أردت كتابة من باب الإسهام ، واعتبره من واجبي بل من واجب أي كاتب أو مفكر وأي إنسان فلسطيني، في نشر تاريخ مناضلين يعملون بلا كلل او ملل وخاصة لدورهم العظيم في الثورة الفلسطينية، ومن الذين دافعوا عن الشعب الفلسطيني والقرار الفلسطيني المستقل وعن منظمة التحرير الفلسطينية، والذي بدأ حياته النضالية وهو لا يتجاوز الستة عشر عاماً من عمره.
نتكلم عن المناضل ناظم اليوسف نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، المناضل المشدود في وجدانه إلى التراث النضالي والوحدوي، الذي تحمل مسؤوليات وطنية عديدة في جبهة التحرير الفلسطينية ، الفصيل ألاساسي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والتي لعبت دوراً مهماً في الساحة النضالية بل أساسياً في وضع وصياغة البرامج الوطنية وفي الدفاع عن الثورة والمنظمة والشعب الفلسطيني وعلى كافة المستويات، وفي كافة مراحل النضال الفلسطيني.
ناظم اليوسف من عائلة فلسطينية مناضلة هجرت من فلسطين عام 1948 من بلدة السميرية، قدمت هذه العائلة قيادي ومناضل كبير في الجبهة القائد سعيد اليوسف عضو المكتب السياسي والقائد العسكري لجبهة التحرير الفلسطينية الذي فقد اثناء تصديه للاحتلال الصهيوني عام 1982 في جبل لبنان الاشم ، فهو لا يعيش حياة الترف في فنادق خمسة نجوم ، بل هوالمؤمن بخيار المقاومة والدفاع عن الشعب الفلسطيني ، وهذا ليس بالامر الغريب، فتاريخ النضال الفلسطيني يؤكد على ذلك ، ورغم محاولات الحالات الانتهازية المتسلقة التي تطل برأسها بين الحين والآخر الذين لا هم لهم الا تحقيق غاياتهم الخاصة ، الا ان ناظم اليوسف لم يكترث لذلك .
من هذا الموقع نؤكد ان المناضلين الذين حملوا السلاح وقاتلوا العدو وعملائه دفاعا عن الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، فهم يبقون من القامات التي كان لها شرف النضال ، فهم ليسوا بحاجة لشهادات، فتاريخهم ونضالهم هي الشهادة، واسمهم اكبر من ان يتحدث عنهم احد، اما الصغار من اولئك القوم فهم ليسوا سوى حثالة ويخدعون الشعب بشعارات اصبحت مكشوفة ومعروفة ، فيكفي المناضل ناظم اليوسف انه يحمل راية النضال الوطني .
ناظم اليوسف مدافعا عن المشروع الوطني الفلسطيني ، وصاحب المبادرات الوطنية في لبنان ، وعندما نتحدث عن المناضل نائب الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ، نتحدث عن جبهة التحرير الفلسطينية وقيادتها ومناضليها وعن الثبات في مواقفها ، تلك هي قصة طويلة من مساحة النضال سيكتب عنها، للغد المشرق، للاجيال القادمة، حتى يرويها هؤلاء بكل فخر واعتزاز وكبرياء بأسطر ساطعة ناصعة في سفر التكوين الحي لمستقبل امتنا وغدها المشرق وبالعلامات المضيئة على الطريق الطويل طريق النضال الشاق والصعب ، ولتكون برهانا قويا على صلابة الجبهة وروعة مناضليها، وقدرة الجبهة بالرغم من كل ما احاط ويحيط بها من المكائد والدسائس
ومن المعاناة والمصاعب ومن الاهوال والآلام، ومع ذلك تتقدم الجبهة لتشق بعزيمة اصيلة وارادة جبارة رافعة راية النضال عالية وعلم فلسطين خفاقا.
