كل شيء اكتمل بليلة العمر، الحبيب أصبح شريك حياة، وحولها كل من تمنت حضورة، خاصة والدها الذي امسك بذرعها وسلمها لعريسها، إنها ليلة كالأحلام.
وفي نهاية الحفلة آتى وقت أخذ الصور التذكارية، ذهبت مسرعة لتنادي والدها ليتصور معها ومع عريسها، امسكته من ذراعه وعادت للمنصة التي تتوسط قاعة العرس، رأت أمها تبتعد بهدوء وبعيونها عتاب وإنكار لم يكن ليشاركنا الصورة يوما، ما الداعي لزجه اليوم بيننا.
ادركت الإبنة مغزى انسحابها، لكنها لم تبرر فعلتها واكملت أخذ الصورة، ابتسمت حين قبل والدها رأسها أمام عريسها وأهله والمعازيم، رفعت رأسها أمامهم، اختارت أن يرى الحاضرين صورة مختلفه عما عاشته، هي تشبههم، لملمت شعاث قلبها المتألم من فراق والديها، وعالجت غياب الأب الطويل في حياتها بصورة.
تريد بداية جديدة،قفزت بين شروخ السنين الموجعة، واجبرت الوقت أن يكون لصفها ويصالح ذكرياتها بما وثقته من جديد ذكرياتها بهذه الصور.
ثم نظرت لوالدتها وتذكرت كلامها ليلة أمس حين قالت سيأتي غدا والدك فجأة لديه إبنه عروس تناساها دوما، ليسرق فرحتي بك.
لم تجتهد كثيرا لتصالح امها النظرة كانت كفيلة بذلك، المعاناة معا خلقت روحان مترابطتان لن يفرقهما امر وبهذا العرس تتويج لرحلتهما معا بالنهاية نجحت لوحدها بتربية عروس تسحر الأنظار.
إسراء عبوشي
كاتبة وشاعرة