حجاج غزة.. يزورون مكة بعد سنوات من الانتظار

بعد نحو اثني عشر عامًا، يتمكن الحاج سعيد أبو عابد "59عامًا"، من سكان بلدة عبسان الكبيرة، جنوبي قطاع غزة، وزوجته من السفر لأداء فريضة الحج، بعد أن حالفهم الحظ، في قرعة الحج لهذا العام.

وبدت السعادةُ جليةً على وجه الحاج أبو عابد، وهو يجلس بجوار أمتعته وزوجته، بانتظار وصول الحافلة، التي ستقلهم من خان يونس، تجاه معبر رفح البري، من ثم للجانب المصري من المعبر.

ويقول أبو عابد، لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "تغمرني السعادة اليوم، لم أصدق أنني سأرى مكة وأزور الديار الحجازية، بعد (اثني عشر عامًا) من الانتظار"؛ مُتمنيًا أن تكون الرحلة مُيسرة، وتُقدم لهم كافة التسهيلات اللازمة لهم في المغادرة والعودة، خاصة من قبل السلطات المصرية على معبر رفح.

 ولا يختلف، شعور زوجة الحاج أبو عابد "53عامًا"، والتي ذرفت عيونها دمعًا من شدة السعادة، وهي تودع أبنائها وأشقائها، قبل أن تصعد للحافلة، وتغادر لمعبر رفح؛ قائلاً : "اليوم رحلة العُمر، لا يشتهي أن ينالها كل مُسلم، خاص الفلسطينيين من غزة المُحاصرة، ولا يتمكن أهلها من السفر".

وتتمنى أبو عابد وزوجها، أن يعودوا لغزة، وفُك الحصار عنها، وانتهى الانقسام، وعاد الوطن ومن يعيشون فيه جسدًا واحدًا، وتنتهي الأزمات التي يعاني منها السكان، ويُفتح المعبر للجميع، وتُسّهل الأمور ويغادر ويأتي الناس بكل حرية ويُسر. 

أما، الحاج غازي أبو دقة "60عامًا"، فكان أوفر حظًا من سابقيه، فيتمكن بعد "خمس سنوات" من أداء الفريضة، التي طالما تمناها؛ ويقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "أتمنى السلامة لجميع الحجاج في الذهاب والعودة، وفي داخل الديار الحجازية، وأن تقدم لهم كافة التسهيلات من المملكة العربية السعودية".

وتمنى أبو دقة من السلطات المصرية، تسهيل سفرهم من غزة للقاهرة برًا، وتذليل كافة العقبات، كون الطريق شاقة وطويلة؛ مُضيفًا : "تسهيل الطريق من شأنه يُخفف مشقة الرحلة، ولا يفقد الحُجاج لذة العبادة"؛ وتمنى أن يُرفع الحصار وينتهي الانقسام، وتكون رحلتهم سعيدة ومُيسرة.

لا يختلف الحال كثيرًا، لدى الحاج عبد الوهاب أبو صبحة "62عامًا"، المُسجِل للحج، مُنذ نحو "سبع سنوات"، وبدت عليه علامات السعادة، وهو يودع ذويه، ويصعد حاملاً أمتعته للحافلة؛ التي ستُقله مع ثلاثون حاجًا لداخل معبر رفح؛ كما يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء".

وتشابهت أماني أبو صبحة مع من سبقوه، فتمنى أن ينتهي الانقسام بالكامل، ويُرفع الحصار، وتُفتح المعابر، وتُقدم لهم التسهيلات؛ مُضيفًا : "هذا الموسم سنوي، والحج فريضة، وعبادة، يجب على الجميع أن يُقدم التسهيلات للحج، ويُعينهم على الرحلة الشاقة".

2900حاج

بدوره، أوضح وكيل وزارة الأوقاف في قطاع غزة حسن الصيفي، لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، أن عدد حجاج قطاع غزة لهذا العام، بلغ "2900حاج"، شاملاً كل مكونات البعثة الفلسطينية، المُتمثلة في "حجاج القرعة، المرضى، والمؤجلين من العام الماضي، والسرطان، والقلب المفتوح، والمحارم، والمرافقين، والإداريين". 

وأشار الصيفي، إلى أن الحجاج بدأوا بالسفر، والأمور تسير بشكلٍ جيد؛ لافتًا إلى أن الحجاج الذين سيغادرون اليوم نحو "800 حاج"، تُقلهم ثلاث طائرات، تُقلع الأولى فجر غد بحدود الساعة الخامسة، تليها بأربع ساعات الثانية، وهكذا الثالثة، على مدار أيام سفر الحجاج الأربعة.

وقال : "الأمور تسير بالشكل المطلوب في الجانبين المصري والفلسطيني وقُدمت كافة التسهيلات، والجوازات وصلت المصريين يوم أمس، لتسريع عملية السفر؛ وبالفعل العملية تسير بسلاسة وسهولة ولا مشكلة"؛ متوقعًا أن يكون الموسم خاص يختلف عن المواسم الأخرى.

وفيما يتعلق بحجاج مكرمة خادم الحرمين، أكد الصيفي سفرهم سيكون في السابع والعشرين من أغسطس/ أب الحالي؛ متمنيًا أن تكون الأمور مُيسرة، ويغادر ويعود الحجاج بسلامة. 

لا معلومات عن العالقين

من جانبه، قال الناطق باسم هيئة المعابر في قطاع غزة، هشام عدوان لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "تم فتح معبر رفح اليوم، لمغادرة، حوالي (800حاج)، على متن ثلاث رحلات، من أصل (2500حاج)، سيغادرون خلال أيام المعبر الأربعة، التي تقرر فتحها للحجاج".

وتمنى عدوان، أن تسير الأمور بشكل سلس في الجانب المصري من المعبر، دون أي إشكاليات؛ نافيًا وجود أي معلومات رسمية حول سفر أو عودة العالقين لغزة؛ مُهيبًا بالسلطات المصرية لفتح المعبر لإنهاء معاناة حوالي "30ألف عالق" مُسجل للسفر.

المصدر: رفح – تقرير| وكالة قدس نت للأنباء -