وفي هذا الإطار حافظ المناضل ناظم اليوسف على امانة االشهداء القادة العظام الامناء العامون طلعت يعقوب وابو العباس وعمر شبلي " ابو احمد حلب " حيث اكد ان مستقبل الجبهة هو الاستمرار في الطريق الوطني الديقراطي الذي يتبنى الاهداف والمصالح الوطنية، ورأى ان اغتيال الشهيد القائد ابو العباس في معتقلات الصهيوامريكي شكل ضربة قاصمة للجبهة، الا ان الجبهة تمكنت من النهوض رغم ما تعرضت له ، وعملت ضمن رؤية ومواقف من مجمل القضايا المطروحة بدءاً باعادة صياغة الاهداف المرحلية والاستراتيجية والربط بينهما، وبما يشمل الموقف من المقاومة والمفاوضات.
ان اختيار الرفيق ناظم اليوسف نائب للامين العام للجبهة بما يمثلوه يؤشر لاعطاء ثقل لوضع الشتات الفلسطيني والرغبة في التحلل من بعض القيود والضغوط وخاصة انه لعب دورا في تعزيز العلاقة مع القوى الوطنية اللبنانية هذه العلاقة التي تعمدت بالدم والنضال والكفاح عبر سنوات طويلة من اجل تحرير فلسطين والاراضي العربية المحتلة ،وباعتبار فلسطين القضية المحورية المركزية في الصراع العربي – الصهيوني، اضافة الى الأوضاع السياسية في المنطقة والتطورات الحاصلة ومواجهة كل أشكال وأقنعة الاستعمار الإمبريالي الجديد الساعي إلى تشتيت وتفتيت وتقسيم المنطقة، رغم مقاومته بكل أشكال المقاومة والصمود من قبل قوى المقاومة الحية في لبنان والعراق وفلسطين وسوريا، ومحاولاته تحويل الصراع الوطني والقومي الى صراعات إثنية وطائفية ومذهبية وخلق ادوات إرهابية ظلامية متخلفة لتأبيد سيطرته على المنطقة ونهب ثرواتنا.
وعندما نتحدث عن المناضل ناظم اليوسف نتحدث عن تمسكه بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوطن المعنوي الذي يجسد وحدة الشعب الفلسطيني وتمثيله على مختلف المستويات، فهي مسألة ظلت الجبهة تحافظ عليها في كل مراحل الوحدة والصراع.وخاصة ما تتعرض له قضية اللاجئين وما طرح من مواقف عربية ومشاريع امريكية وصهيونية لحل قضية اللاجئين باعتبارها لم ولن تلبي عذابات وتضحيات جماهير شعبنا الذين هجروا والذين عانوا مرارة اللجوء.
أما عما يجري في مخيمات لبنان، نرى موقف نائب امين عام الجبهة إن الموضوع لم يعد يحتمل أن يبقى شعبنا رهينة حفنة من المجرمين هنا وهناك ويجدون من يأويهم، ونحن لانريد أن نكون أمام نهر بارد جديد، لأن ضياع عين الحلوة او اي مخيم يعني ضياع كل مخيمات لبنان، ومأساة كبيرة لشعبنا لن تقف عند حدود التهجير بل ستصل لشطب الوجود الفلسطيني في لبنان ، فعلى القوى أن تتحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث بالمخيمات وأن تكون حاسمة وحازمة من خلال دعم القوى الامنية الفلسطينية، حيث اكدت جبهة التحرير الفلسطينية في كل مواقفها على تعزيز وتطوير العلاقات اللبنانية الفلسطينية والتعاون لأقصى الحدود في حماية السلم الاهلي في لبنان، من خلال التعاون مع الدولة اللبنانية والاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفعاليات الوطنية من اجل القضية الفلسطينية ومن أجل لبنان الذي احتضن اللاجئين والمناضلين، ومن اجل الاستقرار الذي هو مصلحة
فلسطينية لبنانية مشتركة، وأد اي فتنة يمكن ان تستهدف العلاقات بين الشعبَين الشقيقين اللّذين تعمدت علاقتهما بالدم وشكلت نموذجا في عمق العلاقات العربية.
ختاما : لا بد من القول، ان المناضل ناظم اليوسف يعشق مساعدة الاخرين دون النظر للون أو الشكل ، مبدأه في الحياة مساعدة الجميع، يحترمه الجميع لأنه يحترم الجميع ، لذلك فهو يرفض التوقف أو الحديث في امور صغائر الحياة ويعتبرها تذهب لوحدها ،فهو يحمل في قلبه كل الإنسانية لرفاقه .
بقلم/ عباس دبوق "الجمعة "