يعيش رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المرحلة الأسوأ في تاريخه السياسي بفعل الفضائح المتعددة التي باتت تلاحقه سواء فضيحة تلقي الهدايا من رجال الأعمال مقابل تسهيلات لهم، أو الصفقة القذرة مع مالك صحيفة يديعوت احرونوت بتخفيف لهجتها العدائية ضده مقابل لجم صحيفة إسرائيل اليوم المقربة منه والتي توزع بشكل مجاني، إلى جانب الفضيحة المتصاعدة والمتعلقة بصفقة الغواصات الألمانية وغيرها من الفضائح التي تتعلق بزوجته سارة وإبنه يائير ما قد يجعله رئيس الوزراء الأكثر فسادا في تاريخ دولة الاحتلال.
نتنياهو استطاع في ولايته الأولى في التسعينيات الإفلات من فضيحة بار أون وزج بآرييه درعي زعيم حركة شاس إلى السجن يومها، ولحتى اللحظة هو يراوغ ويقول بأن هذه القضايا جميعها ملفقة ضده وخاصة من اليسار ويردد بأنه لن يكون هناك شيء لأنه لا يوجد شيء.
أمام هذا الوضع الصعب الذي يعيشه نتنياهو والذي جعل العديد من المراقبين يتحدثون أنه يعد أيامه الأخيرة وبأن حبل المشنقة بات يلتف حول رقبته في كناية عن نهاية مستقبله السياسي وقرب دخوله السجن، فإن "ملك إسرائيل" كما يحب أن يلقب سيقاتل حتى النفس الأخير مستفيدا من ضعف المعارضة وعدم وجود شخصية قوية تستطيع منافسته حتى اللحظة، وهذا ما قد يقوده كما نتوقع إلى تفعيل أحد السيناريوهات التالية للهروب إلى الأمام من هذا المأزق الكبير الذي يواجهه.
السيناريو الأول/ الانتخابات المبكرة: ويعد هذا السيناريو مطروحا بقوة من اجل خلط الأوراق وإدخال دولة الاحتلال في دوامة الانتخابات ما يعني ابتعاد الأضواء عن سلسلة الفضائح التي تلاحقه، خاصة وأن استطلاعات الرأي لا زالت تعطيه الصدارة في الكنيست وترى أنه الرجل المناسب لرئاسة الحكومة وتعطي اليمين بصفة عامة الأكثرية في الكنيست القادمة.
ربما يكون هذا السيناريو هو الأكثر حضورا في الوقت الراهن خاصة في ظل تخبط المعارضة بزعامة رئيس حزب العمل الجديد افي جاباي والذي لا زال يحتاج إلى المزيد من الوقت من اجل ترتيب الأمور، وغياب الشخصيات الكاريزماتيه في اليمين القادرة على إزاحة نتنياهو عن كرسي رئاسة الوزراء، وعندما يفوز نتنياهو بالانتخابات كما هو متوقع فإن هذا سيعتبره تفويضا شعبيا في مواجهة هذه الفضائح.
السيناريو الثاني/ الحرب على لبنان: تصاعدت في الأشهر الماضية حدة التصريحات بين دولة الاحتلال والمقاومة اللبنانية على خلفية ما تتحدث به دولة الاحتلال عن نقل السلاح الكاسر للتوازن إلى حزب الله واقترابه مع إيران من حدود الجولان وإدعاء الاحتلال بقيام إيران بإنشاء مصنع للصواريخ في لبنان وغيرها من الأمور التي تجعل الجبهة الشمالية في حالة توتر.
سيناريو الحرب على لبنان بات مطروحا وربما يعمل نتنياهو على الاستفادة منه في الهروب من أزماته، ولكن الخشية تبقى في عدم معرفة نتائج هذه الحرب في ضوء ما تتحدث عن التقارير العسكرية من القوة المتعاظمة لحزب الله والخبرات المتراكمه لديه.
السيناريو الثالث/ الحرب على غزة: يبدو سيناريو الحرب على غزة مطروحا في كل وقت وحين خاصة في ظل الحالة غير المستقرة في الأوضاع على هذه الجبهة والتي تجعل العديد من المراقبين يتحدثون بأن صاروخ واحد يسقط في منطقة سكنية ويؤدي إلى إصابات كفيل بتفجير الأمور من جديد، وهو ما يكشف هشاشة الوضع.
قوات الاحتلال قامت بالعديد من المناورات واستخدام نماذج تحاكي غزة ما يدلل على أنها جاهزة لكافة الاحتمالات، ونتنياهو لربما يعتبر أن ضربة لغزة ستكون تداعياتها أقل من حرب في لبنان وهو ما يجعل هذا السيناريو مطروحا إلا لو تغلبت لغة السياسة داخل دولة الاحتلال والتي تدعو إلى الاستفادة من حالة الصراع بين السلطة في رام الله وحماس في غزة من اجل تعزيز الانفصال والذي يأتي في مقدمة أولوياتها.
السيناريو الرابع/ ضربة عسكرية لإيران: ورغم أن هذا السيناريو ربما سيكون أقل السيناريوهات المطروحة إلا انه يبقى حاضرا خاصة بعد تولي دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ومعارضته للاتفاق النووي الإيراني وهو ما يتلاقى به مع نتنياهو الذي يحاول استثمار الأجواء في منطقة الخليج للتقرب أكثر من هذه الدول من خلال القول دوما انه يقف معها في مواجهة إيران وانه تحدى أوباما في ذلك، ما يجعل سيناريو الضربة العسكرية قائما، رغم التحذيرات الكبيرة التي تتحدث عنها الأوساط العسكرية داخل دولة الاحتلال.
هذه السيناريوهات الأربع ربما تكون الأكثر تداولا لدى نتنياهو في هذه المرحلة من أجل الهروب من الوضع الصعب الذي بات يعيشه، ويمكن أن يكون لديه سيناريوهات أخرى أو ألاعيب جديدة وهو المعروف عنه بالقدرة على البقاء والمكر والدهاء الذي جعله يضعف المعارضة ويبعد أي شخصيات منافسة له حتى في حزب الليكود.
انتهى،،
كتب/ عاهد عوني فروانة
غزة- فلسطين