طالب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، حركة حماس بحل اللجنة الإدارية التي شكلتها في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الجبهة ستتصدى لأي مشروع يحاول فصل القطاع عن باقي أجزاء الوطن.
وقال مزهر وهو مسئول فع الجبهة في قطاع غزة، خلال حفل لتكريم طلبة الثانوية العامة، إن "المطلوب من سلطة الأمر الواقع في غزة أن تتخذ قراراً بحل اللجنة الإدارية وتنزع الذرائع وترك المجال أمام حكومة التوافق الوطني لتحمّل مسئولياتها في خدمة شعبنا ومعالجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وأكد مزهر أن الجبهة الشعبية مع أي إجراءات أو جهود تخفف من معاناة سكان قطاع غزة وتساهم في التخفيف من حدة الحصار والأوضاع الصعبة.
وأشار إلى أن المبادرة الوحيدة المقبولة على الشعب الفلسطيني، هي الشروع الفوري بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وطنياً في القاهرة عام 2011 ومخرجات اجتماع بيروت، بعيداً عن أي اجتهادات أو مبادرات لا تهدف إلا لمضاعفة معاناة شعبنا والاستمرار في مسلسل المناكفات السياسية.
وطالب مزهر السلطة الفلسطينية بأن تعترف بالخطيئة التي ارتكبتها بحق المواطنين في قطاع غزة، وأن تتراجع فوراً عن إجراءاتها بحق القطاع والتي حوّلت حياة أهلنا إلى جحيم، على حد قوله.
وأكد أن الجبهة ستتصدى لأي مشروع يحاول فصل قطاع غزة عن باقي أجزاء الوطن خدمة لمخططات الاحتلال وأعوانه.
وجدد مزهر تأكيده على ضرورة أن تكون الدورة القادمة للمجلس الوطني الفلسطيني دورة توحيدية بعضوية جديدة وفقاً لانتخابات ديمقراطية تستند لمبدأ التمثيل النسبي الكامل أو بالتوافق حيت يتعذر ذلك وفي الخارج بعيداً عن قيود الاحتلال.
وأشار إلى أن الجبهة ستواصل تصديها لحالة "الهيمنة والتفرد" التي تكتنف منظمة التحرير الفلسطينية وأي محاولات من القيادة الفلسطينية المتنفذة للقفز عن حالة الإجماع الوطني، داعياً القيادة الفلسطينية إلى الكف عن المراهنة على الإدارة الأمريكية ووهم السلام المزعومـ على حد قوله.
وشدد على ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة يتفرع منها قيادات ميدانية في كل المناطق على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة لإدارة معركة الانتفاضة في مواجهة الاحتلال وجنوده والمستوطنين.
كما أكد على أهمية البناء على ما تحقق من انجاز شعبي في مدينة القدس في اشعال انتفاضة شعبية شاملة في وجه الاحتلال لا تقتصر على القدس وحدها.
نص كلمة مزهر:
الأخ المهندس/ حسام العالول رئيس جامعة غزة
الأساتذة والأخوة الأكاديميون والإداريون والعاملون في الجامعة
الأعزاء أولياء أمور الطلبة
أبنائي وبناتي الطلبة المتفوقين
رفيقاتي ورفاقي في جبهة العمل الطلابي التقدمية
الحضور الكرام كلٌ باسمه ولقبه
بدايةً أتوجه من هنا من قلب غزة المكلومة بالانقسام والحصار وسياسات العقاب الجماعي بتحية إجلال واكبار لأهلنا في مدينة القدس حراس العهد والمقدسات... بوصلة الطريق نحو العودة والانتصار... أصحاب السيادة الحقيقية على القدس ومقدساتها.. الذين قدّموا نموذجاً وطنياً متقدماً حيث تخلوا عن رداء الفئوية والحزبية القاتلة ولبسوا رداء الوحدة الوطنية للدفاع عن الهوية والمقدسات معتمدين المقاومة والصمود طريقاً للانتصار.
أيها الحفل الكريم،،،
نتشرف اليوم بأن نحتفل وإياكم في حرم جامعة غزة بإضافة كوكبة جديدة من طالبات وطلاب الثانوية العامة المتفوقين هذا العام إلى لوحة الشرف، يصعدون فيها إلى منصة التتويج والتكريم. فهذا الحفل الذي يحمل اسم الأديب الراحل غسان كنفاني، وفوج المثقف المشتبك الشهيد باسل الأعرج جدير بأن يكرم هؤلاء المتفوقين من مختلف مناطق قطاع غزة. وفي هذا السياق اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إلى جامعة غزة ممثلة برئيسها وهيئتها الإدارية والأكاديمية وشئون الطلبة على ما سخروه في خدمة إنجاح هذا الحفل داخل الجامعة.
