بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة غريبة عن شعبنا المناضل المسلم الاصيل ، فكر دخيل علي شعبنا البسيط المحب للحياة العاشق للحرية ،
شاب مسلم يفجر نفسه بمجموعة شباب مسلمين ، فالقاتل هتف الله اكبر ، والمقتول يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ،
فمن يقتل من ؟؟؟
من الذي زرع تلك الافكار التكفيرية الدموية ؟؟؟ من الذي أوهم بعض الشباب وضللهم بأنهم يملكون حق زهق الأرواح ، وأنهم يملكون الحق المطلق يتصنيف الناس هذا كافر وهذا مسلم ؟؟؟ كيف استطاعوا أن يقيدوا التفكير ويسيطروا علي العقول ، ويحوًلون الشباب من قوة حقيقية بناءة وإبداع لخدمة الوطن إلي قنابل متفجرة تحمل الموت والدم وتقتل الابرياء ، وينفجر المسلم ليتحول إلي أشلاء ممزقة ممزقا معه أخوته وأبناء شعبه المسلمين ؟؟؟
ومن الذي أسس لتلك الأفكار الضلالية بوطني ، عليه أن يتراجع ويعترف بأنه كان مخطئ ، فالمعالجة الفكرية والثقافية والاجتماعية أهم وأقدر علي إيجاد الحلول من المعالجة الأمنية مع ضرورتها ، من الذي زرع هذا الفكر ومنحه الأرض الخصبة ليتنامي ؟؟؟
الفكر يواجه بالفكر ، وتقع مهمة التوعية وإنقاذ الشباب من الغرق بتلك الافكار الهدامة علي الجميع دون استثناء ، وخاصة أئمة المساجد والدعاة وولاة الامر ، فنشر التسامح وثقافة الأخوة وأن الاختلاف حق وظاهرة صحية ، فلنختلف ونتحاور لخدمة الوطن والمجتمع ، بعيدا عن ثقافة القتل والفكر التكفيري والتخويني ، فمفاتيح الجنة والنار بيد الله وحده ، وهو صاحب القرار والأعلم بعباده ، ولا أحد أي كان فرد أو جماعة يملك الحق بإعطاء صكوك غفران أو شهادات إيمان أو كفر ،
فبفضل الله وكرمه ورحمته ، أن جعل الله ديننا دين نوايا ، والعلاقة بين العبد وربه علاقة مباشرة دون واسطات ، فمن الذي أوهم بعض الشباب بأنهم قضاة علي البشر وحكام علي نوايا الناس ؟؟؟
الفكر الظلامي والتطرف ليس وليد لحظة معينة ، بل هو موجود قديما ، وهو نتاج مفاهيم خاطئة وتعبئة متزمتة ورافضة للأخر ، ونتاج لأخطاء توعوية ناتجة من أشخاص حرفوا الدين وفسروه حسب مصالحهم وأهدافهم ، فسخروا آيات الله وديننا الحنيف وفق أهواءهم وأطماعهم ، فأتاهوا الأمة وفرقوها أشياعا وفرقا متحاربة ، وأعطوا السهولة للتدخلات الخارجية لتعبث بأمتنا وأوطاننا ،
فالحزام الناسف ليس محشوا بالمتفجرات فقط ، والبندقية ليس معبأ مخزنها بالرصاص فقط ، بل الأخطر تعبئة العقول بالفكر التكفيري واستسهال قتل المسلم وإراقة الدماء ، وحشو العبوات والأحزمة والبنادق بفتاوى مفخخة ، هنا الخطورة الحقيقية ، التي يجب مواجهتها ، مواجهة افكار شيوخ الإفك والتطرف ومنعهم من السيطرة علي عقول الشباب ، ومنع الاستمرار بتزوير مفاهيم الدين الاسلامي المتسامح ،
مهمة مواجهة الفكر المتظرف تقع علي عاتق الجميع ، من البيت والمدرسة والجامعة والمساجد والنوادي والشوارع والفصائل والأحزاب وفي كل مكان ، توعية الناس وحماية الشباب من هذا الحقد الأسود والانزلاق في الافكار المفخخة الضلالية مهمة دينية ووطنية مقدسة ، فالإنسان أغلي ما نملك فلنحميه فكريا وثقافيا ، فالفكر الصحيح يبني الانسان ليبني وطنا حرا ومجتمعا صالحا ،
اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر ، واحمي وطننا وشعبنا من كل المؤامرات ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]