والعدالة والسلام.

ختاما: اشرف دبور من السفراء القلة النادرة التي تعيش دائما في المركز الحقيقي للأحداث، في قلب ارهاصات الثورة الانسانية المستمرة، ولهذا صوته يصل الى الفلسطينيين كلهم في المدن والقرى والمخيمات فيسمعون فيه صدى ما يجيش في قلوبهم وعقولهم ووجدانهم من ايمان وإصرار وتمسك بالعودة الى فلسطين.

بقلم/ عباس الجمعة