قضية 1000 "رشاوى الهدايا" والقضية 2000 "قضية صحيفة يديعوت أحرونوت" والقضية 3000 "قضية شراء الغواصات"، قضايا فساد متورط بها رئيس وزراء حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كل ذلك أدى إلى حدوث زلزال سياسي بدولة الإحتلال، خاصة بعد أن أبلغت الشرطة الإسرائيلية، المحكمة العليا، بأن نتنياهو "مشتبه بتلقي رشوة والتحايل على القانون وانتهاك الثقة".
ما حدث له معنى واحد، أن نتنياهو انتهى سياسيا، وأنه في طريقة إلى السجن، ولكن المسألة أصبحت الآن مجرد وقت إلى حين الانتهاء من التحقيقات بشكل تام، وذلك بعد أن وقع أري هارو المدير السابق لمكتب نتنياهو على اتفاق "شاهد ملك" مع النيابة العامة للإحتلال، وبذلك فإنه سوف يدلي بشهاداته في القضايا (( 1000و 2000 و 3000 )).
في ظل ذلك، لأين ستتجه الأوضاع في إسرائيل، وهل يقدم نتنياهو على يجيب عليه الكاتب و المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي فراس حسان قائلا في حديث لـ" وكالة قدس نت للأنباء"، نتنياهو في طريقه إلى النهاية، هو يدرك تماما أن الأمور باتت في حكم المؤكد أن تاريخه السياسي قد انتهى وهو يناور على عامل الزمن في إطالة مدة بقاءه على رأس الحكومة وسيحاول أن لا يسلم بهذا الأمر بكل سهولة.
وفي معرض رده على سؤال ماذا يمكن لنتنياهو أن يفعل قال حسان: "نتنياهو سيحاول أن لا يضيع تاريخه وانجازاته السياسية لدولة الاحتلال بكل هذه البساطة وإنما سيعمل على تضليل المحكمة والشرطة وان يطيل عمر هذه الورطة وهذا الحبل الذي لف على عنقه، واستطاعت الشرطة والنيابة العامة الإمساك به وأصبح من شبه المؤكد أن السجن سيفتح أبوابه عاجلا أم آجلا لنتنياهو كما فتح من قبل لسياسيين سابقين.
الدخول في عمل عسكري
وفيما يتعلق باستقالة نتنياهو بعد مطالبة المعارضة بذلك أوضح حسان، نتنياهو لن يقدم استقالته وسيسعى بكل جهد لإعادة هيبته ومحاولا كسب التأييد الشعبي الذي ما زال يعطيه الافضليه على كل منافسيه، وسيحاول الدخول في عمل عسكري وتحقيق انجاز مهم على صعيد تأمين دولة الاحتلال من بعض التهديدات الامنيه المحدقة بها حتى يضع اسمه في سجل الرؤساء الإسرائيليين الذين حققوا الأمن والازدهار لدولة الاحتلال واعتقد انه سيجازف بعمل عسكري وخاصة ولكن يبقى القرار بيد الجيش.
هذا ودعت المعارضة الإسرائيلية، نتنياهو إلى الاستقالة بعد أن قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تشتبه به بالارتشاء والاحتيال وإساءة الائتمان.
وقال عضو الكنيست من حزب (المعسكر الصهيوني) المعارض ميكي روزينتال "على رئيس الوزراء نتنياهو الإعلان عن انه عاجز مؤقتا عن أداء مهامه بسبب إعلان الشرطة مساء أمس رسميا إنها تشتبه فيه بالارتشاء والاحتيال وإساءة الائتمان"، أما رئيس (المعسكر الصهيوني) افي غابي فتساءل "أين شركاء نتنياهو في الحكومة الذين كان يجب ان يقولوا له كفى؟".
وعن تداعيات هذه القضية قال حسان: "نحن أمام تطورات دراماتيكية في هذه القضية التي باتت شبه مؤكدة أن نتنياهو إلى السجن والانتهاء السياسي ولكن يبقى عامل الوقت هو الحاسم بهذه المسالة، وسيحاول الليكود أن ينصح نتنياهو بالاستقالة ويشكل حكومة برئاسة احد أعضاء الليكود دون اللجوء إلى انتخابات مبكرة.. ويبقى حزب الليكود بالطليعة واعتقد أن نتنياهو لن يقبل بهذا خلال هذه الفترة".
قضايا فساد تمثل زلزالا سياسيا
فضحية نتنياهو أو الزلزال السياسي، هل سيكون له ارتدادات على المنطقة بعد تقديم لائحة اتهام ضده، يجيب على ذلك الدكتور صالح النعامي الباحث في الشؤون الإسرائيلية وكتب عبر صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء" قائلا:" التوصية بتقديم لائحتي اتهام ضد نتنياهو بقضايا فساد تمثل زلزالا سياسيا، لن يقتصر تأثيره على إسرائيل، بل على الإقليم بأسره، فمن المتوقع أن تتعاظم الضغوط على نتنياهو للاستقالة، وسيخضع في النهاية لها ، وعلى الرغم من تطرف نتنياهو، فإن المرشحين لخلافته داخل حزبه مصابون بجنون التطرف ولن يراعوا الاعتبارات التي حرص نتنياهو على مراعاتها".
يواصل النعامي حديثه، خليفة نتنياهو سيحرج قيادة السلطة وسيقلص هامش المناورة أمام الحكام العرب وقصة البوابات الإلكترونية ستكون نكتة مقارنة بما يمكن أن يصدر عن الزعيم الجديد.
وخلال الأشهر الماضية، عقدت الشرطة الإسرائيلية 4 جلسات تحقيق مع نتنياهو حول شبهات فساد، دون أن تبتّ في إيعاز المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، بتقديم لائحة اتهام رسمية ضده.
وتعززت تلك الشبهات في أبريل/ نيسان الماضي، بعد إدلاء الملياردير البريطاني بويو زابلوفيتش، بشهادته للشرطة الإسرائيلية، حول تقديمه هدايا لنتنياهو، عندما كان يشغل وزارة المالية في وقت سابق.