يا عم يا صياد رميت شباكك فين
أنا كل ما اجي اصطاد يطلعلي كوم تعابين
بحر الهوا غدار والخطوة فيه فدان
وان نزلو في ساعة في ساع شوق
قبل الأوان بأوان
هي كلمات ليست لي بل ...لأغنية قديمة غنتها السندريلا سعاد حسني في فيلم صغيرة على الحب...وإنه من الغرائب في زمن التناقضات أن تتحول التراجيديات إلى كوميديا أو رقص في صالات الأفراح في عالمنا العربي ،والليالي الملاح ، وسط أجواء الموسيقى الصاخبة ،وميوعة الشباب ...فذات الكلمات التي سمعناها لما كنا صغار زمن سماع أغاني الشياطين ، اليوم تتبدل فتنسلخ من أثوابها ، لتواكب عصر التكنولوجيا الحديثة...حقيقة لا يمكني أن أعجب أبدا يوما ما ،لو علمت أن نقابة الصيادين في بلاد العرب أوطاني قامت برفع دعوى أمام القضاء تحاكم فيه من حول الأسى إلى طرب بدعوى التطوير ،والكسب أو الشهرة وهي صورة من صور التزييف لواقعنا ... صحيح أن الأغنية أعيدت مرة أخرى ،وبصورة جديدة بشعة وقد جاوزت مشاهدتها الثمانية مليون مشاهدة على اليوتيوب لفنان جديد هومحمود الليثي من فيلم هذي المرة باسم آخر بعنوان يجعله عامرقد تكون الأغنية حطمت رقما قياسيا ، لكن الفيلم... لم ينجح في تحقيق أي إيرادات تذكر فإيراداته لم تتجاوز حتى الآن الـ300 ألف جنيه فقط ، بحسب ما ذكر من أحد المصادر ، وهو رقم ضعيف جدا ، وخصوصا وأن الفيلم من إنتاج السبكي أحد أشهر منتجي الأفلام الساقطة أو الخليعة التي دمرت عقول الشباب في مجتمعنا العربي ...فهناك فرقا شاسعا بين الصياد القديم ،وصياد اليوم والسؤال ...لما لم ينجح الفيلم رغم نجاح الأغنية ... برأيي لأن المشاعر والأحاسيس بقلوب البشر ، لا يمكن أن تتحول أو تتبدل لأشياء مادية رخيصة وسط زحام صور الزيف التي أزكمت أبصارنا وأسماعنا ...
بقلم/ حامد أبوعمرة