بسم الله الرحمن الرحيم
في بلادي استشري الفساد في كل مكان ، وفي كل مفاصل حياتنا ، فالقيادة فاسدة ، وفساد القيادات خلق مرتزقة وسحيجة حولها ، فضاعت حقوق الناس بين الفاسدين وسحيجتهم ومنافقيهم ،
الفساد في بلادي ليس فساد شخص أو أشخاص ،
إنه فساد منظومة كاملة ، تمارس أدوارها مجتمعة ، من الفاسد الصغير الي أكبر رأس في وطني ،
فالموظف الصغير فاسد لأنه أمن العقاب والمسائلة ولم يخشى من الرقابة ، وحينما رأي مديره وقائده فاسد فتشجع وتجرأ ليفسد ، فهو مجرد أداة للفساد بيد الكبار وبأوامرهم ،
فكل الشعارات والخطب والأحاديث عن الشفافية والإصلاح مع إبقاء ذات الشخوص بمنظومتهم ومفاهيمهم التي أدت الى الفشل والانهيار والإساءة للوطن والشعب ، لن ينتهي الفساد وسيستمر ويستشري أكثر وأكثر ،
ولإنهاء منظومة الفساد والقضاء عليها يجب تفعيل دور الرقابة المالية والإدارية والتنظيمية بشكل كبير وأن تنحت بالصخر وتبحث بين الأوراق والتكاليف والمسميات والمتنفذين والمتسلطين والدخلاء الجدد ، وتدقق وتراجع المصروفات والفواتير المالية بدقة لتكتشف الفساد واللصوصية ، ولتكن عقوبات صارمة ورادعة ضد المفسدين ومن يساندهم ، وإسقاط كل الاقنعة عنهم مهما كانوا ، وإبعادهم وتنحيتهم بعد العقاب والمحاسبة ،
فوضع الناس في بلادي صعب جدا ، ومأساوي في ظل الفقر وفقدان أدني متطلبات الحياة ، وهذا الوضع لا يحتمل فساد القادة وبذخهم ومكاتبهم الفخمة ومديري مكاتبهم وموظفينهم ومرافقيهم ، فهل وصلت الاستهانة والاستهتار بالناس لهذا الحد
قد لا يجوز أن تبني مسجدا في قرية أهلها فقراء وجياع ، فإطعام الناس وتوفير لهم حياة كريمة خيرا ألف مرة من بناء المساجد وإنفاق المال علي تشييدها ،
فما بالكم بالمكاتب والموازنات وتوزيع الهبات علي الاقارب والمعارف وإحضار الأقارب والأنساب والمعارف ليجنوا ويتسلقوا ويتنعموا بخيرات فسادكم ، فوالله إنه الفساد مهما تعددت واختلفت لديكم المسميات ،
فشعبنا بسيط ويحب البساطة ، فالجماهير تحب القائد الذي تشعر أنه قريب منها ويحيا مثلها ، بساطة القائد وتواضعه هي المدخل لقلوب الجماهير ، فاتركوا مكاتبكم وانزلوا للشارع والتحموا مع الجماهير واستمعوا الي الناس ،
وكفي استكبارا علي الناس فأنتم بدون شعبكم لا تساوون شيئا ،
وارحمونا من نشر صوركم خلف مكاتبكم ووسط حاشيتكم وسحيجتكم ، ولتنزلوا للميدان ولنري صوركم بين البسطاء ومع الناس ، ولتحتملوا غضب الناس ، ولتسمعوا ما يقوله الناس ولا تصدقوا ما يوصل لكم من حاشيتكم ، فالناس من شدة عنجهيتكم ما عادت تطيقكم ، والناس مقهورة ولا تري فيكم إلا صورة مكررة لجلاديها وظالميها ،
فمن أراد أن يكن قائدا علي شعبه ، فيجب أن يكن خادما لهم ، يلبس مثل شعبه ، ويأكل مثل شعبه ، ويسكن ببيت مثل عامة شعبه ،
فان لم تفهموا شعبكم الآن وتتراجعوا وتعيدوا حساباتكم ، فلن تحققوا إلا مزيدا من الفشل ، فكما فشلتم سابقا لنفس الأسباب والممارسات التي تمارس الآن ، ستفشلون وستفشلون ، فمن لا يتعلم من تجاربه سيحصد نتاج عمله الفشل والانهيار ،
فشعبنا مراقب ومتابع جيد ، ويعي ويعرف الحقائق ، ومنظومة الفساد بكل قادتها وسحيجتها ومنافقيها والمستفيدين منها والصامتون عليها كلهم سيسقطون وإلي زوال مهما طال غرورهم وخداعهم ،
كتب حازم عبد الله سلامة أبو المعتصم
hazemslamagmail.com
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق 26