أكد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي أحمد المدلل، أن خطوة بناء الاحتلال الإسرائيلي لجدار على حدود قطاع غزة تبيّن عجز وفشل الاحتلال في مواجهة المقاومة وسبل إبداعاتها، وأن الاحتلال يعلم أن مقدّرات المقاومة اليوم أكبر بكثير مما كانت عليه في السابق".
ووفق صحيفة يديعوت احرونوت فإن اسرائيل تعمل مؤخرا، على بناء جدار على حدود قطاع غزة يبلغ طوله 64 كم، بتكلفة 4 مليار شيكل، وان الجدار المنوي إقامته، سيكون بعمق عشرات الأمتار تحت الأرض، وبارتفاع ستة أمتار فوق سطح الأرض، وسكون الجدار مزوداً بأجهزة تجسس ومجسّات لرصد الحركة في باطن الارض ومنظومة إطلاق نار إلكترونية فوقه.
وتابع المدلل في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن هذه الخطوة لن تمنع المقاومة من أن تظل تصنع توتراً وهاجسا أمنياً لدى الاحتلال، مشدداً على "أن المقاومة لها خياراتها وأدواتها المختلفة غير الأنفاق تتعامل بها في مواجهة العدو الصهيوني، إذا حاول أن يشن عدواناً على غزة".
وأكد على أن المقاومة لن تعدم أدواتها في ظل العدوان الاسرائيلي المتواصل بحق الشعب الفلسطيني، وأن هذا الجدار لن يحقق الأمن للمستوطنات.
وأضاف أن الاحتلال يحاول جاهداً إلى استفزاز المقاومة وجرها إلى حرب، مستدركاً أن "المقاومة تتعامل بحكمة بالغة مع العدو الصهيوني، وأنها لا تريد أن تجر على شعبها حرباً"، مشيراً إلى أن المقاومة تعي تبعات الحرب، في الوقت الذي لا زالت فيه آثار حرب 2014 ماثلة أمامها حتى هذه اللحظة، ولكن على الاحتلال أن يتحمل نتائج استفزازاته .
وأشار في ذات السياق أنه إذا فُرضت الحرب على المقاومة، فلن يكون هناك خيار أم المقاومة إلّا صد العدوان، لأن واجب المقاومة هو الدفاع عن الشعب ووجودها أصلاً مرتبط بهذا الأمر.
وأوضح المدلل لـ "قدس نت"، ان المقاومة على وعي كامل بما يفكّر به نتنياهو الذي يحاول تصدير مشاكله، والتي تتمثل في وجود عدة أزمات سياسية، مردفاً أن مراقب الدولة الإسرائيلي أكد أن نتنياهو فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه في حرب عام 2014، وأيضا لفت إلى ملفات الفساد الغارق فيها نتنياهو هو وزوجته والحكومة التي يرأسها، مبيّناً أنها كلها أمور تستدعي أن يصدّر نتنياهو أزماته الداخلية.
وبسؤاله حول أن خطوة بناء الجدار تمثل خرقاً لتفاهمات التهدئة التي تمت في القاهرة، بعد العدوان الأخير على غزة ، قال المدلل: "إن العدو الصهيوني حاول أن يخترق تفاهمات التهدئة في أكثر من مرة"، لافتاً إلى أن كل ما يفعله الاحتلال الصهيوني من إجراءات تعسفية بحق سكان القطاع كمنع الصيادين من الصيد مثلاً أو حتى الجدار الذي يحاول أن يقيمه حول قطاع غزة هي أكبر دليل على أن الاحتلال لا يلتزم بأي تفاهمات أو اتفاقات، لأنه لا يفهم لغة التهدئة أصلاً، ولا يفهم شيئاً عدا لغة القوة".
وحمّل المدلل الاحتلال المسؤولية الكاملة عما سيحدث، مؤكداً في ذات السياق على جهوزية المقاومة للدفاع عن شعبها حال محاولة الاحتلال جرها للحرب، مشدداً على أن المقاومة لا تريد أن تدخل الشعب في حرب إلّا إذا فُرضت عليه.