كثرت في الآونة الأخيرة المداخلات والطروحات من جانب عدد غير قليل من المثقفين والسياسيين، عن القضية الكردية والشعب الكردي ولكن ما نراه من تطبيع كامل بين الكيان الصهيوني واقليم كردستان ، وخاصة على مستوى الحديث الصهيوني عن اقامة دولة كردية بزعامة البرزاني وفق المشاريع الامبريالية والصهيونية من أجل تجزئة البلدان العربية وتقسيمها.
أن مسألة إقامة كيان كردي مهما كان شكله أو المطالبة بالفيدرالية كما هو الواقع في اقليم كردستان العراق أو حتى طرح القضية الكردية على بساط البحث لإيجاد الحلول العادلة لها، هي من ضمن هذه المؤامرات والمخططات العدوانية، وتأتي في سياق المؤامرة الامبريالية الصهيونية الرجعية التي تسعى الى تقسيم ألاقطار العربية، و نهب ثرواتها النفطية والغازية من جهة، ومن جهة أخرى الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني ووجوده في المنطقة العربية، وبالتالي العمل على خلق حالة من الفوضى في المنطقة العربية تتقاذفها أمواج الفتنة والحروب الطائفية والعرقية من خلال دعم القوى الارهابية التكفيرية، حتى يبقي الكيان الصهيوني والمصالح الاستعمارية الأمريكية بمأمن من دول قوية ممانعة، ومحور مقاوم لمخططاتها ومشاريعها في المنطقة العربية.
إن الاستراتيجية الامبريالية تجاه المنطقة العربية وتقسيم أقطارها دينياً وعرقياً خطة قديمة وخاصة ان هذه الخطة بدأت بالتنفيذ بعد الاحتلال الامريكي للعراق على وجه عندما اكدت الادارة الامريكية على تعميم الفوضى الخلاقة على وجه التحديد باعتبارالعراق عقبة أساسية في المنطقة، ومن ثم انتقلت الخطة تحت ما يسمى الربيع العربي بهدف تفكيك سورية والعراق لدويلات دينية وعرقية متناحرة باعتبار ذلك هدف صهيوني أساس، من هنا نجد توغل الموساد الصهيوني في اقليم كردستان باسم شركات اقتصادية لتهيئة ظروف الانفصال ، ودعم الجماعات الارهابية التكفيرية ، والذي يعزز من الوجود الصهيوني على حساب أقطار الوطن العربي لتتم المحافظة على المصالح الأمريكية في الوطن العربي، من خلال تأمين السيطرة على مصادر البترول في حقول النفط في كركوك وأربيل والموصل العراقية ، وتوفير الأمن للكيان الصهيوني ، وتأتي هذه المشاريع والمخططات الصهيونية- الأمريكية استكمالاً لمشروع (سايكس – بيكو).
لذلك فعلى القوى العربية الحذر ما يخطط من قبل الدوائر الامبريالية والاستعمارية لانه الهدف الاساسي منه تصفية القضية الفلسطينية وتفتيت الوطن العربي على اعتبار أن الوطن العربي هو قلب العالم، وموقعه الاستراتيجي يجعل أي تطور أو تغيير أو حدث فيه يؤثر على الأوضاع الإقليمية والعالمية.
وهذا ليس الا الظاهر من جبل الجليد المخفي حول العلاقة بين مسعود البرزاني والموساد الصهيوني في العراق،والتي لا تزال مستمرة ، حيث يدفع الثمن هم سكان إقليم كردستان العراق الذين ترتكب
بحقهم أبشع أنواع التمييز والإقصاء والقمع يومياً، وان إعلان استقلال إقليم كردستان العراقي وهي خطوة خطيرة جداً على الأمن القومي العراقي .
ان ما نراه من انتصارات في المنطقة يعني هزيمة المشروع الامبريالي الصهيوني الرجعي الارهابي القائم على القتل والتدمير والتفتيت ، ونحن نرى دحر القوى الإرهابية والتكفيرية عسكرياً، وميدانياًفي جرود عرسال وجرود بعلبك وسوريا والعراق، مما يستدعي من الاكراد الحفاظ على هويتهم العربية ، والاستفادة من انتصار مشروع المقاومة ، والعمل الدؤوب والهادف من اجل بناء مستقبل بلدانهم في سوريا والعراق.
ان الشعب الفلسطيني الذي يعتز بالشعب العربي السوري والعراقي الكردي الشقيق ، والدور المشهود له في الدفاع عن القضية الفلسطينية لفلسطين والقضية الفلسطينية، وانتماء الكثير من المناضلين الاكراد للثورة الفلسطينية باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة العربية ، حيث قدم التضحيات بمواجهة العدو الصهيوني.
لقد انتمى الكثير من ابناء الشعب العربي الكردي الى الفصائل والقوى الفلسطينية ذو الأبعاد الأممية والإنسانية المعادية للإمبريالية والصهيونية، تلك الفصائل والقوى التي تحولت إلى مركز لكافة أحرار العالم وقوى التحرر والتقدم لمختلف الشعوب.
امام كل ذلك ومن موقع حرصنا على علاقات الصداقة التي ستظل قاعدة راسخة ومتينة ، نتطلع الى مواجهة المخاطر التي تتعرض له القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة ، ومواجهة سياسية التطبيع حتى نتمكن من افشال المخططات الامبريالية والاستعمارية .
ختاما : نحن نتطلع إلى الشعب العربي الكردي الذي قاوم العدو الصهيوني ومشاريعه وكان جزء من حركة التحرر الوطني والقومي التصدي لهذه المؤامرة الذي يقوم بها البرزاني ، والحفاظ على اقليم كردستان كجزء من العراق ، لأن الصمت لا يحل القضية الكردية ، لاننا على ثقة بان من حق الدول اعطاء حقوق الشعب االعربي الكردي الذي قاوم الاستعمار، وكانت مواقفه الوطنية والقومة مشهودة له، ولأن أي تقدم تحققه الأمة العربية في هذا المجال، هو في الوقت نفسه مكسب للشعب العربي الكردي لحل جميع القضايا.
بقلم/ عباس الجمعة