كما نحيي أولياء الأمور الذين ساهموا في وصول أبنائهم الطلبة إلى سلم المجد والتكريم من خلال رعايتهم واهتمامهم وتهيئة كل الظروف المتاحة لهم.
كما أوجه تحية تقدير خاصة لرفيقاتي ورفاقي في جبهة العمل الطلابي أصحاب هذه الاحتفالية، وأشيد بجهودهم الحثيثة في تنظيم وترتيب هذه الاحتفالية. إن مجرد حرصهم على تنظيم حفل التكريم هذا بشكل دوري كل عام بهذه اللوحة الجميلة وبهذا الحضور الرائع له إنجاز يسجل لهم ودافع للمزيد من التقدم والنجاح، وتعزيز دورهم في خدمة الطلبة وأهدافهم وبرنامجهم التقدمي.
الحضور الكرام،،،
جئنا اليوم لنكرم هؤلاء الطلاب الذين ما فتئوا وهم يدرسون ويواصلون الليل بالنهار ليحصلوا على هذه المعدلات العالية ويحصدون هذا التفوق، متحدين الظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع والتي انعكست على مفاصل الحياة بالكامل خاصة على الطلبة والمسيرة التعليمية، فالتجربة والظروف المأساوية التي نعانيها أكدت على الدوام أن الشباب الفلسطيني كانوا الشمعة المضيئة وسط هذا الظلام الحالك الذي يستشري في المشهد الفلسطيني من انقسام وحصار وأوضاع اقتصادية واجتماعية غاية في الصعوبة، فهم قهروا كل هذه الظروف وحققوا إنجاز التفوق من رحم المعاناة. إن أفضل هدية تقدمونها هي غرس القيم والمبادئ والأخلاق والنجاح الذي حصدتموه خدمة لوطنكم وأبناء شعبكم، متسلحين بسلاح العطاء والتقدم والإصرار على الوصول إلى الأهداف المنشودة. عليكم أن تحملوا الأمانة التي تركها لنا الشهيد الأديب غسان كنفاني وأن تتمسكوا دائماً بفكرة المقاومة وعشق هذا الوطن والذي إن ولدت وتجسدت وكبرت داخلكم فليس بوسع أحد التخلص منها. كما عليكم أن تسيروا على درب الشهيد المثقف المشتبك باسل الأعرج وأن تواصلوا تقدمكم وتنحتوا بالصخر... كونوا كالجبال لا تنحني وتهتز أمام الأعاصير... تجنبوا الأفكار المشبوهة والمشوهة.. واحملوا لواء الدفاع عن هذا الوطن... وكونوا مشاريع نضالية كلٌ في مجاله وتمسكوا بروح الوحدة والألفة والتعاون والتكافل في وجه الفئوية والفرقة وجماعات المصالح.
أن تحملوا أدب وفكر غسان وباسل وناجي وكل الشهداء هذا يعني أن تسخروا العلم في خدمة أهدافكم، كما أكد لنا مؤسسنا الدكتور جورج حبش بأننا قد نخسر جبهتنا العسكرية أو السياسية وغير مسموح لنا على الإطلاق أن نخسر جبهتنا الثقافية". ناضلوا بالقيم والثقافة والسلاح وحوّلوا الفكرة إلى رصاصة، وقاتلوا من أجل مستقبلكم وشقوا طريقكم رغم المتاهات والمغريات والدروب والأشواك القاسية فمن يحمل فكر غسان وباسل وقائمة طويلة من الشهداء لا يهزم ولن يهزم أبداً.
أيها الحفل الكريم...
رغم مرارة وتعقيدات المشهد من انقسام وحصار عطّل جميع مناحي الحياة في الوطن المحتل، إلا أن شعبنا الذي حمل شعلة لواء الإرادة والأمل وقادة في قلوب الشباب والنساء والشيوخ والأطفال الذين خرجوا للدفاع عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى والذي تزامن مع خروج جماهير شعبنا في مختلف الساحات ومواقع الاشتباك... فشكّلوا لوحة وطنية وتلاحم شعبي ميداني أكد على وحدة الدم والجغرافية والمصير في دلالة واحدة ووحيدة وهي أن شعبنا وشبابه المتفوق في كل الساحات هو الثابت الذي لا تهزمه النكبات سيبقى مفعم بالإمكانات والطاقات الهائلة مهما حاول المغرضون والمنهزمون والأوسلويون والمنقسمون احتجازها للسيطرة عليها ومحاولة تدجينها وتوجيهها نحو معارك لا طائل منها ولا تخدم سوى الاحتلال.
إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي هذا الحفل التكريمي، نود التأكيد على ما يلي:
- إن المبادرة الوحيدة المقبولة على شعبنا هي الشروع الفوري بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وطنياً في القاهرة 2011 ومخرجات اجتماع بيروت، بعيداً عن أي اجتهادات أو مبادرات لا تهدف إلا لتسكين شعبنا ومفاقمة معاناته والاستمرار في مسلسل المناكفات السياسية.
