في زمن كثر فيه الكلام وضاعت المواقف التي لم تعطي حق لقادة مناضلين اطال الله بعمرهم ، قادوا مسيرة النضال والكفاح وحمل فكر قومي وعروبي ناصري ، وقفوا بكل صدق ووفاء الى جانب فلسطين ، كانوا شركاء الدم في النضال ، يحضرنا الوزير السابق والمناضل القومي الناصري المناضل الكبير عبد الرحيم مراد رئيس حزب الاتحاد، صاحب المسيرة المشرفة لقناعته بالتاريخ يصنعه البشر، مؤمن بضرورة التغيير، كرس حياته كلها من اجل القضايا الوطنية والقومية، رافضا التعصب مؤمنا بالوحدة القومية مصدر قوة المجتمع ومبعث عمرانه في ميدان الحضارة والتقدم.
عبد الرحيم مراد متواضع، لكنه صلب الموقف، ولم يرتم في أحضان الذين هم من صناعة الاستعمار، متمرد اصيل الفكر بالعروبة مؤمنا بفكر جمال عبد الناصر ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، يبنى على هذا الفكر مستقبل الامة، يدعو بشكل دائم الى تطبيق مبادىء الحق والخير، انه مناضل صلب قومي الانتماء، وطني الهوى،ريادي الدعوة الى الاستقلال ومحاربة الاستعمار والصهيونية، يؤمن ان انقاذ الوطن يقوم على مسألة المواطنية التي تمنح الانسان انسانيته كمواطن ، يسعى الى الخير والعدل في مواجهة الشر والظلم والفوضى .
آمن بالعقل والمعرفة فكانت الجامعة الدولية من اجل بناء المجتمع على اسس سليمة وواعية، بعيد كل البعد عن المذهبية والطائفية، ولكن بقي يعمل من اجل تعزيز وتطوير حزب الاتحاد الذي حمل راية النضال خفاقة، لجيل نضالي بامتياز، بعد أن سطر مناضليه أروع آيات التضحية والصمود .
عبد الرحيم مراد مؤمنا بخيار المقاومة في لبنان وفلسطين ، ومن الداعيين الى استمرار النضال الكفاح والمقاومة من اجل تحرير فلسطين ، مؤمنا بأن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وأن الجهود يجب أن تتوحد لمواجهة ما تتعرض له فلسطين وأرضها ومقدساتها من قبل العدو الصهيوني.
لقد التقيته عدة مرات حيث لا يخلو منزله أو مقر عمله من الوفود الفلسطينية من كافة الفصائل والاحزاب اللبنانية والاصدقاء والفقراء ، وجدت من الأهمية تسليط الضوء في مقالتي هذه على دوره، فهو قائد من قادة عظام شكلوا في مرحلة النضال القومي العربي بوصلة النضال ، فوقف الى جانب الثورة الفلسطينية في الزمن الفلسطيني اللبناني الجميل في الستينيات والسبعينيات والثمانيات وحتى اللحظات الراهنة ، مؤمنا بالمبادئ القومية التي يعتنقها ويسعى بكل ما أوتي من طاقة ومن جهد للدفاع عنها.
من هنا ارى عندما تجلس مع الوزير عبد الرحيم مراد تقراء برجل يحمل رؤية منطقية وقراءة واضحة تحكم الموقف فهو يتمسك بثوابت قومية، نجد انفسنا امام هامة مناضل يعكس ويجسد حالة من الوعي القومي المعبر عن حرص كامل على وحدة النسيج القومي العربي وتوجيه كل القدرات العربية المتاحة للتنمية ولمواجهة العدو التاريخي للامة العربية وهو العدو الصهيوني .
من هنا في خطاباته يركز على الشباب أن يقتنعوا بقوميتهم وبانتمائهم إلى أمتهم ، باعتبار ان القضية القومية قضية مصيرية قضية أمة ، لأن على هدى هذا الإيمان وهذا الحب نستطيع أن نرى الشروط اللازمة، الشروط العلمية اللازمة لعروبتنا، إنها المسألة القومية عميقة جدا، تربط الانسان بأمته بتاريخها، بتراثها، بحضارتها، بآمال الأجيال للمستقبل هذا يحرك كل كيان الإنسان ولا يقتصر على التعريف.
وفي ظل هذه الاوضاع يذكر الشباب بانتماءهم القومي حتى يكون نوعا من الإيمان ونوعا من الحب العميق قبل المعرفة والتعريف.
وامام كل الظروف ترى عبد الرحيم مراد مؤمنا بعمله السياسي والإجتماعي ، لانه يرى ان المصلحة العليا لا تعلو فوق مصلحة الأمة ووحدتها وعروبتها وسلمها الأهلي فعبد الرحيم مراد القابض على جمر عروبته يقبض اليوم على جمرات في الواقع اللبناني وفي استحقاقاته القادمة هي نفسها الثوابت التي تحكم رؤيته في المجال القومي تحكمه على المستوى الوطني .
لذلك فانني احترم واقدر هذه الشخصيات القومية التي تهدي الاجيال الى طريق الخلاص والبناء السليم، كما اقدر ما يقدمه في دعم المسيرة التعليمية للطلاب، على الصعيدين التربوي والخدماتي، وخاصىة أن الطالب الفلسطيني يعاني الكثير من الصعوبات لإكمال مسيرته الجامعية في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.
ختاما كل التقدير لمعالي الوزير عبد الرحيم مراد على مواقفه القومية وايمانه بالقضية الفلسطينية وعلى دوره في مساعدة الطلاب الجامعين في الجامعة الدولية، لأن العلم هو السلاح الوحيد في مواجهة التحديات والصعوبات، ولا بد من ان نثمن الدور الذي تلعبه الجامعة في خدمة الطالب الفلسطيني في مواصلة مسيرته التعليمية كي يصل الى أعلى المستويات وهذا بمثابة دعم للقضية الفلسطينية لأن الشباب هم أساس المجتمع.
بقلم عباس دبوق الجمعة
كاتب سياسي