- على قيادة السلطة أن تعترف بالخطيئة التي ارتكبتها بحق المواطنين في القطاع، وأن تتراجع فوراً عن إجراءاتها بحق القطاع والتي حوّلت حياة أهلنا إلى جحيم. كما أن المطلوب أيضاً من سلطة الأمر الواقع في غزة أن تتخذ قراراً بحل اللجنة الإدارية وتنزع الذرائع وترك المجال أمام الحكومة لتحمّل مسئولياتها في خدمة أبناء شعبنا ومعالجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالوقت من دم وشعبنا لا يمكن أن يسمح بأن يبقى رهينة لهذا الطرف أو ذاك.
- إننا في الجبهة الشعبية مع أي إجراءات أو جهود تخفف من معاناة أهلنا في قطاع غزة وتساهم في التخفيف من حدة الحصار والأوضاع الصعبة، ونؤكد بأن أقصر الطرق لتحقيق حياة كريمة لأهلنا وتعزيز صمودهم هي استعادة الوحدة وإنجاز ملفات المصالحة على أسس وطنية ديمقراطية مقاومة. وفي هذا السياق نؤكد في الجبهة بأننا سنتصدى في الجبهة لأي مشروع يحاول فصل القطاع عن باقي أجزاء الوطن خدمة لمخططات الاحتلال وأعوانه.
- على ضوء المعلومات المتوفرة لدينا بأن القيادة الفلسطينية بصدد عقد اجتماع للمجلس الوطني في رام الله، فإن الجبهة الشعبية تجدد تأكيدها على ضرورة أن تكون الدورة القادمة للمجلس الوطني دورة توحيدية بعضوية جديدة وفقاً لانتخابات ديمقراطية تستند لمبدأ التمثيل النسبي الكامل أو بالتوافق حيت يتعذر ذلك وفي الخارج بعيداً عن قيود الاحتلال. وستواصل الجبهة تصديها لحالة الهيمنة والتفرد التي تكتنف منظمة التحرير الفلسطينية وأي محاولات من القيادة الفلسطينية المتنفذة للقفز عن حالة الإجماع الوطني، كما وتدعوها إلى الكف عن المراهنة على الإدارة الأمريكية ووهم السلام المزعوم فقد أثبتت هذه الإدارة بأنها الأكثر تطرفاً في التبني الكامل لرؤية ومطالب حكومة المستوطنين برئاسة المجرم " نتنياهو".
- أصبح تشكيل قيادة وطنية موحدة يتفرع منها قيادات ميدانية في كل المناطق على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة أمراً ضرورياً لإدارة معركة الانتفاضة في مواجهة الاحتلال وجنوده والمستوطنين، وأهمية البناء على ما تحقق من انجاز شعبي في مدينة القدس في اشعال انتفاضة شعبية شاملة في وجه الاحتلال لا تقتصر على القدس وحدها.
- رسالتي الأخيرة أوجهها إلى المسئولين في الحقل التعليمي والأكاديمي والحكومة والحكام بأن يولوا اهتمامهم بفئة الشباب والطلبة، وأن يأخذوا بعين الاعتبار تأثيرات الأوضاع السياسية والاجتماعية عليهم، وإيجاد كل الوسائل والبرامج المتاحة لدعمهم واستيعابهم وفتح باب التشغيل لهم، وإلى توفير صندوق لدعم الطلبة المحتاجين من أجل التخفيف من معاناتهم وصولاً لإقرار مبدئية التعليم المجاني كحق مكفول وضروري للطلبة. كما أوجه ندائي إلى أحبتي الطلبة والشباب: أنتم درع الوطن ومستقبلها، تمردوا على هذا الواقع وواجهوا كل من ينتهك حقوقكم ومستقبلكم فأنتم أملنا جميعاً، وجنود التحرير فلا تتركوا لهذه الظروف المجافية أن تهزمكم .
الحضور الكرام،،،
في الختام نهنئ طالباتنا وطلابنا المكرمين اليوم بمناسبة نجاحهم وتفوقهم، متمنين لهم مزيداً من التفوق والنجاح في حياتهم الأكاديمية والعملية القادمة، ونعاهدهم أننا سنظل الأحرص والأقرب لنبضهم مدافعين عن حقوقهم حتى نيلها كاملة، ليكونوا جنود هذا الوطن في المعركة ضد الاحتلال، ولنحتفل سوياً في تحقيق حلم شعبنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كل شبر من فلسطين.
المجد للشهداء... الحرية لأسرى الحرية.. النصر لشعبنا.. وإننا حتماً لمنتصرون